بيت لحم- معا- في سياق متابعتها للزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي، جو بايدن، للمنطقة، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إنها شكلت بالنسبة إلى الإسرائيليين فرصة للاحتفاء بالتطبيع مع الدول العربية، مقابل اكتفاء بايدن بتقديم بعض الدعم المالي إلى الفلسطينيين وإبداء التعاطف معهم، دون أي التزام من جانبه بأي خطط على المدى الطويل.
وأوضح تقرير الصحيفة أنّ بايدن حمل معه خلال زيارته للأراضي المحتلة رسائل متضاربة للإسرائيليين والفلسطينيين، يوم الجمعة، قبل توجهه نحو المملكة العربية السعودية، مضيفاً أنه أعلن خطوات جديدة تقود نحو "اندماج إسرائيلي في الشرق الأوسط مقابل تحذيره الفلسطينيين من أنّ الوقت الراهن ليس مناسباً لإجراء محادثات سلام تنهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
ولفت التقرير إلى أنّ الرئيس الأميركي استهل يوم الجمعة بإعلانه أنّ المملكة العربية السعودية ستسمح برحلات جوية مباشرة نحو أراضيها من إسرائيل وإليها، معتبراً أنّ الاتفاق على فتح الأجواء الجوية يتوّج سنوات من المحادثات السرية بين الرياض وتل أبيب، ويمثل أول خطوة علنية من جانب السعوديين لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل.
وأضافت "نيويورك تايمز" أنّ القرار الذي وصفه بايدن بـ"التاريخي" يجسد مؤشراً آخر على "القبول المتزايد بإسرائيل في أوساط القادة العرب بعد سنوات من العزلة الإقليمية، وذلك في ظل المخاوف من البرنامج النووي الإيراني، التي تتقاسمها إسرائيل مع العديد من القادة السُّنة العرب، والتي تفوقت على التضامن العربي مع الفلسطينيين"، كما جاء في التقرير.
أما بالنسبة إلى الفلسطينيين، يورد التقرير، فقد أعرب بايدن عن تعاطفه وقدم دعماً مالياً، دون أن يرقى ذلك إلى أي التزامات طويلة الأمد. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي أعلن خلال زيارة قصيرة للضفة الغربية تخصيص 300 مليون دولار من المساعدات للمستشفيات واللاجئين، بعضها يتطلب موافقة الكونغرس. وأضاف أنه نقل تعهداً بموافقة الجانب الإسرائيلي على السماح للفلسطينيين بالولوج للجيل الرابع من شبكة الإنترنت، دون أن تؤكد تل أبيب ذلك.
وقالت "نيويورك تايمز" إن الرئيس الأميركي جدد دعمه لإقامة دولة فلسطينية، تكون عاصمتها في جزء على الأقل من القدس، وأكد أن "القبول المتزايد بإسرائيل داخل العالم العربي قد يمنح زخماً لعملية السلام المترنحة".
إلى ذلك، لفتت الصحيفة الأميركية إلى أن رغم ما أُعلن بالتزامن مع زيارة بايدن، إلا أنّ الزيارة تمثل تذكيراً بأنّ الآمال الفلسطينية ليست أولوية بالنسبة إلى إدارة الرئيس الأميركي. وأوضحت أنّ بايدن أمضى فقط ثلاث ساعات بالضفة الغربية، مقابل 46 ساعة بإسرائيل. كذلك فإنه خيّب آمال الفلسطينيين، إثر تجنبه توجيه أي انتقادات إلى الاحتلال الإسرائيلي، وتبديده أي توقعات بلعب واشنطن دوراً في إحياء مسلسل السلام، وكذا تشبثه بالعديد من القرارات التي اتخذتها إدارة سلفه دونالد ترامب، التي لاقت انتقادات واسعة من الجانب الفلسطيني.