القدس - تقرير معا- "لكل طفل حكاية".. وحكاية معاناة الأطفال ليان ومحمد ونايف ضحايا العدوان على قطاع غزة، بدأت من لحظة إصابتهم ولن تنتهي بوصولهم إلى مستشفى المقاصد في مدينة القدس، فحالتهم الصحية حرجة وهم على أجهزة التنفس.
الجرحى ومن رافقهم من أفراد عائلتهم تركوا خلفهم عائلاتهم الثكلى، النازفون من إصاباتهم، شاهدين على حجم الدمار في غزة.
مراسلة وكالة معا في القدس، زارت الجرحى الثلاثة حيث يرقدون على أسرّة العلاج في قسم العناية المكثفة.
3 إصابات بالغة الخطورة
الدكتورة ابتسام غريّب رئيسة قسم الأطفال في مستشفى المقاصد بالقدس، أوضحت لوكالة معا أن 3 إصابات وصلت من قطاع غزة إلى المقاصد، في حالة بالغة الخطورة، ووضع صحي صعب للغاية، بسبب الإصابة المباشرة بالرأس "الدماغ" إضافة إلى إصابات بالصدر والرئة للبعض، وجميعهم على أجهزة التنفس.
وأضافت غريّب أن الاهتمام والعناية لا تقتصران على الجرحى فقط، فالمرافقين لهم بحاجة لذلك، فجدّة الطفل محمد أبو كتيفة -أحد الأطفال المصابين-، هي كبيرة بالسن وبحاجة لمتابعة وعناية، حيث تركت خلفها والدة الطفل المصاب في غزة تتلقى العلاج، وتركت ابنتها الأخرى التي فقدت طفلتها قبل 3 أيام متأثرة بإصابتها، وكذلك عمة ووالدة المصابين الآخرين يعانون من أوضاع نفسية صعبة.
عرس عائلة أبو كتيفة... بين خيم العزاء وأسرة العلاج
عائلة أبو كتيفة والتي تحول العرس في بيتها إلى عزاء لاستشهاد والدة العريس وحفيدتها وإصابة 6 أطفال آخرين، ومن بينهم الطفل محمد عدي أبو كتيفة 8 سنوات بعد إطلاق طائرات حربية صاروخين باتجاه سيارة "جيب".
وأوضحت جدة الطفل محمد المرافقة له أن عائلة العريسين أرادتا إتمام مراسم الزفاف بصمت ودون أي مظاهر للاحتفال، فتوجه والدا العريس لمنزل والدة العروس بمركبتهم، ولدى وصولهم أطلق الاحتلال صاروخين فأصابت الشظايا المركبة.
وقالت :"لا يوجد فرح حقيقي، فقط كان إتماما لمراسم الزفاف".
ولم تتمكن والدة الطفل محمد من مرافقته في رحلة علاجه في القدس، لأنها تتلقى العلاج في المستشفى بغزة "بعد مجزرة في العرس"، كما تقول الجدة.
وقالت :"العايش في غزة هو الي بشوف العذاب دائما... نعيش في بيت لاهيا المنطقة الحدودية والصواريخ والطائرات فوق رؤوسنا..أنا هنا في القدس مع حفيدي محمد، وتركت عزاء حفيدتي والتي كانت تتجهز للخروج للعلاج".
آخر ما قاله الطفل محمد لجدته قبل إصابته :"أنا زلمة ما بخاف من الصواريخ"، وكأن الصاروخ كان بانتظاره فور وصوله خيمة الزفاف.
نزهة عائلة الشاعر إلى البحر انتهت قبل أن تبدأ!
أما الطفلة ليان والتي كانت برفقة أفراد عائلتها في رحلة إلى شاطئ البحر، أصيبت داخل سيارة العائلة بشظايا متطايرة من انفجار صاروخ على بُعد أمتار من سيارتهم.
وقالت والدة ليان:" لم أسمع صراخاً للذين أصيبوا في المركبة، فقط شاهدتهم بحالة فقدان للوعي وهم ينزفون، أما ليان فكانت أصعب الإصابات "تلف بالدماغ والقلب يعمل فقط"، أما باقي المصابين من أفراد العائلة فقد أصيبوا بشظايا في القولون، الكلى، والرقبة، لا يزالون يتلقون العلاج في مستشفيات القطاع.
الطفل نايف العودات خرج لشراء الحلوى فأصيب بشظايا صاروخ
أما الطفل نايف خالد العودات 11 عاماً، الذي كان في زيارة لمنزل جدته في خانيوس، ذهب الى الدكان لشراء الحلوى فكان الصاروخ الاسرائيلي أسرع منه، حيث قالت عمته المرافقة له في رحلة العلاج:" خطوتان بين الدكان وبيت جدته.. انفجار وقع في الموقع لم يصب أي شخص سوى نايف، وكان احد المارة في الشارع وجد نايف ينزف على الأرض من رأسه ونقله للعلاج.