غزة - معا- نظمت دائرة شئون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة الشعبية بالبريج حفل توقيع ذاكرة مخيم " للكاتبة فائقة محمود الصوص "أم أيمن " برعاية الدكتور أحمد أبو هولي/ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ـ رئيس دائرة شؤون اللاجئين. وبحضور عدد من الكتاب والأدباء والصحفيين, والأكاديميين والمثقفين, والفنانين والمبدعين اللجنة الشعبية لمخيم البريج ممثلة برئيسها حاتم قنديل وأعضائها و رؤساء وأعضاء اللجان الشعبية الأخرى وممثلي عن قيادات العمل التنظيمي من كافة الفصائل الوجهاء والمخاتير, الأهل والأصدقاء وذلك في جمعية الشبان المسيحية
وقالت فائقة الصوص :"يتَوَّجُ هذا اليومُ بإشهار وتوقيع كتابي ( ذاكرة مخيم ) والذي يستكمل صوراً كنت قد بدأتها في كتابي الأول (حكاية لاجئ), صوراً قلميَّة نقلت فيها تفاصيل حياة اللاجئ الفلسطيني في خمسينيات وستينيات القرن الماضي, حيث البؤس الشديد الذي سببه تهجيرنا القسري عن أراضينا سنة 1948 .
واضافت المخيم لا يعني لنا المكان بقدر ما هو رمز القضية, وحق العودة الذي لا بديل عنه فلقد سكن اللاجئ بعد الخيمة بيوتاً قرميدية واطئة بائسة, داخل مخيماتٍ مكتظّةٍ بآلاف اللاجئين, تعاني من الفقر والظلم , والقهر والتهميش والحرمان , عاش فيها اللاجئ ظروفاً معيشية وصحيَّة وبيئيّة غاية في التعاسة.
وتابعت ولدت ونشأت في مخيم حفظتُ كلَّ تفاصيله. كنت أستمع إلى حكايا الكبار, عن أراضينا المسلوبة, وأرى الحسرة في عيونهم على الحياة البائسة التي أُجْبِروا عليها في المخيم وأدركت معنى العزم من صبرهم وقوة إرادتهم،وهمَّتهم العالية, في مواجهة الحياة القاسية في المخيم ، فمن فوق ركام البؤس؛ أقاموا أعراسهم, واحتفلوا بأعيادهم، وأحيوا مواسمهم التراثية ،ولقد ساروا مع البؤس والفرح جنباً إلى جنب مع المقاومة، فمن قلب المخيم برز الفدائيون للمحتل، أسقطوا قواعده الأمنية, وحوّلوا المخيم إلى لعنةٍ عليه.
و أشارت أنه بعدما تقاعدت من عملي الذي دام أربعين عاماً في سلك التعليم ؛ كرَّستُ وقتي لتدوين ما اختزنته ذاكرتي من صورٍ لحياة اللاجئين في المخيم, نقلتُ فيها صوراً مؤلمةً من معاناتهم وآلامهم التي بلغت أوجها في العقود الثلاثة الأولى التي تلت النكبة, بالإضافة إلى الصور المشرِّفة التي تمثلت في تمسُّك اللاجئين بأرضهم ، وإيمانهم المطلق بالعودة إليها, وتمسٌّكهم بإرثهم الثقافي، وبطولاتهم في مقارعة الاحتلال كذلك واوثَّقت صوراً من المعاناة والفرح والبطولة, ونشرتها في كتابي (ذاكرة مخيم) ومن قبله كتابي (حكاية لاجئ) ليشكلا مرجعاً أرشيفياً, استطاعت ذاكرتي حفظها, وصقلها, وإخراجها في قصص وحكايات للأجيال .
واكدت أنه لم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق , إنَّها الأمانة التي تستوجب الصدق والدّقة في كلِّ كلمة أكتبها والتي تحتاج إلى ذاكرة فولاذية، قادرة على ربط الأحداث بشكلٍ سلس خاصة انَّ ما دفعني لتوثيق الذاكرة الشفوية لحياة اللاجئ الفلسطيني في المخيمات، وتسليط الضوء على معاناته ؛ هو تأصيل سبب آلام اللجوء والتشتت التي يعاني منها الملايين من أبناء شعبنا الفلسطيني، لتوعية الأجيال بأصل القضية وجوهرها , وتعزيز الانتماء الوطني لديهم .. هذا الجيل الذي يتعرض لغزو فكري وثقافي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، لكي وعيه، وتغييبه عن قضيته .
واضافت نحن نؤمن بإن معركتنا مع الاحتلال مفتوحة, فكما هي بندقية في يد ثائر ؛ هي أيضاً ريشة في يد وفنان, وكاميرا في يد صحفي, وقلم في يد كاتب, هذا القلم الذي يخشاه المحتل لما يتركه من أثر بعيد المدى على الأجيال المتعاقبة في ترسيخ روايتنا التاريخية التي يُراد لها الاغتيال ولكن هيهات .. فالاحتلال إلى زوال , ونحن الفلسطينيون , أصحاب الأرض وعُشّاقها باقون , ما بقي الزعتر والزيتون .
إننا الحقيقة التي فشلت كلُّ أكاذيبه في طمسها .
وقدمت شكرها لكل من شاركها ولبى الدعوة خاصة المناضل الدكتور أحمد أبو هولي/ على حضوره الداعم لنا رغم انشغالاته وضغوط مواعيده وهذا إن دل على شيء إنما يدل على اهتمامك بالجانب الثقافي الداعم لجوهر قضيتنا .. قضية اللاجئين , لدحض رواية الاحتلال الكاذبة, ونقل روايتنا للأجيال..
بدوره اشاد د. ابو هولي بالأخت المناضلة الاديبة فائقة الصوص واصفا إياها بفائقة المتميزة والتي اتحفتنا بكتابين مميزين الاول هو حكاية لاجئ والاخر الذي نحتفي به الان ذاكرة مخيم
وقال " لذلك من كل قلب وبكل تشجيع اقول لسفيرة الرواية الشفوية نحن معك لاخر المطاف وبإذن الله أن يكون آخر المطاف ان نصلي في الاقصى جميعاً وأن نزور ببتها في بيطيما , سائلا الله ان تكون الروايه الاخرى الحقيقة الاخرى الكتاب الاخر من ببت طيما " لنقول العالم اننا ها عدنا وبإذن الله عائدون.
وأوضح أننا لازالنا في دارة الشؤون للاجيئين من الداعمين بل ومن المهتمين بتشجيع طباعة والمساعدة في طباعة كل الكتب التي تتحدث عن فلسطين تاريخاً حضوراً روايةً قصةً مجزرةً كل سياقنا الفلسطيني ، مشيرا إلى اننا احتفالنا قبل أشهر برواية الصامد للحبيب الصديق شقيق التلولي والذي اعجب به الجميع.
وأكد أن فلسطين ولادة وغزة مبدعة ولديها كتاب من الاخوة والاخوات الذين يقولون للجميع ان الكبار يموتون وأن الاجيال القادمة تكتب الرواية وبإذن الله ان الصغار لن ينسون.
ووجه د. ابو هولي عدة رسائل اولها أننا عندما نقرأ هذه الكتب وغيرها يجب ان نتوقف وبعمق عند كل كلمة ومشهد فيها الجيل خاصة ان هذا الجيل الذي ذكر في الكتاب يجب أن و قصص نجاحهم يجب انا تكتب بماءٍ من ورد عندما اعتمدوا على التعليم كوظيفة وطنية لكي يعيشو بكرامة وانتشروا في انحاء العالم في دول الخليج ولن ينسوا الوطن ولم ينسوا المخيم لذلك هذا الجيل يجب ان ترفع له القبعة لانه جيل النصر وانجب جيل التواصل حتى النصر.
والرسالة الاخرى التي وجهها د. ابو هولي للأجيال الشابة الى بناتنا وزهراتنا وشبابنا ان كرموا هذا الجيل كرموه بالحب من القلب و يجب ان نضعهم في مواضع التقدير مطالبا إياهم بالجلوس معهم وقراءة قصصهم.
وختم د. ابو هولي كلمته بضرورة السير على دربهم في الصمود وفي التحدي مع عدم الأحباط واليأس وقراءة التاريخ لا بقرآته الناقصة ،متمنيا لهذا الجيل الشاب ان يكون قريبا في المسجد الاقصى وان يعيش على تضحيات ماقدموه جيل النكبة وماقبله نحو زرع الارض وبناء البيت في المواطن التي هجرنا منها.
وبدوره قال الروائي والبروفيسور خالد صافي، أستاذ التاريخ بجامعة الأقصى _ غزة :"هذا الكتاب (ذاكرة مخيم) والكتاب الذي سبقه (حكاية لاجئ) يُعَدُّ إضافة نوعية للمكتبة الفلسطينية، والمكتبة العربية، ودراسات اللاجئين، والدراسات الإجتماعية والتاريخية التي نعتمد عليها في 'مقدما شكره للكاتبة على هذا الأنجاز،
واضاف أنا من جيل كان طابعنا الكثير مما ذكرته أ. فايقة الصوص ولكنها أشعلت قناديل التفاصيل في دياجي الظلام .
وختم قائلا ذ:" أنا الٱن أضع كتابيها على مكتبي، لأنني أكتب رواية عن النكبة وما بعدها ، فسيكون كتابيها منهلاً أنهل منه لروايتي الثالثة التي أقوم بكتابتها الٱن ."
وبدوره قال أ. محمد نصار، عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين :"على الجيل الشاب أن يرجع إلى هذا الكتاب(ذاكرة مخيم) ، والكتاب الذي سبقه (حكاية لاجئ)، ويعتمدهما، حتى يشعل الذاكرة عند الكبار، ويرسم عوالم كانت غائبة عن هذا الجيل الشاب الذي ربما يسمع عنها لأول مرة، وبالتالي تعطيه مخزوناً أكثر للمواجهة، هذا من جانب، ومن جانب ٱخر أنصح الكتاب الشباب بالرجوع إلى هذا الكتاب، لأن الحكاية الشفوية ، أو الحكاية المروية هي عامل مساعد لهذا الكاتب ، ليستمد منها كتاباته الشعرية أو الروائية .
وكانت دائرة شؤون اللاجئين قد نظمت قبل أكثر من عام حفل توقيع : حكاية لاجىء " للكاتبة فائقة محمود الصوص "أم أيمن " التي هي من مواليد مخيم البريج وتنتمي لبلدة بيت كيما رصدت فيه حياة أهل المخيم في حقبتي الخمسينات والستينات من القرن الماضي.