جنين- معا- توصل باحثان من الجامعة العربية الأمريكية الى طريقة مبتكرة للتشخيص غير الجراحي للأمراض والاضطرابات الجلدية دون الحاجة إلى متخصصين في الرعاية الصحية أو التواجد في عيادة طبية.
وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها، حيث تقوم الطريقة المبتكرة التي توصل إليها الباحثان من الجامعة العربية الامريكية الدكتورة أماني عودة رئيس قسم العلوم الهندسية والطبيعية والتكنولوجية في كلية الدراسات العليا، والباحث المشارك الدكتور مجدي عودة عميد كلية علم البيانات في كلية الدراسات العليا، على التشخيص من خلال قياس الموجات المليمترية التي تخرج من جلد الإنسان وتنتج تواقيع غير مرئية تساهم في الاستدلال على الحالة الصحية للجلد.
وأظهرت الدراسة أن استجابة الجلد للأضرار التي تصيبه - كالسرطان أو الحروق أو الأكزيما - تنتج تغيرات مرئية وتواقيع غير مرئية يمكن قياسها باستخدام مستشعرات الموجات المليمترية التي لا تلامس الجلد ولا تعرضه لأي نوع من أنواع الإشعاعات.
وتقترح الممارسة الطبية الحالية منهجيات مختلفة لاكتشاف وتشخيص الأمراض والحالات الجلدية، يتطلب معظمها اختبارات طبية وتحليلات مخبرية بالإضافة الى الصور، ثم يقوم أخصائيو الرعاية الصحية بتقييم النتائج خصوصاً فيما يتعلق بسرطان الجلد ودرجات الحروق. هذه الفحوصات عادة تستهلك الكثير من الوقت والمال والجهد، بالإضافة الى الانتظار الذي يعتبر مرهقاً للمريض وقد يسبب ضغطاً نفسياً.
وأجريت قياسات الانعكاس (تواقيع الجلد) في هذه الدراسة على عينتين من المشاركين؛ العينة الأولى تتكون من 60 مشاركاً (30 ذكراً و30 أنثى) ذوي جلد صحي، والعينة الثانية تحتوي على 60 مشاركاً (30 ذكراً و30 أنثى) يعانون من أمراض وحالات جلدية، وهي: سرطان الخلايا القاعدية (BCC)، وسرطان الخلايا الحرشفية (SCC)، وحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة بالإضافة إلى الأكزيما. وأظهرت القياسات اختلافات جوهرية في الانعكاس في نطاق 0.02-0.27 بين المناطق الصحية وغير الصحية من الجلد على نفس الشخص.
وبالنتيجة، أثبتت الدراسة وجود اختلافات في انعكاس الجلد السليم والجلد المريض باستخدام تقنية قياس الموجات المليمترية الخارجة من جسم الإنسان باعتباره مستشعراً غير ملامس، مما يمكّنه من التعرف والتمييز بين المناطق السليمة والمريضة من الجلد؛ ويقدم آفاقا واعدة لاستخدام هذه التكنلوجيا كأسلوب غير جراحي للكشف المبكر عن الأمراض والاضطرابات الجلدية.