القدس- معا- قالت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك، أن الأقصى وبعد ثلاثة وخمسين عاماً من ذكرى الحريق، لا يزال يقف صامدا أبياً رغم جميع ما يتعرض له المسجد ومحيطه من محاولات لتهويده وتغيير واقعه الديني والتاريخي والقانوني القائم منذ أمد كمسجد إسلامي للمسلمين جميعا لا يقبل القسمة ولا الشراكة بكامل مساحته البالغة 144 دونم.
وقالت دائرة الأوقاف أن اليوم الأحد ذكرى الحريق المشؤوم للمسجد الأقصى المبارك على يد أحد المتطرفين المدعو مايكل روهان أسترالي الجنسية في 21 اب 1969م، تلك الحريق الذي دبر بالليل واتى على أثارٍ وكنوزٍ إسلامية لا تقدر بثمن، فدمر أكثر من ربع المسجد وما فيه من فسيفساء أثرية ونقوش نادرة على أسقفه الخشبية وسجاده الفارسي.
وأضافت دائرة الأوقاف أنه لا يزال ما تبقى من منبر صلاح الدين الأيوبي في المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك شاهدا على هذه الجريمة النكراء، هذا المنبر الذي صنعه الشهيد نور الدين زنكي رحمه الله، وأحضره القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي عندما فتح القدس عام 583هـ/1187م، ووضعه في المسجد الأقصى المبارك ليظل شاهدا على أن القدس مدينة عربية إسلامية.
وتابعت دائرة الأوقاف الإسلامية في بيان لها:" ورغم جميع ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من حفريات في محيطه وأسفل جدرانه، ومحاصرة واقتحامات منظمة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة بحماية الشرطة، وقيامهم بتصرفات استفزازية لمشاعر المسلمين من صلوات وطقوس تلمودية علنية وأناشيد ورقص داخل باحات المسجد في ظل تفريغه من المصلين وعرقلة دخولهم الى مسجدهم، الا أن المسجد الأقصى المبارك سيبقى وبأذن الله تعالى مسجدا إسلاميا يُرفع الأذان وذكر الله به الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وستبقى دائرة الأوقاف الإسلامية وجميع حراس المسجد الأقصى المبارك والعاملين فيه ومن خلفهم المسلمين جميعا حراساً أوفياء مدافعين عن مسجدهم".
وأردف البيان :" اننا في دائرة الأوقاف الإسلامية نقف بكل اجلالٍ وفخرٍ وتقدير خلف وصاية ورعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على المسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، فالإعمارات والمشاريع الملكية الهاشمية لا زالت متواصلة ومستمرة منذ أكثر من مائة عام في المسجد الأقصى المبارك الى يومنا هذا، والذي كان من أهمها إعادة المنبر الهاشمي (منبر صلاح الدين الأيوبي) الى مكانه الطبيعي في المسجد الأقصى المبارك، وغيرها من المشاريع الهاشمية الحيوية المتواصلة والتي كان أحدثها المكرمة الملكية السامية لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بتغيير سجاد المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة على نفقته الخاصة، والذي سيبدأ العمل عليه قريباً."