بيت لحم - معا- كشفت صحيفة هآرتس العبرية، صباح اليوم الأحد 02 أكتوبر 2022، على تفاصيل استشهاد الطفل ريان سليمان (07) أعوام، من تقوع شرق بيت لحم ، بعد سقوطه من علو عقب مطاردة من جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام.
وقالت الصحيفة العبرية، عقب استشهاد الطفل "ريان" إن هذه الحادثة أوضحت حقيقة واحدة بأن الأطفال الفلسطينيين يعيشون في واقع مرعب.
ولفتت الصحيفة في تقرير مطول لها عن الشهيد الطفل سليمان، إلى أن مداهمات الجيش الإسرائيلي لمنازل الأطفال، ووجود قواته في الشوارع وبالقرب من مدارسهم أصبح أمر شائع، وهو ما يحول حياتهم إلى رعب.
وأضافت، "قال أحد الأطفال من سكان المنطقة للصحيفة العبرية، إن الجنود في تلك الحادثة يوم الخميس الماضي، كانوا يبحثون عن الصغار؛ بينما قالت طفلة في العاشرة من عمرها وهي ترتجف، أنها شاهدت الجنود وكانوا يركضون خلفها وخلف بعض الأطفال بدون أي سبب".
فيما قالت والدة تلك الطفلة، إن جنود الاحتلال وصلوا إلى منزلها وأبلغوها أنهم يبحثون عن أطفال كانوا يرشقون الحجارة، وحاولوا اقتحام المنزل ولكنها تصدت لهم، وقالت لهم إن المنزل يتواجد فقط بداخله النساء، إلا أنهم اقتحموه وفتشوه لمدة 10 دقائق، وسط بكاء شديد من أطفال المنزل بسبب خوفهم من الجنود وأسلحتهم. وفق الصحيفة
وتابعت هآرتس: "وجد والد الطفل ريان الذي كان من المفترض أن يحتفل بعيد ميلاده الثامن هذا الشهر، وجده مستلقيا على الأرض، ولم ير أحد لحظة سقوطه، وتؤكد عائلته وكذلك الأطباء أنه كان بصحة جيدة وسليمًا ومعافا، وأنه استشهد بفعل سكتة قلبية تعرض لها بعد ملاحقته إلى جانب مجموعة من الأطفال".
وزادت، "يقول ياسر سليمان والد الطفل ريان، إن نجله عاد يوم الخميس من مدرسة القرية، وكان سعيدا بعد أن أقيم حفلا هناك، وقرابة الساعة 12 سمع ابنه يصرخ وهو يقف عند نافذة غرفة المعيشة في المنزل بالطابق الثاني المطل على الشارع، وقال حينها "الجيش يطارد الأطفال"، وصل إلى النافذة وكان ابنه واقفا ورأى 3 جنود يطرقون أبواب منازل مجاورة، ويدخلون بعضها، وسمع جنديًا يصرخ على شقيقته التي تسكن في أحد تلك لمنازل".
وعندما طرق الجنود باب منزله، نزل إليهم ياسر، وقال له الجنود أنهم يريدون إنزال أطفاله، بحجة أنهم ألقوا الحجارة على الطريق، ولكنه أبلغهم أن أبنائه لم يلقوا الحجارة، ووصفه الجندي بـ "الكاذب"، ونادى على طفليه خالد (12 عاما)، وعلي (11 عاما)، واستجوب الجنود أطفاله لنحو 10 دقائق في الساحة التي تقع خارج باب للنزل، واتهموهم بإلقاء الحجارة، وأبلغوهم الأطفال أنهم لم يفعلوا ذلك، ولكن أصر الجنود وسألوهم من فعل ذلك. وفق هآرتس
وبعد أن غادر الجنود المنزل، غادر ياسر منزله، إلى منزل أخته ليرى ما حدث هناك، وبينما كان هناك اتصل به أحد الجيران وقال إن ابنه ريان مستلقيا على الأرض بالقرب من باب الفناء الخلفي للمنزل، ووصل إلى هناك بسرعة.
يقول ياسر: "رأيت ريان ملقى على وجهه.. حملته بين يدي ولم أشعر بنبض.. صرخت من أجل إحضار سيارة.. سكبنا الماء على وجهه لكنه لم يتحرك"، مشيرا إلى أنه نقله إلى عيادة محلية ومن هناك إلى المستشفى حيث أعلن عن وفاته.
ويضيف الأب: "في الطريق التي رأينا فيها الجنود، توقفنا وأخبرتهم أن ذلك حدث بسببهم، وصرخ أحدهم في وجهي وأشار بيديه إلى أنه لا علاقة لهم به".
وبحسب ياسر، لم ير أحد لحظة انهيار ريان، ولا أحد يعرف ما إذا كان هناك جنود عندما حدث ذلك، ولم يعرف تفاصيل ما جرى، لكنه يؤكد أن ابنه كان خائفا من الجنود الإسرائيليين، وقال: "استشهد من الخوف"، مشيرا إلى أنه قبل بضعة أسابيع تعرض لنوبة خوف حين دخلت قوات عسكرية للحي، وجاء حينها إلى غرفته وأيقظه من النوم، وقال: أبي، الجيش هنا.
في حين يقول الوالد، إنه لا زال لم يصدق ما حصل، وإخوته لم يستوعبوا أو يفهموا بعد أن أخيهم لن يعود إليهم.
أما معلمة في مدرسة القرية تقول، إن الجنود الإسرائيليين يتمركزون باستمرار قرب المدرسة، ونخاف يوميا على حياة الأطفال، حتى أن بعض المعلمين والمعلمات يرافقون الطلبة في الطريق خشية من تعرضهم للأذى، مشيرة إلى أن استشهاد ريان أثر على الأطفال ومنهم طفلها الذي لا يريد العودة إلى المدرسة، وتقول: "ابني لما يأكل شيئا منذ تلك اللحظة، ويقول لي إذا ذهبت إلى للمدرسة سأموت". بحسب ما نقلت الصحيفة العبرية