رام الله- معا- قال المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنّ الأحداث التي شهدتها نابلس خلال اليوم الماضيين، "تهدّد السلم الأهلي".
وأضاف في بيان صحفي أصدره المكتب السياسي للجبهة،في ختام دورة اجتماعاته اليوم الأربعاء، أنّ ما جرى في نابلس من أحداث "ستؤدي إلى حرف الأنظار عن جرائم الاحتلال أولاً، وإلى إضعاف المقاومة المتصاعدة في الضفة والقدس التي باتت تبشر بإمكانية الوصول إلى انتفاضة ثالثة تقلب الطاولة على مخططات العدو".
وشدّد المكتب السياسي على أنّ الجبهة ستبذل "كل الجهود المخلصة من أجل إنجاح الحوار في الجزائر"، داعيا جميع القوى وبخاصة حركتي فتح وحماس إلى "اغتنام هذه الفرصة ومغادرة التخندق أمام المصالح والقضايا الفئوية، حتى يصل الحوار إلى نهاياته بنجاح".
وأعرب عن ترحيبه بالدعوة الجزائرية لحوار فلسطيني بهدف إنهاء الانقسام وبناء وحدة وطنية راسخة على قاعدة الشراكة الوطنية "نستعيد فيها منظمة التحرير الفلسطينية كقائدة لنضال شعبنا، بالاستناد إلى برنامج وطني مشترك يتمسك بكامل الحقوق الوطنية، ويفتح على كل الخيارات النضالية لتحقيقها".
ولفت إلى أنّ اتساع وتصاعد دائرة الاستهداف الإسرائيلي لأرضنا وشعبنا بما في ذلك استهداف القدس التي تتعرض للتهويد ومحاولات تغييب الرواية الفلسطينية من خلال فرض مناهج تعليمية إسرائيلية على مؤسساتها التعليمية، ومن خلال الاقتحامات المبرمجة للمسجد الأقصى والمخطط تزايدها مع الأعياد اليهودية.
وشدّد على أنّ ذلك "يتطلب بشكل عاجل دعم وإسناد أهلنا في القدس بكل الوسائل ومشاركة جماهير شعبنا من مختلف المناطق بالتصدي لقطعان المستوطنين وقوات الاحتلال داخل القدس، كما يتطلب وبشكل عاجل تشكيل الأطر الميدانية الموحدة في كل قرية ومدينة ومخيم وصولاً إلى تشكيل القيادة الوطنية الموحدة التي تدير الاشتباك مع قوات الاحتلال على كامل الأرض الفلسطينية".
ووقف المكتب السياسي في اجتماعه أمام ما يعيشه الاحتلال "من مأزق يتمظهر بفشل استمرار حكوماته واللجوء إلى الدعوة المباشرة لانتخابات الكنيست"، مرحبا بموقف فلسطيني الـ48 الذي أشارت الاستطلاعات إلى أن غالبيته لن تُشارك في هذه الانتخابات.
وأشار إلى "أن فلسطيني الداخل المحتل باتوا على يقين من أن المشاركة تغطي على الكيان الصهيوني وسياساته، وتخلق لبساً بشأن هويته الوطنية التي أعاد التأكيد عليها وبشكل جلي في معركة سيف القدس وغيرها من المعارك"، داعيا إياهم إلى عدم المشاركة في "مهزلة الانتخابات" الإسرائيلية.
وفي شأن آخر، رحّب المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بما أسماها "الجهود الجارية لتصويب علاقة حركة حماس مع الشقيقة سوريا"، معربا عن رأيه بأنّ "عودة العلاقات المرتقبة بين الطرفين تعزز من دور محور المقاومة، ومن دعم شعبنا وقواه لسوريا في صمودها ومقاومتها لقوى الإرهاب، ومخططات المس بوحدة أراضيها".
كما رحّب البيان بالجهود الدولية التي تتبلور في مواجهة سياسات الهيمنة والتفرد الأمريكية، وبنتائج قمة شنغهاي التي تأتي في هذا السياق، مؤكّدًا على ضرورة تخليص المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة.
وأدان الأنظمة العربية الغارقة في التطبيع مع الاحتلال، وفي توسيع تعاونها معه على مختلف الصعد الأمنية والاقتصادية والعسكرية والسياسية، مشددًا على أن كل ذلك يمس بالقضية الفلسطينية وبنضال شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية والتاريخية.
كما رحّب بموقف الشعوب العربية وقواها الرافض للتطبيع، وبتأكيدها على مركزية القضية الفلسطينية، ودعاها إلى توحيد وتنظيم جهودها بصيغ محلية وقومية لمواجهة التطبيع الرسمي وقطع الطريق على محاولات تعميمه شعبياً.
من جانب آخر، نبّه المكتب السياسي إلى النتائج التي قد تتولد عن التحولات الجارية في العلاقات الثنائية بين بعض الدول العربية، وبينها وبين الدول الإقليمية خاصة وأنّها تأتي في سياق ترتيب للمنطقة بتشجيع أمريكي أوروبي غير بعيد عمّا يجري على الصعيد الدولي.
ولفت إلى الجهود الدولية الجارية للعمل على توفير الطاقة بعد الأزمة التي تعيشها أوروبا نتيجة مقاطعتها لروسيا؛ ما أسفر عن وقف النفط والغاز الروسي، عدا عن هدف توسيع دائرة التعاون بين دول المنطقة ودولة الكيان.
وعبّر عن دعمه الكامل للبنان الشقيق في نضاله للحصول على كامل حقوقه النفطية في البحر المتوسط بكل الوسائل، ويدين أي محاولات للوسيط الأمريكي أو غيره في الدفع باتجاه الانتقاص من هذه الحقوق ومقايضتها بتنازلات سياسية.
واختتم المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانه بتوجيه التحية لجميع منظمات الجبهة الحزبية والجماهيرية التي عكست وحدتها وانسجامها مع نتائج المؤتمر الوطني الثامن للجبهة والذي عبرت عنه بنشاطاتها السياسية والجماهيرية في مختلف الساحات.
كما توجّه بتحية خاصة للرفاق في سجون الاحتلال والأمين العام للجبهة أحمد سعدات "الذين يواجهون مع رفاقهم وأخوتهم في الفصائل الأخرى إجراءات السجان بكل شجاعة ويحققون الانتصار عليه، والتحية كل التحية لشعبنا في 48 والضفة والقدس والقطاع ومخيمات الشتات في سوريا والأردن ولبنان وكافة أماكن تواجده في بلدان المهجر".