نابلس- معا- أطلقت كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح الوطنية يوم الخميس، فعاليات مؤتمر النجاح الطبي الدولي السادس تحت شعار "الواقع الطبي والجراحي للأورام في فلسطين"، بحضور د. مي الكيلة، وزيرة الصحة، وبمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين والأطباء الدوليين، وهيئات ومؤسسات تعاونية دولية وإقليمية ومحلية.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة ومناظرة أحدث الأدلة والمستجدات في مجال كشف ومعالجة مختلف أنواع الأورام، ودراسة بعض الأبحاث العلمية المقدمة من باحثين وأكاديميين محليين ودوليين، وتوثيق أواصر التعاون بين فلسطين والدول الأخرى من أجل تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين المشاركين، والتأكيد على مكانة فلسطين بين الدول العالمية في الواقع الطبي والجراحي للأورام خلال المشاركة العربية والدولية في أعمال المؤتمر.
هذا وحضر الجلسة الافتتاحية دولة الأستاذ الدكتور رامي حمد الله نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة، ورئيس مجلس أمناء مستشفى النّجاح الوطني الجامعي، ورئيس الجامعة ونوابه ومساعديه وعدد من عمداء الكليات. وأدار الجلسة الافتتاحية للمؤتمر د. إياد مقبول، رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام للمؤتمر الذي رحب بجميع الحضور وتحدث عن المؤتمر وفعالياته وآلية العمل به، تلاه قراءة آيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب عماد عليوي من كلية الشريعة، ثم عزف السلام الوطني الفلسطيني.
وافتُتح المؤتمر بكلمة ترحيبية للدكتور مازن عبد الله رئيس المؤتمر، معرباً عن سعادته باستضافة النجاح لنخبة من العلماء والباحثين والأطباء فـي هذا المؤتمر العلمي الذي يُعدُّ حلقةً تستكملُ مؤتمراتٍ طبيّةً سابقةً أُقيمتْ في هذه الجامعةِ، ناقشَت قضايا هامّة للنهوض بالواقع الصحي الفلسطيني، مشيداً بأهمية المؤتمرات العلمية التي تمثل فرصة ذهبية لتبادل الخبرات والمعارف بين العلماء والخبراء، ووجه د. عبد الله شكره لكافة الشركات والمؤسسات الداعمة والراعية للمؤتمر، ولكافة اللجان المنظمة للمؤتمر.
وأعلن الأستاذ الدكتور عبد الناصر زيد، رئيس جامعة النجاح الوطنية، عن إطلاق فعاليات المؤتمر خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية التي رحب فيها بالحضور، مؤكداً أن هذا المؤتمر خطوةً للتقدّم في رسم معالم الجيل الجديد من الثورة الطبيّة التكنولوجيّة، وبخاصّة فيما يتعلّق باستخدامات الثورة الصناعيّة الرابعة في المجالات الطبيّة عامّة، ومجالات الأورام على وجه الخصوص.
وأكد أ.د. زيد أنّ جامعة النجاح تبذل قصارى جُهدِها للنهوض والرقي بالقطاع الطبي الصحي الفلسطيني، وتطوير الخدمة الصحية، وخاصّةً المتعلّقة بمرضى السرطان، وهو ما يظهر جليّاً في الأبحاث المنجزة في جامعة النجاح بوحداتها ومراكزها البحثية التي تهتمّ بمرض السرطان من الناحية الديموغرافية والتشخيصية والعلاجية، فقد تجاوز عدد الأبحاث العلمية المنشورة في قاعدة البيانات العالمية "Scopus" خمسمائة بحث خلال العام الماضي، واستطاعت الجامعة إدراج المجلة الفلسطينية للطب والصيدلة الصادرة عنها ضمن قاعدة بيانات Scopus، كما استطاعت أن تكون ضمن أفضل 200 جامعة على مستوى العالم في تصنيف التايمز للتأثير المجتمعي، وتحديداً الهدف الثالث للتنمية المستدامة، وهو "الصّحة الجيّدة والرفاه". وفي ختام كلمته تمنى أ.د. زيد أن يخرج هذا المؤتمر بتوصياتٍ علميّةٍ مُهِمّةٍ، لمواكبةِ روحِ العصرِ وتطوراتهِ العلميةِ، والخروج بواقعِ الجراحةِ من الطورِ التقليديِّ.
وتحدثت د. الكيلة عن أهمية هذا المؤتمر حيث يكتسب أهميته الكبيرة لتناوله وحديثه عن أمراض السرطان والتعامل معها وعلاجها والتي تشكل أهمية قصوى وأولوية في وزارة الصحة، وأكدت دور الوزارة الريادي في تطوير القطاع الصحي وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين من خلال الشراكات والعلاقات التعاونية مع مختلف المؤسسات الصحية والتعليمية وصولاً إلى نظام صحي شامل متكامل، يساهم في تحسين جودة الخدمات الصحية، وتعزيز مستدام للوضع الصحي في فلسطين.
وأشادت بمكانة جامعة النجاح دولياً، وتخريجها سنوياً لآلاف الخريجين لترفد المجتمع المحلي والدولي بكفاءات في مختلف المجالات، مؤكدة أن هذا المؤتمر سيسهم في تحسين الأداء والخدمة الطبية المقدمة لمرضى السرطان.
كما رحب الدكتور سفيان البسيط، نائب نقيب الأطباء في فلسطين بكافة الحضور موجهاً شكره للقائمين على المؤتمر، وتمنى للمشاركين الخروج بتوصيات تسهم في تطوير المجال الطبي عامة وجامعة النجاح بشكل خاص مما له من فائدة تعود على المرضى.
وبدوره أشار الدكتور فارس أبو شما، ممثل كلية الجراحين الملكية في بريطانيا إلى أن هذا المؤتمر معتمد من الكلية الملكية للجراحين في بريطانيا، وأشاد بدور المجلس الطبي البريطاني في دعم الجراحين الدوليين وخلقه للعديد من الفرص التي يمكن للجراحين توظيفها في صقل مهاراتهم وتحسين معرفتهم، وتطوير الخدمات الجراحية، وتقدم بشكره للقائمين على المؤتمر مشيداً بجهودهم ومعتبراً أن هذا المؤتمر يعد إنجازاً فلسطينياً ضخماً على المستوى العالمي.
وفي كلمته أشار الدكتور كمال حجازي المدير التنفيذي لمستشفى النجاح الوطني الجامعي، إلى احتضان المستشفى لأكثر من 1400 مريض بالسرطان والذين يتم تقديم أفضل الخدمات العلاجية لهم، ناقلاً أمل كافة مرضى السرطان في جلب المستقبل العلاجي المزهر والواعد بالشفاء التام. وتوجه د. حجازي بشكره لكافة القائمين على المؤتمر، مؤكداً أن الجامعة تسعى دوماً من خلال كلية الطب ومشفاها لتحقيق رفاهية الإنسان من خلال الرعاية الصحية الشاملة، مشيراً لأهمية البحث العلمي الفلسطيني المستقل في تطوير القطاع الصحي لما فيه من مصلحة للمرضى.
وبدوره أكد الدكتور خليل عيسى، عميد كلية الطب وعلوم الصحة أن هذا المؤتمر يأتي امتداداً لسلسلة مؤتمرات الطب السابقة التي تعقدها الجامعة والتي تجسد رؤية الكلية وأهدافها الاستراتيجية المتمثلة بوضع بصمة الكلية على المستويات الدولية والعالمية في التعليم الطبي والبحث العلمي، إضافة إلى انتظام عقد المؤتمرات الدولية التي تغني المعرفة العلمية في الطب ومجالاته كافة.
وأشاد د. عيسى في كلمته بتميز طلبة وخريجي كلية الطب وعلوم الصحة بمختلف تخصصاتها على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية. مثنياً على دور جامعة النجاح وإداراتها بتوفير أحدث نظم التعليم وتطبيقها ضمن معايير الجودة لرفعة طلبتها تأهيلاً وتدريباً مما جعلها في مصاف الجامعات المرموقة.
هذا وقد شارك في جلسات المؤتمر باحثين من مختلف الدول العربية والأجنبية من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا، وكندا، وإيطاليا، وماليزيا، والأردن، وقطر، وتركيا فضلاً عن مشاركة الباحثين والأكاديميين والأطباء من فلسطين.
وتضمنت جلسات المؤتمر التي شارك فيها نخبة من الخبراء والأطباء المحليين والدوليين الحديث عن عدة محاور هامة كأورام الثدي وأورام الدم، وأورام العمود الفقري، وأورام الكلى والبطن، وجراحة المسالك البولية، وجراحة العظام. كما ناقش الباحثون عدة موضوعات كعلم جراحة الأورام الروبوتية، والجراحة بالمنظار، وإدارة الأورام الخبيثة، وجلطات الأورام وزراعة الخلايا الجذعية.