الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال ندوة - دعوة للتحرر من فائض الرهان على الانتخابات الإسرائيلية

نشر بتاريخ: 30/09/2022 ( آخر تحديث: 30/09/2022 الساعة: 17:05 )
خلال ندوة - دعوة للتحرر من فائض الرهان على الانتخابات الإسرائيلية


القدس - معا- نظم معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي أمس ندوة بعنوان "الانتخابات الإسرائيلية: المشهد المحتمل والمطلوب فلسطينيا"، تحدث فيها كل من الدكتورة هنيدة غانم/ مديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، والدكتور ناصر اللحام/ مدير تحرير شبكة معا الاخبارية، والكاتب والباحث والناشط السياسي الأستاذ أمير مخول، والدكتور نايف جراد مدير عام المعهد، وأدارها الدكتور خليل أبو كرش الباحث المشارك في المعهد.
وأكد المتحدثون على دعوة الفلسطينيين للتحرر من فائض الرهان على الإنتخابات الإسرائلية، لأن الانتخابات لم تعد تجري بين يسار ويمين يختلفان بشأن الحل مع الفلسطينيين، بل بين أقطاب يمين اسرائيلي عنصري متطرف، يتسابقون على البطش بالفلسطينيين والتنكر لحقوقهم الوطنية، وهي انتخابات تجري في ظرف جديد لم يعد فيه الفلسطينيون بقادرين على التأثير على الاستقطابات داخل الوسط السياسي الاسرائيلي، كما كان الحال مثلا في انتخابات عام 1992، التي كان للانتفاضة الفلسطينية تأثيرها الكبير في نتائجها آنذاك، كما وتأتي في ظل انقسام لفلسطينيي 48 وخوضهم للانتخابات في 3 قوائم تتأرجح على حافة نسبة الحسم، وحتى لو نجحت فإنها تذهب الى الكنيست ضعيفة دون قدرة تذكر على التأثير والمناورة في السياسة الاسرائيلية.
وأكدت هنيدة غانم من جانبها، أن لا جديد في هذه الدورة من الانتخابات، وان كل الاستطلاعات تتحدث عن سيناريو واحد ألا وهو استمرار سيطرة التيارات اليمينية القومية الصهيونية المتطرفة على الكنيست، ولاحقا على تشكيل الحكومة الاسرائيلية بغض النظر عن رئيسها، وهو ما لا يستبعد اللجوء لما يسمى بحكومة وحدة وطنية تجمع نتنياهو وغيره، وجميعهم يجمعون على موقف موحد بشأن الاستيطان والمستوطنات والقدس وقضية اللاجئين، ويؤكدون سيادة وسيطرة دولة إسرائيل على كل الأرض الفلسطينية وحق اليهود وحدهم بتقرير المصير عليها، وحرمان الفلسطينيين من هذا الحق ولكن مع عدم السيطرة المباشرة عليهم وتركهم يديرون شؤونهم بأنفسهم، في دعوة صريحة وواضحة لتحويلهم إلى وكلاء لدولة الاحتلال.
أما أمير مخول فأكد أنه من حق الفلسطينيين التدخل في الانتخابات الاسرائيلية، فجزء منهم مواطنون لهم حق الانتخابات والمشاركة السياسية ومعنيون بالدفاع عن حقوقهم المدنية والقومية، والجزء الآخر تحت الاحتلال والحصار الاسرائيلي أو محروم من العودة لوطنه، وأن سياسات أي حكومة إسرائيلية تؤثر على مصالح الجميع، ودعا فلسطينيي 48 إلى التحرر من فائض الرهان على دورهم الحاسم والمؤثر في الانتخابات الاسرائيلية والتغيير، معبرا عن أسفه وألمه من عدم الاتفاق بين التجمع والجبهة، الذي من شأنه إضعاف الصف الوطني والتأثير سلبا على فاعلية التجمع الفلسطيني في منطقة 48.
وأكد ناصر اللحام أن الناخب الاسرائيلي قد تغير، وبات الخطاب الاسرائيلي السائد هو خطاب عنصري ديني اثني عرقي، وصل درجات دنيا من الانحطاط، وأنه لا امكانية لتغيير دور الناخب الاسرائيلي والتأثير على توجهاته إلا إذا شعر الاسرائيليون بقوة الفلسطينيين وصلابة كفاحهم الوطني وما قد يلحقه ذلك من تأثير مصالحهم.
ودار نقاش غني في الندوة من المشاركين من داخل فلسطين وخارجها، وأجاب المتحدثون عن الأسئلة التي وجهت اليهم، وأكد الجميع في الختام أن لا رهان على الانتخابات الاسرائيلية وأن على الفلسطينيين أن يغادروا التعامل بردات الفعل، وأن يعيدوا الاعتبار لذاتهم ويتوحدوا في مختلف الساحات وعلى المستوى الوطني في مواجهة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني وسياساته التي يستهدف وجودهم وبقاءهم وحقوقه الوطنية، وأن يبنوا استراتيجية وطنية قادرة على التأثير والفعل على كافة الصعد وفي كافة الجبهات محليا واقليميا ودوليا.