الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ازمة الناطقين بالسلطة وفتح.. بقلم: د. جمال نزال

نشر بتاريخ: 11/03/2006 ( آخر تحديث: 11/03/2006 الساعة: 15:46 )
معا- لو جاز لنا أن نقيم أداء متحدثي السلطة وفقا لفرضية الفرق بين النهج الدفاعي والتكتيك الهجومي (التوسعي بلاغيا) لشعرنا بشيئ من الحاجة للتطوير (حتى لا نقول التغيير فنتهم بالتحريض في بيئة يفهم الناس فيها نصف الحقيقة الأن ونصفها الأخر بعد فوات الأوان).

اذا لم يعي المتحدث أن الحيز العام رقعة شطرنج تمثل الكلمة فيها وسيلة وحداء للإنتقال الأمامي بين المربعات فلا داعي إذن للحديث.

ونرى على سبيل المثال أن السعي الحثيث للإشغال المتجدد لحيز بلاغي يحتله الخصوم هو الأولوية الملحة للمتحدث النبيه.

نحتاج لمن يتقمص بجدارة صورة المتحدث المقاتل الذي يخرج محللا محاججا ومفسرا لا مبلغا محايدا, فيطل بزي المهاجم المحتج لا المهادن الراضي. و يعوز خطابنا من يتكلم بنبرة المستقطب ولسان الداعيه لا ناطقا ببحة الرسول السكرتاري الذي ما عليه سوى البلاغ المبين, فيأتي مركزا على جدول اعمال قيادته بدل التحليل الجارف لأهدافه بلغة تعبوية تهدف إالى استقطاب متلقيه.

على المتحدث أن يتجنب لغة: " نعلمكم بكذا وكذا فإلى اللقاء", وأن يكون هدف كل مداخلاته بلسان حال قارع الجرس صداحا بأن : "انضموا إلينا وساندونا", تلك المواصفات تنطبق على أغلب المتحدثين الناجحين لخصومنا.

إنها تنطبق على متحدثين إسرائيليين كالناطق باسم شارون وهو يقارع كالضبع المنفلت من عقال كل شيئ تقليدي, ومنطبق أيضا على المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية بالعربية.

وهي كذلك معايير يستوفيها متحدثو حماس السبعة الذين يلتزمون بخط ايديولوجي فيسيطرون كالنمور على مربعات رقعة الشطرنج بلا منافس جدير- منافسة تذكر بحسن أداء. مؤسسة الرئاسة مثلا تحتاج لأكثر من ناطق واحد. إن فريق الناطقين الذي تحوز عليه صفوف حماس مثلا يضم اشخاصا من فئات عمرية متعددة وخلفيات إجتماعية متباينه وأصحاب نفسيات وخصائص مظهرية متناقضة تناقضا يكفل لها تغطية التعدد الإجتماعي والإختلاف النفسي الذي يميز الفسيفساء الفلسطيني.

إن قلة المتحدثين الحكوميين عندنا هي من أهم أسباب تأخر وصول رسالة السلطة إلى العالم وإلى الجمهور المحلي. وللسلطة قضية عادلة وخطها السياسي ضمانة لنا من المحو القسري وهي لذلك تستحق وتحتاج المزيد من الهدافين لا المدافعين.

فتح المستيقظة من وهمها الكبير على بوق من لدن اسرافيل فطنت متثاقلة لأهمية تعيين ناطق باسمها للمرة الأولى منذ عقود! ذلك فيما أن فريق ناطقيي حماس سباعي العدد شاب العدة ومنهم من هو على موعد قريب مع عيد ميلاده الثلاثين مبروك !
نقول يا ليت السياسة تستعير شيئا من القوانين الطبيعية لفرق كرة القدم.

ولو طبقت هذه لجاز أن ينظر للأخ مشير المصري ذي الأعوام الثلاثين على أنه عجوز طاعن جاء من زمن أخر وراح زمانه بعد إذ كان. ولكننا نعلم أن لحركته كل الحق في الإعتزاز به وبزملائه الكرام. وماذا عن فريق فلسطين لكرة القدم؟ أتراه استعار شيئا من قوانين السياسة بطبعتها الفلسطينية؟