كييف- معا- توالت التحذيرات بشأن خطورة الوضع في محطة زاباروجيا النووية الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، في حين اتهمت موسكو القوات الأوكرانية بقصف المحطة مجددا الجمعة.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء عن السلطات المحلية الموالية لروسيا في مدينة إينيرغودار، حيث تقع المحطة، أن القوات الأوكرانية استهدفت المحطة النووية مجددا.
وذكرت أن 4 قذائف صاروخية سقطت في منطقة النظائر المشعة بالمحطة التي توصف بأنها أكبر منشأة نووية في أوروبا.
لكنها أضافت -نقلا عن السلطات الموالية لروسيا- أن المستوى الإشعاعي في المحطة طبيعي رغم القصف.
وكذلك نقلت وكالة "تاس" الروسية عن مسؤول في السلطات الموالية لروسيا أن الوضع في المحطة "تحت السيطرة".
وصرح المسؤول نفسه بأنه لا توجد أسباب لإجلاء سكان الجزء المحرر من منطقة زاباروجيا، حسب وصفه، في إشارة إلى الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية.
مواقف أوروبية
وفي تلك الأثناء، حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن الوضع حول محطة زاباروجيا ما زال "مقلقا جدا".
وقال إن على روسيا أن تضمن إصلاحا، من دون عوائق، لخطوط الطاقة التالفة، وكذلك إعادة الربط الكامل للمحطة بشبكة الكهرباء الأوكرانية.
كما طالب بوريل بالسماح لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة محطة زاباروجيا.
في السياق نفسه، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية إن الوضع حول محطة زاباراوجيا "خطِر جدا".
وتابعت المتحدثة "ندين احتلال القوات الروسية للمحطة، ونطالب بمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول بأسرع وقت".
بعثة دولية
في غضون ذلك، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يستعدون للقيام بزيارة طارئة لمحطة زاباروجيا الأسبوع المقبل.
وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات منذ أسابيع بقصف موقع المحطة على نحو أثار مخاوف من حدوث كارثة نووية.
ودعت الأمم المتحدة إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح حول المحطة من أجل ضمان أمنها، والسماح بإرسال بعثة تفتيش دولية.
وقد أعلنت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية "إنرغو أتوم"، في بيان، اليوم الجمعة، أن المحطة استأنفت إمداد أوكرانيا بالكهرباء بعد إعادة توصيل أحد مفاعلات المحطة الستة بالشبكة الوطنية.
وكانت كييف قد قالت إن المحطة انفصلت بالكامل عن شبكة الكهرباء الأوكرانية لأول مرة في تاريخها أمس الخميس؛ إثر حريق نجم عن قصف.
وقالت "إنرغو أتوم" في بيانها إن "محطة زاباروجيا النووية متصلة بالشبكة، وتنتج الكهرباء لاحتياجات أوكرانيا".
وسيطرت روسيا على المحطة النووية في مارس/آذار الماضي، غير أن فنيين أوكرانيين من شركة "إنرغو أتوم" لا يزالون يديرونها.
وكانت هذه المحطة تلبّي أكثر من 20% من احتياجات أوكرانيا من الكهرباء قبل الحرب، وستؤدي خسارتها إلى مزيد من الضغوط على الحكومة التي تستعد أصلا لشتاء صعب في زمن الحرب ربما تتعرض فيه لنقص شديد في الطاقة.