رام الله- معا- أحيت مؤسسة ياسر عرفات اليوم الثلاثاء، ذكرى ميلاد "حكيم الثورة" جورج حبش، ضمن برنامج المؤسسة "في الذاكرة الوطنية" رفاق الدرب.
وشارك في إحياء الذكرى التي نظمت في متحف ياسر عرفات برام الله، عدد من قادة فصائل العمل الوطني، فيما اشتمل الحفل على معرض صور للحكيم، وفيلم يروي حياة حبش.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي في كلمته: " الحكيم أو حكيم الثورة اللقب الذي أطلقه عليه الشهيد ياسر عرفات، كان مثالاً للرجل الصلب، الذي يعد من أقطاب العمل الوطني التقدمي، واستمر على هذا النحو طيلة حياته، حتى أن خصومته يعترفون بأنه الضمير الحي للقضية الفلسطينية".
وأضاف، أن الحكيم كان حارساً للثوابت والمبادئ الوطنية، وكان متمسكاً بمنظمة التحرير الفلسطينية التي كان يعتبرها أمانة يجب الحفاظ عليها وحمايتها.
وتابع زكي: "كان من خصال الحكيم أنه الأكثر دفئاً وحرصاً على إنجاز الوحدة الفلسطينية، وكان فرحاً وقت إعلان وثيقة الاستقلال بالجزائر عام 1988، فيما تميز بدماثة خلقه ووطنية، فهذا محيط لا أحد يستطيع السباحة فيه".
وأردف: "في بداية نضاله أسس مع رفاقه حركة القوميين العرب التي كانت ذات أفق عروبي، حاول من خلالها خلق هوية للعرب التي كان شعارها تحرير فلسطين في نهاية خمسينيات القرن الماضي، قبل أن يؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967، لذلك كان مناضلاً لا يحسب حساباً إلا لقوة فكره وتنظيمه في أوساط العالم".
من جانبه قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر شحادة: "الرئيس ياسر عرفات عشية اجتياح لبنان عام 1982 منح إضافة نوعية للقب الحكيم، عندما قال إن لكل ثورة حكيم، وحكيم ثورتنا جورج حبش".
وأوضح: "هذا اللقب أطلقه الناس على الطبيب جورج حبش عندما تخرج مطلع الخمسينيات وافتتح عيادة طبية في مخيم الوحدات في الأردن مع رفيقه وديع حداد".
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، عرّج على حياة جورج حبش وتحدث عن أبرز المفاصل الفارقة في حياته، والتي كان في بدايتها الانخراط مع طلبة الجامعات والمدارس بالمظاهرات المنددة بقرار تقسيم فلسطين.
وأضاف:" ساهم الحكيم في تأسس الشباب القومي العربي كمقدمة لتأسيس حركة القوميين العرب والتي انطلقت عام 1956، وانتشرت في العديد من البلدان العرب، والتي كان الهدف منها تحرير فلسطين، وفي عام 1958 أسس مع وديع حداد وأبو علي مصطفى حركة الشباب الثائر، فيما شارك ثلاثتهم في معسكرات الجيش المصري، فيما أن أول عملية شارك فيها كانت في شهر تشرين أول أكتوبر عام 1966، والتي شارك فيها عدد من كوادر حركة القوميين العرب.
يشار إلى أن مؤسسة ياسر عرفات تهدف من إحياء ذكرى قادة الشعب الفلسطيني إلى تعزيز القيم الوطنية والديمقراطية، في إطار سعيها لخدمة المشروع الوطني، تكريماً وتخليداً لقادة ومناضلين نذروا حياتهم لفلسطين ورافقوا ياسر عرفات في مسيرة الثورة والكفاح.