غزة: خاص معا- في غرفتها الصغيرة بمدينة غزة تجلس الفتاة العشرينية علا بركات لساعات طويلة من أجل صناعة دقيقة أو أقل من الصور المتحركة .
بدأت علا 23 عاما مشوار هذه الصناعة قبل خمس سنوات لكن علاقتها بالرسم والألوان بدأت منذ صغرها حيث شاركت بورشة تشبه هذا المجال الذي تحول إلى حلم حياتها.
وتقول علا لمعا إنه بعد انتهاء الثانوية العامة اختارت الحصول على تدريبات في أيام المسرح مدتها 3 أسابيع لتقرر بعده الاستمرار من عدمه.
وأضافت:" كملت واندمجت في المجال ووجدت نفسي فيه وعادة بشتغل مع ورش خاصة بالأطفال من عمر 5 سنوات لـ14 سنة وهذه القصص تأتي من الطفل نفسه سواء كانت حصلت معه في البيت أو المدرسة أو الشارع أو خيالية ونأخذ هذه القصة ونخرجها ونحولها لفيلم كرتوني".
وأوضحت أنها تستخدم الورق ومواد خام معينة وتشكل منها شخصية وتبدأ بالتحرك فيها وإدخال صوت لتصل بالنهاية إلى إنتاج الفيديو.
وأضافت :"المواد المستخدمة لإنتاج فيديو، الورق والمواد الخام والصلصال والقماش وأي شئ موجود ممكن استخدمه مثل الخشب والصوف وأي مواد خام وقرطاسية معينة يمكن الصناعة من خلالها للمشاهد".
وتكمل :"يجب وجود كاميرا وجهاز للقدرة على تصوير المشاهد، وسابقا كنت استخدم الجوال العادي هو الذي كان ينتج هذه الأفلام من خلال برنامج سلوب ميوشن وحاليا الكاميرا تصور بجودة أفضل وأعلى من تصوير الجوال".
وأكدت أنه ليس من السهل أبدا صناعة فيلم كرتوني فهو يحتاج وقت وجهد كبير وعملية بحث أكثر للأفكار وتغذية بصرية عن المجال والفكرة وحتى استقطاب الفكرة بشكل عام من الطفل أو حتى القضايا الموجودة في المجتمع أو المشاكل و عملية الإخراج.
وأوضحت أن مدة الفيلم حسب القصة والمشاهد أيضا مضيفة:"يعني ممكن يكون الفيلم عبارة عن ثلاث دقائق أو أربع دقائق أو خمس دقائق أو دقيقة ونص موضحة أن الدقيقة الواحدة ممكن تأخذ وقت يومين أو ثلاثة أو أسبوع وذلك حسب التصوير والقصة والحوار وفي بعض الأحيان إن كانت شخصيات الفيلم كثيرة أو نصه كبير يأخذ إنتاج الفلم شهر أو شهرين".
وأوضحت أن هناك مراحل أخري غير التصوير وتسجيل الصوت، هناك مونتاج ومؤثرات صوتية وبرومو للفيلم ولأنه هذه الأمور يتم العمل عليها لانتاج فيلم وعرضه.
وتحدثت علا عن أهم الصعاب التي تواجهها في هذا المجال، في هذا التخصص بالذات حيث أن تقنية ستوب موشن غير معروفة في قطاع غزة بشكل عام والناس غير قادرة على الاستفادة منها والتعلم وبالغالب يأتي أشخاص من خارج فلسطين ليعطوا تدريبات تكون عبارة عن أسبوع أو يومين او ثلاثة وفعليا ما بيكون كافى.
وأضاف :"غير هيك في مواد معينة غير متوفرة بغزة وإن كانت موجودة سعرها مرتفع جدا".
وأكملت :"من ضمن العقبات أيضا عند تصوير مشاهد الفيلم يجب أن أكون في مكان واحد ولا يمكن التنقل من مكان لمكان في التصوير ولذلك يوجد في غرفتي مكان لتصوير المشاهد حتى أنجز ما أريد سريعا، ولكن في البداية غرفتي كانت كافية للشغل ولكن حاليا شكلت فريق من صبايا ومشروع خاص لصناعة الافلام اسمه صورة وحكاية ويواجه صعوبة بعدم القدرة في الالتقاء بالفريق والاجتماع معهم."
كما تجد علا صعوبة في تسجيل الصوت خاصة أنه يحتاج لاستديو خاص للتسجيل ومايك معين أما قصة انقطاع الكهرباء فتعطل كثيرا من العمل
وأوضحت أنها حاليا شغالة على فيلم راح يتم عرضه في مهرجان سينمائي دولي في إيطاليا ويتحدث عن المساواة بين الجنسين والقصة فعليا كنت شغالة في بعض الورش الموجودة في بيت حانون وكانت قصة فتاة، حاولت اطورها أكثر وانتج فيلم من خلالها.
وتطمح علا بتطوير مشروعها ليكبر أكثر ويوصل لمكان أوسع ومعروف ويتحول من مشروع صغير إلى شركة إنتاج حقيقية.