معا- شهدت سوق العملات الرقمية هبوط حاد بسبب تحذيرات صندوق النقد حول التضخم، الركود الاقتصادي الذي لم يتم الاعتراف به بشكل رسمي ورفع أسعار الفائدة.
مع هذا الهبوط الحاد، لامست البيتكوين أدنى سعر لها في الأسابيع الأخيرة حيث أنها تتداول اليوم بين مستويات 19,900 و 20,200 دولار بالبيتكوين الواحد.
يقول الخبير نعيم اسلام، كبير المحللين لدى شركة AvaTrade المختصة في تقديم خدمات تداول العملات الرقمية والأصول المالية المتنوعة أن هذه التحركات سوف تستمر في أسواق المال بشكل عام، والعملات الرقمية بشكل خاص حيث أن العالم ينظر بخوف كبير الى ما سوف تؤول له الأسواق مع المخاوف المتزايدة من الركود.
رغم أن هذه التحركات ذات تأثير كبير على من يقوم بالاحتفاظ بالعملات الرقمية على المدى البعيد بهدف الاستثمار، يضيف السيد نعيم، أن هذه التحركات أيضاً تخلق فرصاً استثمارية للمضاربين على المشتقات المالية المختلفة، بجانب عقود الفروقات.
رغم التأثير الكبير لهذا الهبوط على المستثمرين الكبار خلقت هذه التحركات فرصاً استثمارية لمن يقوم بالمضاربة والتداول على أسعار العملات الرقمية والمشتقات مثل تداول عقود فروقات العملات الرقمية لتشهد منصات التداول والأسواق الثانوية المختلفة دخول سيولة عالية لها.
من جانب أخر، تم خروج سيولة كبيرة من الأسواق الأساسية في العملات الرقمية مثل البورصات المختلفة لتسبب بذلك اسبوعاً "دموياً" لجميع العملات.
كيف يمكن الاستفادة من هذه التحركات؟
يقول السيد محمد الكسواني من فريق عمل موقع "الكريبتو العربي" أن جميع الأسواق الأساسية شهدت هبوط في عمليات التداول والسيولة، وتم سحب الكثير من الأموال من منصات العملات الرقمية المختلفة مثل بينانس، لكن الأسواق الثانوية للمشتقات المالية ومشتقات العملات الرقمية، ومنصات تداول عقود الفروقات شهدت العكس تماماً.
تعتبر منصات الأسواق الثانية، أو منصات تداول عقود الفروقات أسواقاً لمن يبحث عن استغلال فرص تحركات أسواق المال السريعة، حيث يمكن من خلال هذه الشركات والمنصات المضاربة على عقود الأصول المالية دون امتلاك العقد الأساسي، أي يعني المضاربة على سعر وخلق فرص ربحية سواء كانت التوقع ايجابي أو سلبي.
رغم المخاطر العالية في هذه الأسواق بسبب الروافع المالية الى أن المتداول و المستثمر العربي كان دوماً شغوفاً نحو هذا النوع من التداول، لأن التداول في الأسواق الأساسية يعطي أرباح ما بين 3% إلى 10% بشكل تراكمي على الصفقات في حال السوق الصاعد، أو المستتب، بينما المضاربة في عقود الفروقات يعطي أرباح متوقعة أكثر من ذلك في حال تم إدارة رأس المال بطريقة صحيحة.
لذلك، ينصح السيد الكسواني أن من يبحث عن فرص لتداول عقود الفروقات، يجب دوماً اعتماد منصات وشركات مرخص لها لتقديم هذه الخدمات، مثل شركة أفاتريد التي تم ذكرها في بداية هذا التقرير الإخباري حول أسواق العملات الرقمية.
ما هي توقعات سوق العملات الرقمية لهذا العام؟
يضيف السيد الكسواني في الحديث عن توقعات سوق العملات الرقمية لهذا العام، بكل شفافية تامة أنه لا أحد يعلم الى أين سوف يتجه السوق، تصريحات الفيدرالي تلعب دوراً هاماً في تحرك الأسواق المالية عامة والعملات الرقمية خاصة.
كان البيتكوين يعتبر أحد الملاذات الآمنة لكن لحظ كبار المحللين أن تحركات أسواق العملات الرقمية لم تعزل بشكل كامل عن تحركات أسواق الأسهم والبورصات الأخرى، لكن من المتوقع أن يحصل تغيير في طريقة استجابة هذا السوق للعوامل الأخرى على مدى السنوات القادمة، حيث أننا نشهد من ناحية اخرى ارتفاع بأعداد المتداولين و المضاربين في هذا السوق.
من المتوقع أن يتعافى الاقتصاد العالمي في حال حل النزاعات الجيوسياسية الأخيرة، وعدم تطور نزاعات جديدة وفي حال شهد العالم بوادر في الاستقرار الجيوسياسي سوف نلاحظ تحسن بشكل مباشر وانتعاش أسواق المال.
حتى حصول ذلك، سوف تبقى العيون متجهة نحو التحوط من الكساد، وشراء المزيد من الذهب ولربما يكون للعملات الرقمية مثل البيتكوين نصيباً من هذا التحوط.
الى حين ذلك، نتمنى لكم تداولاً آمناً ونعيد ونذكر على المستثمرين عليهم فقط اعتماد شركات ومنصات مرخص لها لتقديم هذه الخدمات، خاصة في تداول عقود الفروقات والمشتقات المالية المختلفة.