واشنطن- معا- قال موقع ”المونيتور“ الأمريكي، إن قرار حركة حماس بعدم المشاركة في الحرب الأخيرة ضد إسرائيل كشف قوة حركة ”الجهاد“، التي اعتبرت دوما ”منظمة صغيرة“.
ولفت الموقع إلى أن ”قرار حماس بعدم المشاركة في المعركة الأخيرة لم يكن هو الأول، إذ إنه في 12 تشرين الثاني /نوفمبر 2019، عندما اغتالت إسرائيل بهاء أبو العطا في غزة، ردت حركة الجهاد بإطلاق صواريخ على إسرائيل، إلا أن حماس لم تطلق أي صاروخ“.
واعتبر الموقع أن ”دور حماس يبدو أنه تحول من مقاومة إسرائيل في الحروب الأربع السابقة على غزة إلى المشاركة في وساطة أدت إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجهاد خلال جولة المواجهات الحالية“.
ضغوط على ”الجهاد“
وقال الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة ”الجهاد“ حسن عبده إن ”اقتصار المعركة على 3 أيام فقط قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار يعود إلى ضغوط إقليمية مورست على الجهاد“، مشيرا إلى أن ”حماس لعبت دورًا مهمًا في الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار من خلال التواصل مع الوسطاء المصريين والقطريين والأمم المتحدة“.
ورأى عبده أن عدم مشاركة حماس في المعركة كان ”فرصة للجهاد لإظهار قدراتها العسكرية“، لافتًا إلى أنه كان أمرا غير واضح في نظر الشعب الفلسطيني الذي ينظر إلى الحركة على أنها منظمة صغيرة من حيث القدرات العسكرية مقارنة بحماس“.
وأشار إلى أن ”القدرات العسكرية لحركة الجهاد تجلت من خلال إطلاق 130 صاروخًا خلال 10 دقائق على تل أبيب والمستوطنات في محيط غزة خلال المعركة الأخيرة“.
وقال الكاتب السياسي المقرب من حماس إياد القرا إن ”حماس لم تنضم إلى الجهاد في المعارك الأخيرة لاعتقادها أن جولة المواجهة هذه لم تكن مرتبطة بقضايا وطنية، بما في ذلك قضية القدس التي دفعت حماس لإطلاق معركة سيف القدس، في أيار/مايو 2021 ”.
وأضاف: ”لكن الجهاد خاضت تلك المعركة لأسباب تتعلق بالمعتقلين التابعين لها، ومن هنا مطالبتها بالإفراج عن الأسير المضرب عن الطعام العواودة، وآخرين، الأمر الذي لا يقتضي دخول حماس في مواجهة عسكرية مع إسرائيل.. لقد أعطت حماس حركة الجهاد حرية اختيار كيفية الرد على اغتيال قائدها العسكري في غزة ”.
واعتبر قرة أن ”الشارع الفلسطيني منقسم بشأن عدم مشاركة حماس في المعركة الاخيرة“، لافتا إلى أن ”البعض في الشارع الفلسطيني يعتقد أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف الجهاد بشكل مباشر من خلال اغتيال قياداتها العسكرية“.
وتابع: ”رأى آخرون في الشارع الفلسطيني أن تدخل حماس في جولة المعارك الأخيرة سيعقد الوضع.. ويعتقدون أنه بما أن حماس هي أكبر فصيل مقاومة وبالتالي لديها المزيد من المواقع التي يمكن أن تستهدفها إسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى معركة عسكرية أطول.. وهذا هو سبب ارتياح بعض الفلسطينيين لعدم انضمام حماس للمعركة“.
بدوره، أعرب الكاتب السياسي طلال عوكل عن رأيه أن ”عدم مشاركة حماس في المعركة الأخيرة لن يؤدي إلى توتر مع حركة الجهاد؛ لأن الحركة ليست منافسًا سياسيًا لحماس التي تحكم قطاع غزة، بل هي حركة مقاومة تعمل ضد إسرائيل فقط“.