غزة- معا- احتفلت كلية الصيدلة بالتعاون مع عمادة البحث العلمي بجامعة الأزهر-غزة صباح اليوم بانطلاق فعاليات مؤتمرها الدولي الثاني للعلوم الصيدلانية، والذي يعقد على مدار يومين متتاليين، وذلك بمركز الرياض للاحتفالات والأنشطة بالحرم الجامعي الجديد جنوب مدينة غزة، تحت رعاية فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين.
وحضر حفل الافتتاح الدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة شئون اللاجئين ممثل الرئيس محمود عباس، والدكتور خليل أبو فول رئيس مجلس أمناء الجامعة، والأستاذ الدكتور عمر ميلاد رئيس الجامعة، الدكتور محمد طه عميد كلية الصيدلة ورئيس المؤتمر، والدكتور محمود طالب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وأعضاء مجلسي الأمناء والجامعة، ورؤساء الجامعات و المؤسسات التعليمية، وقادة العمل الوطني والإسلامي، ولفيف من أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعات الفلسطينية، والباحثون والباحثات المشاركون بالمؤتمر.
بدأ الحفل الافتتاحي بتلاوة مباركة من القرآن الكريم، ومن ثم الوقوف تحية للسلام الوطني الفلسطيني.
وخلال كلمته، نقل الدكتور أبو هولي تحيات فخامة الرئيس محمود عباس ومباركته لجامعة الأزهر-غزة ولكلية الصيدلة، انطلاق فعاليات مؤتمرهم العلمي الدولي الثاني، معبراً عن اعتزازه بهذا الجامعة التي تمثل الكل الفلسطيني وتتحمل أمانة المسؤولية الوطنية متسلحة بالعلم والمعرفة والإرادة التي تميز بها أبناء شعبنا في مواجهة التحديات، مؤكداً على أن هذا اليوم هو يوم مشهود ومميز حيث يمثل حقيقة الشعب الفلسطيني المحب للعلم والأمن والسلام، وهو رسالة واضحة للعالم أجمع بأننا شعب متحضر محب للحياة وليس كما يحاول أعدائه من رسم صورة بشعة له بأنه من القتلة والارهابيين، مشيراً إلى أن جامعة الأزهر-غزة إضافة نوعية لمؤسسات التعليم العالي وعنوان التقدم والجودة التعليمية في الوطن وخارجه، وأنها تثبت يوماً بعد يوم بأن شعبنا العظيم يستطيع أن يتميز رغم صعوبة الظروف التي يمر بها من احتلال وحصار ونكبات، راجياً التوفيق والنجاح لهذا المؤتمر وأن يخرج بالنتائج والتوصيات التي تعلي من شأن هذا الوطن وأن يحقق رسالته وأهدافه المرجوة.
بدوره رحب د. أبو فول بضيوف الجامعة، وأبرق من منبر المؤتمر رسالة تأييد ومبايعة لفخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين وراعي جامعة الأزهر-غزة، وتقدم بالشكر لفخامة الرئيس وللقيادة الفلسطينية لدعمهم المتواصل للجامعة، مشيراً إلى أن جامعة الأزهر قدمت للمجتمع الفلسطيني خيرة أبنائها من العلماء والباحثين ممن كان لهم شأن عظيم في ميادين العلم والبحث العلمي، مؤكداً على أن البحث العلمي هو المرحلة الأولى على طريق الابداع والاكتشاف والاختراع والانتقال بالمجتمعات الإنسانية إلى كل ما هو جديد وصالح لخدمة الإنسانية والبشرية جمعاء، لافتاً إلى أن إدارة الجامعة ومجلس الأمناء يوليان اهتماماً خاصاً بالبحث العلمي امتثالاً للمشروع الوطني العظيم في محاكاة التقدم العلمي وثورة التكنولوجيا والنهوض بالمستوى العلمي والمجتمعي الفلسطيني لما هو أفضل دائماً، مشيداً بدور وأداء كلية الصيدلة بالجامعة، التي تقف أمام مسئولياتها على أكمل وجه بفضل ما تزخر به من أساتذة أجلاء وباحثين عظماء.
من ناحيته عبر أ.د. عمر ميلاد عن سعادته بما تحققه الجامعة من إنجازات وتطور مستمر، لافتاً إلى أن الجامعة تحقق بجهود الباحثين تميزاً في مجال البحث العلمي وتحرص على جودة التعليم الجامعي في برامجها المتعددة التي والتي بلغت مئةً وثلاثة عشر برامج، منها سبعة وسبعين برنامجاً تمنح درجة البكالوريوس، واثنين وثلاثين برامجاً تمنح درجة الماجستير، وأربعة برامج تمنح درجة الدكتوراه، لافتاً إلى أن هذا المؤتمر المهم وما سبقه من مؤتمرات وما سيليه من مؤتمرات أبرزها المؤتمر الأول لطب الأسنان والذي سيعقد في نوفمبر القادم، لهو مؤشر إلى أن جامعتنا تسير بثبات نحو تحقيق رسالتها الأهم لتعزيز البحث العلمي الهادف لتنمية المجتمع والإسهام في بناء دولتنا الفلسطينية على أسس علمية رصينة.
وشدد رئيس الجامعة على قيمة وأهمية كلية الصيدلة وباحثيها، وأن إدارة الجامعة ستولي توصيات هذا المؤتمر العناية اللازمة حتى يتم الأخذ بها في إطار الممكن، مؤكداً أن هذه هي الطريقة التي ترتقي بها دول العالم، فما من تطور في العالم المتقدم إلا وكان أساسه نظاماً تعليمياً عالي الجودة وبحوثاً علمية متقنة ورصينة، تسهم في تطوير الإنتاجية والتنمية المستدامة.
من جانبه أوضح د. محمد طه مسيرة النجاح التي حققتها كلية الصيدلة على مدار السنوات السابقة، مؤكداً أن كلية الصيدلة ومنذ نشأتها سعت وتسعى وسوف تستمر بالعمل لكي تكون دائماً في الريادة على المستوى الأكاديمي ومستوى البحث العلمي، لافتاً إلى مدى جودة خريجي كلية الصيدلة بجامعة الأزهر، وخير دليل على ذلك هو تميز وإبداع العديد من خريجي الكلية الذين سنحت لهم الفرصة لاستكمال دراستهم العليا في الجامعات الدولية، حيث أن الكثير منهم يعمل الآن في جامعات ومراكز بحثية مرموقة مثل FDA. وأيضا ما يحققه خريجي كلية الصيدلة من انجازات بمعظم الأماكن في مسابقات التوظيف الحكومية وغير الحكومية، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الجودة الأكاديمية وتميز الكادر الأكاديمي في كلية الصيدلة.
وأشار د. طه إلى أن فكرة تنظيم هذا المؤتمر تأتي استكمالاً لنجاحات وتوصيات المؤتمر الدولي الأول في العلوم الصيدلانية الذي نظمته الكلية عام 2019 وحرصاً على أداء رسالة الجامعة الأكاديمية والبحثية، وإيماناً بأهمية البحث العلمي في التطور والتقدم، كما أن تنظيم المؤتمرات الدولية يعمل على تعزيز فرص التعاون والتبادل العلمي والبحثي بين الباحثين المحليين والدوليين في مجالات العلوم الصيدلانية المختلفة والذي بدوره يفتح آفاق جديدة للاستفادة من آخر التطورات في مجالات العلوم الصيدلانية المختلفة.
وفي كلمة له رحب الدكتور محمود طالب بالحضور كل باسمه و لقبه، معرباً عن سعادته بهذا الحضور اللافت للمؤتمر الطموح والحدث العلمي المتميز الذي يعتبر محطة جديدة من محطات تطور كلية الصيدلة، لافتاً إلى أن التحضيرات لعقد المؤتمر جرت والحمد لله بشكل ممتاز بمشاركة باحثات وباحثين من الجامعات الفلسطينية والعربية والدولية والمؤسسات الصحية والطبية، رغم صعوبة الظروف، مشيراً إلى أنه ومنذ اللحظة الأولى لتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر بدأت عجلة التحضيرات بالدوران دون توقف ابتداء من اطلاق الموقع الالكتروني للمؤتمر، وذلك لاستقبال المشاركات من الباحثين على المستوى المحلي والعربي والدولي، لافتاً إلى أن اللجنة تلقت 85 مشاركة في مجالات العلوم الصيدلانية المختلفة تم مراجعتها وتقييمها من خلال معايير وأسس وضعت من قبل أعضاء اللجنة العلمية، حيث تم قبول 57 بحثاً مقسمين كالتالي: (30 مشاركة oral منها 14 مشاركة دولية سوف يتم عرضها من خلال منصة zoom, 27 مشاركة بوستر منها مشاركتين دوليتين) ولقد تم توزيع المشاركات على سبعة جلسات بواقع جلستين في اليوم الأول من فعاليات المؤتمر، وخمسة جلسات في اليوم الثاني، إلى جانب مشاركة ستة متحدثين رئيسيين (keynote speakers)، متخصصين في العلوم الصيدلانية المختلفة من مصر، تونس، فرنسا، المانيا، الولايات المتحدة الأمريكية)، مؤكداً أن مشاركتهم هذه سوف تثري المؤتمر بجانب المشاركات الأخرى من الباحثين، آملاً بأن يستفيد الباحثون وطلبة الدراسات العليا والبكالوريوس من خبراتهم العلمية والعملية، في محاور المؤتمر التسع المتمثلة في: (الكيمياء الصيدلانية والتحليلية واكتشاف الأدوية، وعلم الأدوية والسموم، وعلم الأحياء الدقيقة والمناعة وعلم الأورام، والصيدلة السريرية والمداواة، الصيدلانيات والتكنولوجيا الصيدلانية، وحركية الدواء والتداخلات الدوائية، وجائحة كوفيد -19، والتغذية السريرية، وطب الأعشاب).
وبعد اختتام فعاليات الجلسة الافتتاحية توجه الحضور لافتتاح وقص شريط معرض المنتجات الصيدلانية الذي يعقد على هامش المؤتمر، ومن ثم توجه الباحثون للمشاركة في الجلسات العلمية للمؤتمر التي عقدت بقاعات وأروقة مبنى الرياض للاحتفالات والأنشطة الطلابية.