بيت لحم- معا- حياة حمدان- تعتمد السياحة في القدس العاصمة بالدرجة الأولى على السياحة الدينية، لما تحتويه القدس من معالم للديانة الإسلامية ابرزها المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ومعالم الديانة المسيحية أهمها كنيسة القيامة وطريق الألام ما يجعلها تستقطب الجنسيات المختلفة من انحاء العالم، في هذا التقرير سنركز على الوضع السياحي الحالي في القدس الشرقية واحياء البلدة القديمة خصوصا في مقابلات حصرية مع أصحاب فنادق ومحال تجارية سياحية وادلاء سياحيين لوضعنا في صورة الاقبال في التوافد السياحي الى المنطقة.
إعادة إحياء اللغة الارامية لغة السيد المسيح تجذب سياحة نوعية للقدس
داخل اسوار البلدة القديمة بالقدس وفي دير مارمرقس للسريان الارثوذكس قابلنا رجل الدين المسيحي الاب بولس خانو الذي يتقن اللغة الآرامية والذي أخذ على عاتقه تعريف العالم بلغة المسيح وإعادة احيائها بطريقته التي تجذب السواح الى المنطقة وبهذا بات هناك نوعا سياحيا اختص به في منطقة القدس ولديه عديد من المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذين يأتون خصيصا للمنطقة لمقابلته.
وفي رده حول الوضع السياحي في القدس الشرقية وتأثير مواهبه في جذب السياحة، قال: " انا اعمل ك دليل سياحي لمجموعات السريان القادمين من انحاء العالم نشرح باللغة الارمية وما زلنا نمارس هذه اللغة مع السواح في المنطقة ونشكر الله على توافر السريان من اميركا والسويد والمانيا وهولندا وبلجيكا، موهبتي اثرت في السياحة ف انا اخط اللغة الارمية على الجلد وقد خططت الانجيل المقدس الذي يعود للقرن الرابع وايضا اخطط الهدايا واوزعها على المجموعات السياحية كل شخص ب اسمه وقد نالت اعجاب الجميع، أيضا انا ارنم التراتيل الدينية وهذا الامر لعب دورا في السياحة اذ ان السائح يحب ان يستمع الى الصلاة الربانية التي رتلها يسوع المسيح بهذه اللغة وتعود أذهانهم للقرن الأول بعد الميلاد".
وأضاف:" الحركة السياحية في القدس تحسنت عن السنتين الماضيتين بسبب كورونا والاغلاق/ وهناك ازدياد في اعداد السواح ف انا هنا تقريبا يوميا أرى عديد من المجموعات السياحية داخل الأسواق وحارات البلدة القديمة الوضع أفضل من قبل ونتمنى ان يستمر التوافد للمنطقة".
واختتم:" نتمنى ان يكون هناك هدوء أمنى دائم، نتمنى السلام في بلادنا القدس والأراضي المقدسة حتى تتوافد الساحة أكثر وينشأ ترابط بيننا وبين دول العالم لإنه إذا حدث اي خلل أمنى ف ان السياحة والاقتصاد تتراجعان في البلاد ويتدهور الوضع، لكن نشكر الله الامن مستتب حاليا ونأمل ان يستمر الامن والسلام والمحبة لتستمر السياحة والدخل على العائلات وبالتالي نستمر بالصمود والثبات على هذه الأرض".
السياحية الدينية الإسلامية تساعد صمود فنادق القدس
في شارع صلاح الدين الايوبي يقع الفندق الوطني لصاحبه المقدسي أسامة صلاح، الذي يوضح لنا الوضع السياحي خاصة في قطاع الفنادق: " من أصل أربعون فندقا في القدس الشرقية تقلص العدد الى 24 فندقا لعدم وجود الدعم واتجاه السياحة للقدس الغربية، نحن نعمل بشكل فردي واستطعنا ان نصل لدرجة مهمة جدا وجلبنا السياحة الدينية الإسلامية للقدس ندعو فيها لزيارة الأقصى والحفاظ على القدس ومعالمها وأهلها ودعم اقتصادها، نحن نعمل لأجل القدس رغم التضييقات الإسرائيلية."
وتابع: "بعد جائحة كورونا وأثارها علينا فقد شهدنا هذا العام تحسناً في اعداد الوافدين فمنذ شهر شباط للعام الجاري حتى اليوم السياحة جيدة ولها دور مهم في دعم الاقتصاد، خاصة في فترة رمضان فالسياحة الإسلامية أصبحت اليوم تشكل اكثر من 60 بالمئة، لدينا وافدين من جنسيات مختلفة مثل إندونيسيا ماليزيا الاتراك والمسلمين من بريطانيا ، هذا يساعد في الصمود بالقدس خصوصا وفلسطين عموما، استطيع القول ان نسبة الاشغال حاليا نحو 70 بالمائة بتوضيح ان اعتمادنا على الوفود القادمة من الخارج لأجل السياحة الدينية إسلامية ومسيحية."
وأردف :"في رأيي انا اعتبر ان السياحة بترول الشعب الفلسطيني، وما لها من تأثير على العجلة الاقتصادية التي تدور وتتحرك وتفيد جميع القطاعات في المنطقة، الوضع الأمني مهم جدا أيضا اذا حدث أي خلل ف من الممكن ان يلغي السائح الحجز، لذلك نحن نتعامل مع السواح بطريقة تمنح انطباعا جيدا عن السياحة في فلسطين، نهتم في النظافة وتجديد الفندق من فترة لأخرى، بعض الفنادق لا تجدد وهذا خطأ وننصحهم بالتجديد والتطوير، كل ذلك يؤثر في تقييم السائح عن الفندق عبر تطبيقات الفنادق المختلفة عبر الانترنت والذي نهتم ان يعكس رأيه الحقيقة ب ان المنطقة لدينا أمنة وليس كما يروح الاحتلال انها خطيرة ويجب الحرص منها ويضللون السواح منذ لحظة وصولهم المطار ب اشكال تحريض واضحة، نحن يجب ان نحافظ على وجودنا المقدسي ونرحب بضيوفنا ونأمل من وزارة السياحة ان تهتم اكثر لدعم فنادق القدس".
وحسب جمعية الفنادق العربية فان عدد الفنادق في القدس حوالي 20 فندقا بمعدل 800 غرفة ويعتبرون ان جميع الفنادق أعضاء بالجمعية وهناك جزء غير مسدد لرسوم العضوية السنوية، وفي النصف الأول من هذا العام نسبة السياحة لم تتعدى 40%.
محال التحف الشرقية تقاوم التحريض بالصمود
في شارع القديسة هيلانا في حارة النصارى بالقرب من كنيسة القيامة، يعمل يوسف في محله التجاري لبيع التحف الشرقية الذي يعتمد في عمله على السياحة الخارجية خصوصا المسيحية وقد علق على الوضع السياحي الحالي قائلا: " في الوقت الحالي تحسن الوضع أكثر من فترة كورونا لكن ليس كما كانت عليه السياحة في الأعوام ما قبل كورونا، الحركة السياحية تؤثر بشكل ايجابي على حياة المقدسيين عموما فهي عبارة عن دائرة كل من فيها يكمل عمل الاخر ويفيد الاخر. نأمل ان تتحسن في الأشهر القادمة، أيضا الحركة السياحية لدينا تأثرت بالحرب الروسية على أوكرانيا لان منطقتنا كانت تعتمد كثيرا على السواح من روسيا وأوكرانيا واي شيء في العالم نتأثر به هنا. الوضع الأمني والسياسي مهم في المنطقة لان عدم وجود الاستقرار يعني عدم وجود سياحة، ونحن نعتبر المواقع الدينية في القدس بمثابة نعمة وبركة وفضل من الله على اهل القدس لان سياحة العبادة لا تنقطع وتجذب عديد من الوافدين."
واختتم:" هناك البعض من الادلاء او جهات أخرى لا اعلمها تروج وتفتعل دعايات تضليلية للسواح على ان الاحياء الفلسطينية هنا هي خطيرة وغير امنة وهذا يضر اهل البلد والتجار فيها، يجب ان يكون هناك رواية حقيقة تفند ما يروج من إشاعات واكاذيب يجب ان يتم دعم صمود اهل القدس للبقاء فيها، فمثلا نحن نحارب هذه الرواية من خلال حسن استقبالنا للسواح وعدم استغلالهم ماديا واللباقة في التعامل والصدق والأمانة في البيع وعدم الضغط عليهم او اجبارهم على الشراء ف نحن نوفر لهم الأجواء المريحة وحرية الاختيار دون أي ضغوطات لنعكس صورتنا الحقيقة لديهم".
وحسب الناطق الإعلامي لوزارة السياحة والاثار جريس قمصية، فان وزارة السياحة والاثار تعمل بالشراكة الكاملة مع الجمعيات الممثلة للقطاع السياحي الفلسطيني الخاص بالعمل على تطوير وترويج السياحة الى كافة المحافظات والمدن الفلسطينية وعلى رأسها العاصمة مدينة القدس، وهناك عمل دائم ومتواصل مع كافة المؤسسات السياحية في القدس ك المكاتب السياحية والفنادق للعمل على المتابعة اليومية لحل كافة المشاكل والمعيقات التي تواجه هذه المؤسسات، والعمل على تطوير وترويج السياحة لان صمود القطاع السياحي في القدس هو مسؤولية وطنية يجب على الجميع التكاتف للعمل على متابعتها.