رام الله- معا- أكد رئيس الوزراء د. محمد اشتية، الأربعاء، أن الفلسطينيين لا ينكرون "الهولوكوست"، وأنه ليس لأحد أيضا أن ينكر "المذابح التي ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني"، مضيفا أن الرئيس محمود عباس يتعرض لهجوم "من الاحتلال وأعوانه".
جاء ذلك في كلمة له خلال حفل بمدينة رام الله أقامته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتكريم حفظة القرآن الكريم، بالتزامن مع انتقادات إسرائيلية وألمانية وجهت للرئيس عباس بعد تصريح له في ألمانيا قال فيه إن إسرائيل "ارتكبت 50 هولوكوست".
وقال اشتية: "لا ننكر المذابح التي تعرض لها اليهود، نحن لا ننكر الهولوكوست، ولكن ليس لأحد أن ينكر المذابح التي ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني".
و"الهولوكوست" مصطلح استُخدم لوصف حملات حكومة ألمانيا النازية وبعض حلفائها بغرض اضطهاد وتصفية اليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
وتابع اشتيه: "لم ينكر الرئيس (عباس في تصريحه بألمانيا) المذبحة بحق اليهود في ألمانيا النازية، لكن أيضا قال للعالم: لا تُغمضوا أعينكم عن المذابح التي ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن الرئيس عباس "يصُد هجمة غير مسبوقة من الاحتلال وأدواته".
وأردف أن "العالم يوزن الأمور بميزانين (...) الكيل بمكيالين نحن نرفضه كل الرفض: المذبحة مذبحة بغض النظر بحق من، الاحتلال احتلال بغض النظر عن أين ومتى، الاستعمار استعمار بشكل أشكاله".
والأربعاء، قال الرئيس عباس إنه لم يقصد بتصريحه، حينما كان برفقة المستشار الألماني أولاف شولتس (الثلاثاء)، إنكار خصوصية المحرقة النازية بحق اليهود (الهولوكوست).
وأضاف عباس، في توضيح نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: "نعيد التأكيد على أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث".
وخلال مؤتمر صحفي عقده عباس مع شولتس ببرلين، وفي رده على سؤال صحفي عمّا إذا كان سيعتذر لإسرائيل بمناسبة الذكرى السنوية الـ50 للهجوم على البعثة الرياضية الإسرائيلية في أولمبياد ميونخ عام 1972، قال عباس إن هناك "يوميا شهداء يُسقطهم الجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "منذ عام 1947 ارتكبت إسرائيل 50 مجزرة… 50 مذبحة.. 50 هولوكوست".
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن العصابات الصهيونية دمرت في "النكبة" 531 قرية فلسطينية وارتكبت أكثر من 70 مجزرة راح ضحيتها نحو 15 ألف فلسطيني.
ويُطلق مصطلح "النكبة" على عملية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم على يد "عصابات صهيونية مسلحة" في 1948 وهو العام الذي شهد قيام "دولة" إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.
وعقب تصريحه، وجه مسؤولون إسرائيليون وألمان انتقادات حادة للرئيس عباس.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد في تغريدة: "اتهام محمود عباس لإسرائيل بارتكاب (50 محرقة) أثناء وقوفه على التراب الألماني، ليس عارا أخلاقيا فحسب، بل كذبة وحشية".
فيما قال المستشار الألماني شولتس، عبر تغريدة: "أشعر بالاشمئزاز من التصريحات الفاضحة التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (..) بالنسبة لنا نحن الألمان، فإن إضفاء طابع نسبي حول تفرد الهولوكوست أمر غير محتمل وغير مقبول".