ندوة التنوع والتعددية تختم اشغالها

بيروت- معا- نظم "مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية" بالشراكة مع الجمعية العربية لعلم الاجتماع، وبرعاية من مؤسسة هانس زيدال الألمانية ورشة تفكير ونقاش عن: "التنوع والتعددية: إثراء للمواطنة أم مصدر للأزمات؟". وذلك في مدينة "جبيل" شمال لبنان، يومي السادس والسابع من شهر تموز/ يوليو الجاري برعاية مؤسسة "هانس زيدال" الألمانية.

جلسة افتتاح الندوة، تناولت موضوع الورشة وأهميته البالغة، وشددت على ضرورة التعاون بين المؤسسات ذات الاهتمامات المعرفية بالمجتمعات العربية، و تنظيم وتأطير هذا التعاون، ادارها الدكتور/ مصطفى الحلوه رئيس مركز عكار للدراسات والتنمية المستدامة، وتحدث فيها الدكتور/ أدونيس العكرة، مدير مركز تموز، والدكتور/ محمد نعيم فرحات أمين عام الجمعية العربية لعلم الاجتماع، والدكتورة/ دوللي الصراف منسقة الورشة، والمسئولة عن الأنشطة والمشاريع في الجمعية العربية لعلم الاجتماع.
الندوة التي انعقدت في قاعة المحاضرات (1188) بالمدينة القديمة في جبيل، شارك فيها حشد من الأسماء اللبنانية والعربية اللامعة، الدكتور طاهر لبيب الرئيس الشرفي للجمعية العربية لعلم الاجتماع، الذي تحدث في الجلسة الافتتاحية متناولا موضوع"التباسات العرب في التعامل مع مسألة التنوع: أو عندما تضيق الأنا بآخرها".
وفي محور أزمة العلاقة بين الهويات الفرعية والهوية العامة، التي ترأست جلستها العميدة الدكتوره / مارلين حيدر، تحدث الدكتور/ عاطف عطيه، عن "لبنان التعدد وإيديولوجيا الإستنهاض"، بينما تناولت الدكتورة/ مها الكيال "علاقة التنوع والتعددية بالوحدة والمواطنة".
وفي الجلسة الثالثة من اليوم الأول، التي ادارتها الدكتوره/ دوللي الصراف، تناول الدكتور/ الجيلالي المستاري من الجزائر، موضوع "الجماعاتيه في الجزائر وخيار المواطنة"، فيما استعرض الدكتور/ سعيد المصري "العلاقة المتعبة بين الاستعلاء الثقافي والمواطنة".
في اليوم الثاني من أشغال الورشة ، ترأس الجلسة الأولى الدكتور/ خليل خير الله، حيث تمٌ التطرق لنماذج تحليله من بيئات مختلفة، في كيفية التعامل مع التنوع!، فاستعرض العميد الدكتور/ كميل حبيب في ورقته " أسباب فشل التوافق في إيجاد حلول ناجعة لأزمات لبنان المتكررة" بينما قدّم الدكتور/ غالب بن الشيخ، وهو جزائري مقيم في فرنسا وصاحب حضور مرموق في المشهد الثقافي فيها، مقاربة للتجربة الفرنسية، تناولت فيها مزايا التنوع وأزماته.
موضوع الجلسة الثانية كان العلاقة بين التنوع والتنمية وكيفية الاستثمار ايجابي في التنوع أو تبديده، التي ترأستها الدكتورة/ كلود مرجي، قدّم فيها الدكتور/ علي الموسوي ورقة تتناولت "أهمية التنوع في التنمية وأمن المجتمعات".
أما الجلسة الأخيرة للورشة، فكانت برئاسة الدكتورة/ هويدا الترك، وكان محورها "شروط تحقيق المواطنة في مجتمع متعدد"، وتحدث فيها، العميد الدكتور/ يوسف كفروني عن "علاقة التعددية في صياغة المواطنة ومجتمعها". فيما تطرق الدكتور/ الياس الحلبي لموضوع" تحديات المواطنة وفرصها في مجتمع متعدد". وقد حضر أشغال الورشة وتابعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عدد كبير من المهتمين والطلبة الباحثين في مستوى الماجستير والدكتوراه في الجامعات اللبنانية من مختلف المناطق.
ورشة التفكير هذه، هي أول نشاط مشترك يقوم، بين الجمعية العربية لعلم الاجتماع ومركز تموز، كمؤسسات معرفية مشغولة بقضايا المجتمعات العربية، والموضوع الذي اثارته يمثل حقلا اشكاليا تواجهه المجتمعات العربية المعاصرة كل بطريقته، ويطرح عليها تحديات الاستثمار الايجابي في اغتنام التنوع والتعددية وتحويلها لعنصر إثراء وغنى وأمن وتنمية واستقرار وتمكين ، وهذا لن يكون بدون تكوين وعي عميق ملائم بخصوص هذه المسألة. وعي يحتاج بدوره لاستكمال شروطه النفسية والفكرية والثقافية.