غزة- معا- استقبل الأستاذ الدكتور عمر ميلاد رئيس جامعة الأزهر-غزة في مكتبه، الدكتور حسن عصفور أحد خريجي كلية الطب الذي استطاع تعديل نظرية طبية معمول بها منذ 20 عاماً ضمن بحثه لنيل درجة الدكتوراة من جامعة Paris-Saclay بفرنسا، وكان في استقباله إلى جانب رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور أسامة زين الدين نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية الدكتور محمد زغبر عميد كلية الطب.
و رحب أ.د. ميلاد بالدكتور عصفور، معبراً عن فخر الجامعة بهذا الإنجاز الطبي الذي يدل على جودة التعليم بالجامعة بشكل عام وبكلية الطب بشكل خاص، مضيفاً أنه إنجاز ومفخرة للوطن وللعالم العربي، داعياً أبناء وخريجي الجامعة الاستمرار في مسيرة التفوق والنجاح وأن يكونوا خير سفراء لجامعتهم ومحافظين على القيم العليا وحب الوطن.
من جانبه تقدم الدكتور عصفور بالشكر والتقدير لجامعة الأزهر-غزة ممثلة بإدارتها على هذه اللفتة الكريمة التي تعبر عن أصالة هذه الجامعة وحرصها على دعم النجاح والتمييز، مؤكداً أن جامعة الأزهر منارة علمية عريقة شكلت له البداية لانطلاقة مسيرة العلم والنجاح والتفوق.
وفي نهاية اللقاء زار الدكتور عصفور كلية الطب التي تخرج منها، واطلع على مختبراتها وقاعاتها والتطور المتسارع الذي شهدته خلال فترة سفره خارج البلاد.
والجدير بالذكر أن الدكتور عصفور وبعد حصوله على درجة الماجستير في التشريح من جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، ومن ثم حصوله على درجة الدكتوراه في علم الأجنة من جامعة Paris-Saclay، يعمل حالياً استاذاً مساعداً مقيماً في مستشفى لستر الجامعي شمال لندن، كما أنه يحاضر في كلية الطب بجامعة بوليتكنك فلسطين.
هذا وتمكن الدكتور عصفور ببحثه النوعي لنيل درجة الدكتوراه بعنوان: "مسار إشارات (BMP) الخلوي مسئول عن تكوين عضلات الأطراف "، وخلال عمل متواصل استمر أربع سنوات؛ من تعديل النظرية السابقة المعروفة بنظرية Muscle progenitor cell naivety in limb myogenesis ، حيث وافقت لجنة تحكيم الدكتوراه على هذا التعديل وتقديم النظرية الجديدة باسم:
Interplay of Myogenic progenitor cells & connective tissue progenitor cells in limb myogenesis.
وقد تواجدت صاحبة النظرية السابقة Professor Gabrielle Kardon من جامعة آيوا الأمريكية على رأس لجنة تحكيم الدكتوراة، وأبدت إعجابها بالتعديل الجديد، والذي يُعيد تفسير بعض العيوب الخلقية العضلية بشكل أكثر تفصيلاً، ويَعقد آمالاً جديدة على أساليب جديدة للعلاجات المأمولة باستخدام تقنيات زراعة الخلايا (Cell-transplantation) أو التعديل الجيني بتقنية كرسبر (CRISPR).
وقد قام الباحث د.عصفور بدراسة صحة النظرية القديمة التي تحكم بأن تكوين عضلات الأطراف تتكون لدى الجنين من خلال اشارات بيولوجية ترسلها الخلايا الجذعية/ الأولية للأنسجة الضامة (Tcf4-positive progenitor cells) الموجودة مسبقاً في المكان، بحيث تقوم هذه الخلايا ببناء خريطة جزيئية/خلوية (Cellular and molecular pre-pattern)، وبعدها تقوم بتأشير الخلايا الجذعية/الأولية للعضلات النامية بأن تترتب في توزيعات الخريطة الخلوية/الجزيئية المُعَدَّة مسبقاً، وبالتالي تنمو العضلات بالتوازي كُلٌّ حسب مكان توزيع خلاياه الجذعية على هذه الخريطة البيولوجية، هذه النظرية تتبنى مبدأ أن الخلايا الجذعية للعضلات لا تملك أي معلومات مكانيّة، ولا تستطيع توزيع نفسها إلا من خلال خريطة بيولوجية مُعدَّة مسبقاً، تبنيها الخلايا الجذعية للأنسجة الضامة في المكان، وعليه فإن معظم العيوب الخلقية التي تصيب عضلات الأطراف لا زال يُعتقد بأنها نتيجة خلل في الخلايا الجذعية للأنسجة الضامة، وبالتالي فإن تقنيات العلاج ستهدم هذه الخلايا.
وقد كشف بحث د.عصفور خلاف ذلك، وعدل في النهاية من هذه النظرية، بعد أن قام الباحث بإثبات -لأول مرة- أن الخلايا الجذعية للعضلات منذ نشأتها وحركتها في الطرف النامي لديها معلومات مكانية تنظمها من خلايا جينات HOX المسؤولة عن الترتيب المكاني للخلايا في الجسم، ولإزالة تأثير الخلايا الجذعية للأنسجة الضامة على الخلايا الجذعية للعضلات، قام الباحث بإيقاف تأثير إشارات BMP الخلوية الصادرة من الخلايا الجذعية للأنسجة الضامة على الخلايا الجذعية للعضلات، و بعدها تمكن من إعادة رسم الخريطة المكانية، التي تبين من خلالها أن الخلايا الجذعية للعضلات ليس لديها معلومات مكانية وحسب، بل إن تأثير تغيير توزيعها؛ يؤدي إلى إعادة توزيع لخلايا الأنسجة الضامة الجذعية، مما يؤكد على أنَّ كلا النوعين من الخلايا يتبادل الإشارات ليبني خريطة نهائية ومتكاملة لكل عضلة في مكانها الصحيح وبحجمها الصحيح وشكلها الصحيح.
وقد تم نشر النظرية الجديدة في مجلة Cell Reports، ذات معامل تأثير 10.4 مرجع:
http://https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=3943614
هذا واعتمدت الدراسة بشكل أساسي على تقنيات عزل الخلايا (FACS sorting)، وفك تسلسل الحمض النووي RNA) sequencing)، وكذلك تقنيات التلوين المناعي والنسيجي ( Immunohistochemistry/Immunostaining).
كذلك استخدمت فئران التجارب المعدلة جينياً بتقنية Cre-recombination، وأساليب الجراحة الدقيقة تحت الميكروسكوب من خلال Microscopic cryosectioning of embryonic limb tissues.