الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس شي جينبينغ يجري مباحثات مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو

نشر بتاريخ: 27/07/2022 ( آخر تحديث: 27/07/2022 الساعة: 12:34 )
الرئيس شي جينبينغ يجري مباحثات مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو

رام الله- معا- أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ مباحثات مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو مساء يوم 26 يوليو في قصر دياويويتاي للضيافة ببيجينغ، حيث تبادل الرئيسان وجهات النظر بشكل شامل ومعمق في جو تسوده المودة والمحبة حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى سلسلة من التوافقات المهمة.

قال شي جينبينغ إن فخامتكم أول زعيم دولة أجنبية استقبله الجانب الصيني بعد أولمبياد بيجينغ الشتوي، الأمر الذي يعكس بجلاء الاهتمام البالغ للجانبين بتطوير العلاقات الثنائية. شهدت العلاقات الصينية الإندونيسية في السنوات الأخيرة تطورا مزدهرا تحت قيادتنا المشتركة، مما يظهر مرونة قوية وحيوية كبيرة لها. وتترسخ الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الجانبين يوما بعد يوم، وتتعمق بشكل مستمر معادلة التعاون المدفوعة بـ"العجلات الأربع" التي تشمل السياسة والاقتصاد والتواصل الإنساني والتعاون على البحر. ويتحمل الجانبان مسؤوليتهما في سبيل صيانة السلام والاستقرار في المنطقة وتعزيز التضامن والتعاون في العالم، وهما اتخذا خطوات فعالة وإيجابية في هذا الصدد، مما نصب نموذجا للدول النامية في تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك عبر التضامن وتقوية الذات. أثبتت الحقائق أن تطوير العلاقات الصينية الإندونيسية بصورة جيدة لا يتفق مع المصالح المشتركة الطويلة الأمد للبلدين فحسب، بل له تأثيرات إيجابية وعميقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. في الوقت الراهن، يتقدم الشعب الصيني نحو تحقيق الهدف المئوي الثاني لبناء دولة اشتراكية حديثة قوية بشكل شامل، كما يكافح الشعب الإندونيسي بنشاط من أجل تحقيق رؤية إندونيسيا 2045 بحلول الذكرى المئوية لتأسيس البلاد. إنني على استعداد للعمل معكم على مواصلة قيادة العلاقات الصينية الإندونيسية نحو تطور مستقر ومستمر بنظرة استراتيجية وبعيدة الأمد، بما يخدم الشعبين بصورة أفضل، ويقدم مساهمات أكبر في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

أكد شي جينبينغ أن الصين وإندونيسيا تمران بالمراحل التنموية المتشابهة، وتشتركان في مستقبل ومصير واحد، وتربطهما المصالح والرؤى التنموية المشتركة. فإن إقامة المجتمع الصيني الإندونيسي للمستقبل المشترك تمثل رغبة مشتركة وتطلعات سائدة للشعبين. نرى بارتياح أن الجانبين حددا إقامة مجتمع المستقبل المشترك فيما بينهما كالتوجه العام، ويحرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب الإندونيسي استرشادا بذلك على توطيد الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتبادل الدعم الثابت لجهود الجانب الآخر في الحفاظ على سيادته وأمنه ومصالحه التنموية، وتبادل الدعم الثابت لجهود الجانب الآخر في استكشاف الطرق التنموية المتناسبة مع ظروفه الوطنية، وتبادل الدعم الثابت لجهود الجانب الآخر في تنمية الاقتصاد ورفع مستوى معيشة الشعب. وينبغي للجانبين الدفع بالتعاون لبناء "الحزام والطريق" بجودة عالية نحو أعمق بشكل مستمر، بما يحقق مزيدا من النتائج المثمرة. ومن الأهمية العمل على إنجاز مشروع السكك الحديدية الفائقة السرعة بين جاكرتا وباندونج بجودة عالية وفي الموعد المحدد، وتنفيذ "الممر الاقتصادي الإقليمي الشامل" و"المنطقتين الصناعيتين في البلدين" وغيرها من مشاريع التعاون الكبرى بشكل جيد. سيواصل الجانب الصيني دعمه الكامل لجهود إندونيسيا في بناء المركز الإقليمي لإنتاج اللقاح، وتكثيف التعاون في مجال الصحة العامة، ويحرص على مواصلة زيادة استيراد السلع الأساسية والمنتجات الزراعية والجانبية المتميزة من إندونيسيا، ويحرص على المشاركة النشطة في بناء العاصمة الإندونيسية الجديدة والحديقة الصناعية الخضراء في كليمنتان الشمالية، وتوسيع التعاون في مجال التمويل الإنمائي، وإيجاد نقاط نمو جديدة في مجالات الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء وغيرهما.

أشار شي جينبينغ إلى أن التغيرات الراهنة في العالم تتضح ملامحها بطريقة غير مسبوقة، وينبغي للصين وإندونيسيا تعزيز التضامن بروح الفريق الواحد وإظهار حرصهما على تحمل المسؤولية كدولتين ناميتين كبيرتين وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية والتمسك بالإقليمية المنفتحة والمساهمة بالحكمة الشرقية والقوة الآسيوية في سبيل دفع الحوكمة العالمية. يقدم الجانب الصيني دعما كاملا لإندونيسيا في استضافة قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي، مستعدا لتعزيز التنسيق والتعاون معها لضمان النجاح التام لهذه القمة. كما يقدم الجانب الصيني دعما كاملا لإندونيسيا في أداء مهامها كالرئيس الدوري لآسيان في العام المقبل، مستعدا لتعزيز التضامن والتنسيق والتعاون مع آسيان والتركيز على بناء "البيت الذي يسوده السلام والأمان والازدهار والجمال والمودة"، والاستمرار في إطلاق قوة دافعة جديدة لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وآسيان. ويرحب الجانب الصيني بمشاركة إندونيسيا الفعالة والمستمرة في تعاون "البريكس بلاس"، ويشيد بدعم إندونيسيا واهتمامها بمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، مستعدا لتعزيز التواصل والتعاون مع إندونيسيا بهذا الشأن.

من جانبه، قال الرئيس جوكو ويدودو إنني أتمنى للمؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني نجاحا تاما، وأثق بأن الصين ستحقق إنجازات أكبر في المستقبل تحت القيادة القوية من الرئيس شي جينبينغ. تربط بين إندونيسيا والصين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وحدّد البلدان هدفا مهما يتمثل في العمل المشترك على بناء مجتمع المستقبل المشترك لهما. يتميز التعاون بينهما بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وهو الذي لا يكتفي بجلب الرفاهية للشعبين فقط، بل قدم مساهمات مهمة في تحقيق السلام والتنمية في المنطقة والعالم أيضا. في ظل الأوضاع الدولية المحفوفة بعدم اليقين، يجسد التعاون الجيد بين إندونيسيا والصين الطابع الاستراتيجي للعلاقات الثنائية، وسيضخ طاقة إيجابية في المنطقة والعالم. إن إندونيسيا على استعداد للعمل مع الصين على تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين باستمرار، وتقديم مساهمات أكبر في تعزيز السلام للمنطقة والتنمية للعالم. تعرب إندونيسيا عن إعجابها بإنجازات الصين البارزة في مكافحة الفقر، وتحرص على الاستفادة من تجارب الصين الناجحة. يرحب الرئيس جوكو ويدودو بمشاركة الصين النشطة في بناء العاصمة الجديدة والحديقة الصناعية الخضراء في كليمنتان الشمالية بإندونيسيا، وتعزيز المواءمة بين رؤية "نقطة ارتكاز بحرية عالمية" ومبادرة "الحزام والطريق"، وتعميق التعاون في مجالات الاستثمار والتقنية واللقاحات والطب والرعاية الصحية. يعد مشروع السكك الحديدية الفائقة السرعة بين جاكرتا وباندونج رمزا للتنمية السريعة في إندونيسيا، وتحرص البلاد على بذل جهود مشتركة مع الصين لضمان إنجاز هذا المشروع وتشغيله في الموعد المحدد، بما يجعله معلما عظيما آخر للصداقة بين البلدين. يشكر الرئيس جوكو ويدودو الصين على دعمها لإندونيسيا في أداء المهام كالرئيس الدوري لمجموعة العشرين، معربا عن استعداد إندونيسيا للتنسيق الوثيق مع الصين من أجل إنجاح قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي. وتحرص إندونيسيا، كالرئيس الدوري لآسيان في العام المقبل، على بذل جهود نشطة في تطوير العلاقات بين آسيان والصين.

كما تبادل رئيسا البلدين وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية وغيرها من القضايا، مؤكدَيْن أنه ينبغي للمجتمع الدولي أن يهيئ ظروفا للجهود الحميدة لدفع المفاوضات، ويلعب دورا بناء في تهدئة الأوضاع في أوكرانيا والحفاظ على استقرار النظام الاقتصادي العالمي، والعمل على صيانة الوضع السلمي والمستقر في المنطقة الذي لم يأت بسهولة.

أصدر الجانبان "البيان الصحفي المشترك للقاء بين رئيسي جمهورية الصين الشعبية وجمهورية إندونيسيا"، ووقعا على مذكرة التفاهم بشأن العمل المشترك لدفع التعاون في إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21 ورؤية "نقطة ارتكاز بحرية عالمية"، بالإضافة إلى وثائق التعاون في مجالات اللقاحات والتنمية الخضراء والأمن السيبراني والبحار وغيرها.

في المساء، أقام الرئيس شي جينبينغ وعقيلته بينغ ليوان مأدبة العشاء على شرف الرئيس جوكو ويدودو وعقيلته إيريانا جوكو ويدودو.

حضر الفعاليات المذكورة أعلاه كل من دينغ شيويشيانغ ويانغ جيتشي ووانغ يي وخه ليفونغ.