بيت لحم- معا- احتفلت جامعة فلسطين الأهلية، اليوم الاربعاء، بتخريج الفوج الثاني عشر من طلبتها في حرم الجامعة بحضور ورعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس، ووزير الداخلية اللواء زياد هب الريح، ومحافظ محافظة بيت لحم كامل حميد، ورئيس جامعة فلسطين الأهلية الدكتور عماد الزير، وقادة الاجهزة الامنية ومدراء الدوائر الحكومية ورؤساء البلديات ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الدين المسيحي والاسلامي وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وأهالي الطلبة.
وضم الحفل نحو ( 586 ) خريج وخريجة من مختلف تخصصات درجات الماجستير والبكالوريوس والدبلوم المتوسط، وأقيم وسط أجواء من الفرحة والبهجة والسرور.
بدأ الاحتفال الذي تولى عرافته الدكتور هيثم حجازي، بدخول موكب الخريجين والخريجات وأعضاء الهيئة التدريسية وعمداء الكليات ونواب الرئيس ومجلس الأمناء وضيوف المنصة، وتلا الأستاذ ابراهيم ذويب آيات عطرة من القرآن الكريم، فيما عزفت المجموعة الكشفية الارثوذكسية البيتجالية السلام الوطني الفلسطيني، ووقف الجميع دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين.
في كلمته، نقل راعي الحفل وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس تحيّات ومباركة سيادة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء د. محمد اشتية وأعضاء الحكومة؛ للخريجين وذويهم ولأسرة الجامعة قاطبةً، مضيفاً "باسم الخريجين والعلماء نهدي هذا النجاح لأرواح الشهداء وللأسرى والجرحى"، مشيداً بتميز جامعة فلسطين الأهلية وبإنجازاتها التي تتحدّث عنها؛ متمنياً لها ولكافة مؤسسات التعليم العالي التوفيق والنجاح الدائمين.
وتطرق أبو مويس إلى سياسة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتركيزها على قاعدة أساسها طالب منتمٍ مثقف متعلم، وسقفها بحث علمي منتج وذو تأثير، وما بين ذلك مساران تقني وأكاديمي ويلفهما حوكمة رشيدة، "أما التعليم التقني فيُسهّل انخراط الخريجين في سوق العمل ويحد من البطالة، أما أكاديمياً؛ فأغلقت الوزارة وجمّدت البرامج التقليدية، وحدّثت البرامج القائمة بما يتناسب وحاجة سوق العمل، كما استحدثت برامج جديدة تتماشى والثورة الصناعية الرابعة كعلم البيانات والذكاء الصناعي وغيرها.
وأكد الوزير الحرص على تعزيز البرامج التعليمية الثنائية التي تجمع بين التعليم النظري والتدريب العملي في القطاع الخاص خلال فترة الدراسة، وكذلك التركيز على الرقمية، والريادة والإبداع والابتكار، داعياً الخريجين للسعي للمنافسة في سوق العمل وإنشاء مشاريع خاصة بهم، وكذلك الاستفادة من المنح الخارجية التي توفرها وزارة التعليم العالي.
بدوره،ـ رحب رئيس الجامعة د. عماد الزير بالحضور قائلا "اسعد الله مساؤكم جميعاً بكل خير في هذا اليوم الجميل، في هذا اليوم الفلسطيني المميز.. في هذا الحفل المهيب. أهلا بكم في رحاب جامعة فلسطين الأهلية- جامعة الوطن، وهنيئاً لنا ولكم ولعائلاتكم وذويكم وهنيئاً للوطن هذه الكوكبة من الخريجين، التي أُعِدت إعداداً أكاديمياً ومهنياً عالي المستوى لتُساهمَ في بناءِ وطننا الحبيب".
ونقل الزير تحيات رئيس مجلس الامناء الأستاذ داوود الزير والذي تعذر حضوره بيننا في هذا اليوم المهيب لوعكة صحية المت به سائلين المولى العلي القدير ان يمن عليه بالصحة والشفاء العاجل ليعود الى عرينه مستكملا قيادة هذه المؤسسة برؤيته الطموحة.
وقال الزير "ان الجامعةَ ومنذُ تأسيسها، كرست جهودِها وبخطىً ثابتة، ومجهود نوعي، وفكر منفتح نحو تحقيق رؤيتها ورسالتها المبنية على التميز الأكاديمي والمعرفي على أعلى مستوى، وخدمة المجتمع الفلسطيني العظيم، وخدمة الانسانية جمعاء من خلال رفد المجتمع بكوادر مؤهلة ومدربة لتكون جزءا من بناة الوطن".
وتابع "خلال مسيرة الجامعة، استطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل إدارتها الحكيمة اصحاب الرؤيا الثاقبة والارادة القوية وعلى رأسهم سعادة الاستاذ داوود الزير مؤسس هذا الصرح الاكاديمي وبانيه، ان نصنع لهذه الجامعة موقعا متقدما بين جامعات الوطن ومؤسسات التعليم العالي محليا واقليما ودوليا وذلك لم يكن ممكنا لولا توفيق الله ثم حسن التخطيط والتدبير".
وقال "لقد تمكنا من إنجاز المرحلة الاولى من خطتنا الاستراتيجية، والتي شَمِلت العديد من الإنجازات خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة، كان أبرزها التوسع في البرامج الاكاديمية التي توزعت على 7 كليات في مختلف التخصصات و الدرجات الاكاديمية من الدبلوم المتوسط والبكالوريوس والدراسات العليا.
وقال" يزداد احتفالنا بهجةً اليوم بتخريج اول دفعة من طلبة الدراسات العليا- درجة الماجستير، لهم منا كل التحية والاحترام".
وتابع "وبما أننا في خضم الثورة الصناعية الرابعة، بل ونتجه لما بعدها، فإن الجامعة كان لا بد لها أن تلحق الركب ببرامج أكاديمية مميزة ونوعية في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وهندسة الأنظمة الذكية، والهندسة المدنية وخدمات المباني، تهيئةً للمدن الذكية التي لا مفر من أن نكون جزءاً فاعلاً فيها. اليوم تتجه التقنيات الى ما بعد عصر الرقمنة والتحول الرقمي، الى الدخول في عوالم افتراضية بأدوات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، والتي كان لطلبتنا نصيب في حصد جوائز لمشاريع ابداعية في هذه المجالات والذين حصلوا على المرتبة الاولى على مستوى جامعات الوطن العربي في مسابقة (ITSAF 2022 لتكنولوجيا المعلومات) فكل التحية والتقدير لكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات بمدرسيها وطلبتها.
وتابع: كما أدركت الجامعة أن التدخل الرقمي قد اجتاح ميادين أخرى في الإدارة والتسويق والتأمين والإنسانيات فاستحدثت الجامعة البرامج وطورت المناهج وأدخلت الأدوات وطورت الكوادر. وهذه البرامج الجديدة لم تكن عشوائية بل كانت نتاج دراسات معمقة لاحتياجات سوق العمل الفلسطيني والاقليمي، أعدها نخبة من الباحثين والمختصين والخبراء من كوادر هذه الجامعة وبالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، متماشية مع الخطط الوطنية والاستراتيجية للتعليم العالي الفلسطيني. فكل الشكر لأعضاء الهيئتين الاكاديمية والادارية، والعمداء، ورؤساء الأقسام، ومنسقي البرامج، والكادر الفني والتقني والباحثين والمختصين. لكم منا كل التحية والتقدير.
وتقدم الزير بالشكر الى وزير التعليم العالي والبحث العلمي قائلا "وهنا لا يسعني الا ان اتقدم بجزيل الشكر والامتنان باسمي وباسم مجلسي الامناء والادارة وباسم كافة العاملين في هذا الصرح العلمي الشامخ من معالي الاستاذ الدكتور محمود ابو مويس وزير التعليم العالي والبحث العلمي وقائد التغيير في هذه المرحلة الحرجة والصعبة، وأيضاً من اسرة وزارة التعليم العالي والهيئة الوطنية للاعتماد والجودة، على جهودهم الكبيرة التي بذلوها لتطوير منظومة التعليم العالي في فلسطين وتحسين جودة العمل الاكاديمي ودعم المؤسسات واسنادها".
وتابع : فلكم منا كل الشكر على ما قدمتوه لنا من شراكة حقيقية لبناء منظومة تليق بالمجتمع الفلسطيني. كل الشكر والتحية.
وقال: ولتحقيق النجاح المنشود، عملت الجامعة على استقطاب الكفاءات العلمية والبحثية المميزة وتوسيع قاعدة الابتعاث لتعزيز هذه البرامج بالكفاءات اللازمة. كما وطورت الجامعة منظومة البحث العلمي، واطلقنا العدد الاول من مجلة جامعة فلسطين الاهلية العلمية.
وقال "تحدثنا العام الماضي من هذا المنبر وفي مثل هذا الوقت عن الاعمال الجارية في الحرم الجامعي الجديد، أبشركم اننا على مسافة ايام قليلة من تشغيل الحرم الجامعي الجديد، وأدعوكم جميعاً بمعية معالي وزير التعليم العالي ليشرفنا وتشرفونا بان نفتتحه سوياً، والذي سيستقبل طلبته مطلع العام الاكاديمي القادم باذن الله تعالى".
وتابع"تكللت اولى مراحله بانجاز كلية العلوم الطبية المساندة والذي جُهِز ليوفر متطلبات التعليم باحدث التقنيات وأفضل المعدات والمختبرات وزود بكل ما يلزم توفير بيئة جامعية داعمة وملائمة. وأشكر الطواقم الهندسية والفنية وقسم الانشاءات الذين عملوا ليل نهار كخلية نحل مسابقين الزمن لتحقيق الهدف، أحييكم".
وبارك للخريجين قائلا "أبارك لكم وأهنئكم وأهنئ أهاليكم وذويكم، الذين حضرو هنا من كل أرجاء فلسطين الحبيبة، من القدس العاصمة .. النقب الصامدة.. حيفا، ويافا، والناصرة والخليل ..رام الله .. بيت لحم.. من قرى فلسطين، من مخيماتها، ليشكلوا الفسيفساء الفلسطيني بجماله ورونقه، أهلا وسهلا بكم وهنيئاً لكم أبارك لكم هذا الانجاز وأبارك لكم تخرج أبناءكم ووصولهم الى هذه المرحلة".
وختم" أعلمو جيداً، أنها البداية. تم اعدادكم لتخوضوا المعركة ولتدخلوا معترك الحياة، ولتكونوا قادة في تخصصاتكم وميادينكم، احرصوا على انشاء فرصكم، لا تتكلوا على الوظيفة كخيارٍ وحيد، بل اصنعوا مشاريعكم، وخوضوا تجاربكم الخاصة. وفقكم الله. وسدد خطاكم لتكونوا لبنة قوية من بناء وطننا الحبيب، مبارك لكم تخرجكم...مبارك لكم ولنا وللمجتمع الفلسطيني."
بدوره، بارك محافظ محافظة بيت لحم كامل حميد للطلبة الخريجين وذويهم، معربا عن فخره بهذه الكوكبة من الخريجين والذين يعدون عمادا للوطن في المستقبل، قائلا لهم " انتم اليوم تحصدون ما زرعتموه على مدار السنوات الأخيرة من الجد والتعب والاجتهاد".
واشاد المحافظ باداء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي ساعدت في تطور التعليم العالي في فلسطين، وما هذا التطور الا دليلا على نجاح الحكومة الفلسطينية.
كما واشاد المحافظ حميد بالانجازات التي حققتها الجامعة على مدار الاعوام الاخيرة والذي يدل على الجهد الكبير الذي تبذله اسرة الجامعة، قائلا "ان فلسطين الأهلية باتت من الجامعات المتقدمة على مستوى الوطن وتقفز بخطوات ثابتة في مجال البحث العلمي والمعرفة"
من جانبه اشاد النائب أحمد الطيبي بجامعة فلسطين الأهلية وخريجيها، مباركا للطلبة وعائلاتهم التخرج والنجاح، معربا عن فرحه بهذه الكوكبة من الخريجين الذين حصلوا على شهاداتهم العلمية ليكونوا بناة للوطن وحماة للمستقبل.
وقال "يشرفني ان اكون بينكم ايها الخريجون من كافة ارجاء الوطن لنحتفل سويا بهذا الانجاز الذي حققتموه"، متمنيا للخريجين حياة علمية وعملية مليئة بالانجازات
والقت الطالبة الأولى على الجامعة صفاء محمد شريم من كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات – تخصص الوسائط المتعددة والانتاج الرقمي كلمة الخريجين أعربت فيها عن سعادتها بالتخرج، قائلة : إنه لمن دواعي فخري واعتزازي أن أقف اليوم أمامكم أصالةً عن نفسي ونيابة عن زملائي وزميلاتي الخريجين والخريجات، متبرّكة بعباءة التخرج التي لطالما انتظرتُها وزملائي، كما انتظر الفلاح بذرة غرسها، فرواها بعظيم أمله، وجميل كده؛ لتزهر متألقة مثمرة، لنحقق ما رسمنا من طموحات، ونسعد الوطن بما حصدنا من إنجازات، كان آخرها المشاركة في مسابقة جامعة البتراء الأردنية للعام الحالي، والتي شارك فيها ما يقاربُ الستين مشروعاً، لطلبة من مختلف جامعات الوطن العربي، لتتوج مشاركَتُنا فيها بحصولنا على المرتبة الأولى".
وتابعت: "فبارك الله فيمن سعى بجد، فطاب مسعاه، ووقف صامداً متحدياً النوائب والعثرات، فطوبى لكل من لا تقهره التحديات، بل يجعل العزم والإصرار سبيلين لصهر الصعوبات، فأصدق التبريكات لكل من رسم طريقه وعرف مبتغاه".
ووجهت التحية لجامعة فلسطين الأهلية قائلة "أبدأ بالتي احتضنتنا في جنباتها على مدار أربع سنوات، جامعتي الحبيبة، جامعة فلسطين الأهلية، يا واحةَ العلمِ الغنّاء، قد غرست فبورك غرسك، وعلت شمسك فبان عزك، نرتقي بك إلى عنان السماء، ونباري بك صفوة العلماء، جامعتي قد نكون لك دفعة ومرت، لكنك حتماً بالنسبة لنا منارة وخلدت، صحيح أن طريقنا لم يكن محفوفاً بالورود، وأن سبيلنا لم يخل من الصعوبات والمطبات، لكن قوةَ الإرادة والتصميم، والمواظبة من قبل الطالب، والرغبة في التطوير، والاستناد إلى تجربة امتدت إلى سنوات من قبل إدارة الجامعة الحكيمة، وأساتذتها المخلصين، وموظفيها المنتمين، إضافة إلى رعاية الأهل الدائمة، كل ذلك قد خفف من وعورة الطريق، وصعوبة الدرب إلى حد بعيد".
والى الاساتذة قالت "أساتذتي الأجلاء عامة، وكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات خاصة، بوصلتنا إلى طريق الحق، وقبس عتمتِنا المنير، نهلنا من علومكم الكثير، وكنتم لنا خير الأساتذة المعلمين، فجزاكم الله عنا خير الجزاء".
ووجهت كلمة الى الاهل قائلة "أهلُنا الأحبّة، ها نحنُ صنيعُكم، ها نحن حصادُ أيديكُم المُباركة، باركَ اللهُ في الغرسِ فأينَع، فسَلِمَتْ أيَادِيكُم وأطالَ اللهُ أعمارَكم، وزيّنها ببركم. لن ننسى ما قدمتموه لنا من النصح الصادق، والإرشادِ الواعي، والدعم الوافي، والمتابعةِ الحثيثة، والسّهرِ المُضْني، لأجلِ الوصول إلى هذه النتيجة، وبلوغ هذه الغاية.مبارك عليكم هذا الغِرَاس، ومبارك علينا ما جنينا، وشكراً لكلّ من شاركنا فرْحتنا في يوم تخرجنا، إلى أن نلقاكم في مفاخر أخرى، دمْتم بألف وُدّ، والسلام وأنتم خيرُ آياته."
وجرى تكريم أوائل الطلبة على الكليات الأكاديمية، حيث سلم أعضاء المنصة الجوائز المقدمة على الطلبة التالية اسماؤهم : صفاء محمد خليل شريم الأولى على كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والأولى على الجامعة، براءه صالح عطا ازرينه الأولى على كلية الآداب، اسيل نايف عيد حجاحجه الأولى على كلية العلوم الطبية المساندة، ميساء كمال موسى العمور الأولى على كلية العلوم الإدارية والمالية، شروق عوض أحمد عوده الأولى على كلية الحقوق، سامر موسى احمد ابو مفرح الأول على كلية المهن والعلوم التطبيقية.
وفي الختام، تم توزيع الشهادات على الطلبة الخريجين.