كييف- معا- بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميا إلحاق مناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية بالاتحاد الروسي؛ سرّعت كييف طلب انضمامها لحلف شمال الأطلسي، في حين اضطرت روسيا لرفع حق النقض في مجلس الأمن لإبطال قرار يدينها.
واستخدمت روسيا الجمعة حق النقض (فيتو) لإحباط قرار قدمته الولايات المتحدة وألبانيا في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى إدانة إعلان موسكو ضم المناطق الأوكرانية إلى الاتحاد الروسي.
وصوتت 10 دول -من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا- لصالح القرار، في حين امتنعت الصين والغابون والهند والبرازيل عن التصويت، وكان صوت روسيا هو الوحيد المعارض للقرار.
وطرحت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد القرار الذي دعا الدول الأعضاء إلى عدم الاعتراف بأي تغيير للوضع في أوكرانيا، مع إلزام روسيا بسحب قواتها، لكن المندوب الروسي بالمجلس فاسيلي نيبينزيا رأى أن السعي لإدانة عضو دائم في مجلس الأمن أمر غير مسبوق.
وألمحت واشنطن إلى أنها ستحول أنظارها في حالة رفض القرار في مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي صوتت بالأغلبية لصالح إدانة غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
حفل وخطاب
وفي وقت سابق الجمعة، استضاف الكرملين حفلا لمراسم الضمّ، ألقى خلاله بوتين خطابا مطولا أكد فيه أن ضم المناطق الأربع الجديدة للاتحاد الروسي يعبّر عن الإرادة الشعبية للملايين، وأن سكان تلك المناطق باتوا مواطنين روسيين إلى الأبد.
كما دعا بوتين أوكرانيا إلى وقف جميع العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات، مشددا في الوقت نفسه على أن "القوة هي التي ستحدد المستقبل السياسي في العالم".
واتهم الولايات المتحدة بفرض سلطة الدولار على العالم بعد الحرب العالمية الثانية، ورأى أن الغرب يريد تصنيف بلاده عدوا وأوروبا لا تريد حلا عمليا لأزمة الطاقة، واتهم الغرب بإنتاج أسلحة بيولوجية، واستخدام البشر في أوكرانيا حقول تجارب.
كما شدد في خطابه أيضا على أن روسيا بلد عظيم ولن يقبل أن يعيش على أساس "قواعد دولية مزورة"، وأنه ليس لدى الغرب أي حق أخلاقي في إملاء إرادته في حين يقسم العالم إلى دول متحضرة وأخرى متوحشة.
لجوء للناتو
وفي ظل هذه التطورات، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده اتخذت ما وصفها بالخطوة الحاسمة، بالتوقيع على طلب الانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسا، مضيفا -في فيديو بُث على الإنترنت- أن التفاوض لن يتم إلا مع رئيس جديد في الكرملين.
وفي وقت سابق، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن مجلس الأمن القومي والدفاع بحث تدابير ضمان الأمن الجماعي على المستويين الأوكراني والأوروبي.
كما أكدت أن الاجتماع الذي تمّ برئاسة زيلينسكي بحث التصدي لمحاولات روسيا ضمّ أراض أوكرانية، وذلك قبل الإعلان رسميا عن ضمها بالفعل من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
مواقف دولية
وفي ردود الفعل الدولية على خطاب بوتين وإعلانه ضم المناطق الأوكرانية، قالت وزارة الخارجية الصينية "موقفنا تجاه أوكرانيا ثابت، ويتمثل في احترام سيادتها مع مراعاة الهواجس الأمنية لأي دولة أخرى"، وأضافت "مستعدون للعمل مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد في أوكرانيا".
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن "الاتحاد الأوروبي ومواطنيه يقفون مع سيادة أوكرانيا وحقها في الدفاع عن أراضيها حتى تحريرها"، بينما قالت المفوضية الأوروبية إن شبه جزيرة القرم وخيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك أراض أوكرانية، ولن تعترف أبدا بضمها إلى روسيا.
كما دانت الخطوة كل من وزارة خارجية بريطانيا التي أبلغت سفير روسيا احتجاجها والخارجية الرومانية والخارجية النمساوية والخارجية البولندية والرئاسة المولدوفية.
وفي الشأن ذاته، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن "الحلف لن يدخل في نزاع عسكري مباشر مع روسيا، ونحن لسنا طرفا في الصراع، ودورنا يتمثل في حماية سيادة أوكرانيا"، مضيفا "نواجه في أوكرانيا حربا ذات خطورة طويلة الأمد، ودعمنا كييف لكي لا تكون للحرب كلفة باهظة علينا".
وقال وزراء خارجية مجموعة السبع "لن نعترف أبدا بالاستفتاءات المزيفة في أوكرانيا التي أجريت تحت تهديد السلاح، ونجدد التأكيد أن دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا والقرم أراض أوكرانية".
كما قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن "سنحاسب ومعنا دول مجموعة السبع أي كيان أو فرد أو دولة تقدم دعما سياسيا أو اقتصاديا للخطوات الروسية"، متوعدا بفرض عقوبات قاسية على "مسؤولين حكوميين وعائلاتهم في روسيا وبيلاروسيا".