رام الله- معا- شاركت فلسطين ممثلة برئيس الوزراء السابق الدكتور رامي الحمد الله ومدير عام معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي الدكتور نايف جراد امس الاربعاء، في المنتدى الثاني لأمن الشرق الاوسط، الذي ينظمه معهد الصين للدراسات الدولية التابع لوزارة الخارجية الصينية، والذي تشارك به نخبة من كبار السياسيين والدبلوماسيين والخبراء من مختلف دول المنطقة والعالم.
وقد تمحورت اعمال المؤتمر حول بناء هيكل أمني جديد في الشرق الاوسط لتحقيق الامن المشترك في المنطقة. وتوزع المشاركون بعد الافتتاح إلى مجموعتين بجلستين منفصلتين، حيث انعقدت الجلسة الأولى تحت عنوان "القضية الفلسطينية: مخرج وآفاق"، وخصصت الجلسة الثانية لأمن الخليج."
وشارك في جلسة افتتاح المنتدى الى جانب الحمد الله وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ود. عدنان بدران رئيس الوزراء الأردني الأسبق، ونائب وزير الخارجية الصيني دينغ لي، ورئيس معهد الصين للعلاقات الدولية السيد شي بو.
وفي الجلسة الخاصة بالقضية الفلسطينية شارك الى جانب الدكتور جراد السادة السفير جاي جون المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط، وفلاديمير كاربوفيتش سافرونكوف المبعوث الروسي الخاص بشان عملية السلام في الشرق الأوسط، وغونغ كسيوشينغ المبعوث الخاص السابق للصين إلى الشرق الأوسط، والسفير علي الحفني نائب وزير خارجية مصر السابق، ويوسي بيلين وزير العدل الاسرائيلي السابق، والسفير خان يونغخين مدير المركز الصيني للدراسات الاستراتيجية، وايمن خليل مدير المعهد العربي للدراسات الأمنية في الأردن، وسيد غنيم رئيس معهد شؤون الدفاع الأمني العالمي في الامارات العربية، ووانج لينكونج نائب رئيس المعهد الصيني الافريقي، وونيو شينتشون مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في معاهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، وين يامي مدير قسم الدراسات الأمريكية في معهد الصين للدراسات الدولية.
وفي كلمته شكر الدكتور رامي الحمد الله الصين على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني من أجل تحقيق حقوقه العادلة، وأكد على أهمية تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية من اجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وفي ورقته المفصلة حول حل القضية الفلسطينية تحدث الدكتور جراد عن أن الشعب الفلسطيني هو الطرف الأكثر حاجة للأمن والاستقرار والاندماج في الاقليم، وان نقطة الانطلاق في البحث عن الأمن التعاوني والمشترك الذي يحقق التنمية المستدامة والاستقرار والإزدهار في المنطقة تحتاج لتوجيه الأسئلة وأصبع الاتهام لمن يتسبب في عدم وجود الأمن والاستقرار والاندماج، ألا وهي دولة اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ومن رعاها ويرعاها وويجعلها تتعامل وكانها فوق القانون الدولي.
وأوضح جراد أن تعقيدات قضية الأمن في المنطقة والعالم راهنا والتي تبين ترابط أمن الدولة ، والأمن التعاون والدولي ، والأمن الإقليمي واندماجها بالأمن المجتمعي والإنساني، تحتاج لحوكمة قضية الأمن وارسائها على العدل والإنصاف ووقف التعامل بازودواجية معايير تجاه قضايا الدول والشعوب.
ونوه جراد أن استمرار عدم حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ودائما يلبي الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، سيبقي على الصراع في المنطقة ويؤجج المشاعر ويشكل منبعا دائما للتطرف العنيف والارهاب، وينعكس سلبا على كل أوجه الامن والتنمية والاستقرار في المنطقة والعالم، مؤكدا علىى حق الشعب الفلسطيني الطبيعي والقانوني الراسخ والثابت بأرض وطنه التي لم تنقطع صلته التاريخية بها أبدا، وان كل قوة الاحتلال الاستيطانية الاستعمارية طوال أكثر من مئة عام لم تستطع ان تقتلعه منها او ان تحول دون استمرار مقاومته لنيل حقه في تقرير المصير، ومن فكر ويفكر أنه عبر استخدام القوة يستطيع ان يخلق أمرا واقعا يحل القضية الفلسطينية فهو واهم، ومن يعتقد انه بالقفز عن الشعب الفلسطيني وقيادته يستطيع ان يبني سلاما وأمنا وتعاونا مع دول الاقليم فهو واهم أيضا.
كما اكد جراد أن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرض وطنه حق مشروع قانونا ومكفول من الشرعية الدولية، وطريق الأمن والتعاون والسلام والاستقرار في المنطقة لا يمر الا عبر الانصاف والعدالة للشعب الفلسطيني وعيشه الحر الكريم على أرضه أسوة ببقية شعوب المنطقة والعالم، وقد آن الأوان للبحث الجاد على حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يقوم على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير بدولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194، وعلى المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته تجاه العدالة في فلسطين ولا أن يبقى يتعامل مع دولة الاحتلال وكانها دولة فوق القانون والشرعية الدولية، ويتغاضى عن اعمال الاحتلال والتطهير العرقي والحرب والاجرام والفصل العنصري ويتعامل بازدواجية معاير مع الانتهاكات الجسيمة والأعمال الفظيعة التي ارتكبتها وترتكبها دولة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بحق الشعب الفلسطيني.
كما دعا جراد المجتمع الدولي لدعم مبادرة الرئيس محمود عباس لتنظيم مؤتمر دولي فعال لحل القضية الفلسطينية بإشراف الأمم المتحدة ومشاركة دولية واسعة، ودعم مطلب الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وشكر الدكتور جراد الصين على دعمها لفلسطين على كافة الصعد، ولمبادرتها بشان حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ولجهودها في البحث الجاد عن بناء منظومة أمن تعاوني ومشترك وشامل ومستدام في الشرق الأوسط تقوم على مبادئ العدالة والانصاف.