السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ياسر عبد ربه: نرفض بشدة مشروع حماس لأنه يقدم خدمة لخطة أولمرت

نشر بتاريخ: 12/03/2006 ( آخر تحديث: 12/03/2006 الساعة: 03:04 )
رام الله - معا - قال ياسر عبد ربه القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية أن فتح لا تستطيع أن تقبل بالمشاركة في حكومة وفق برنامج حركة حماس الذي سيؤدي إلى عزلة الشعب الفلسطيني والى خسارة كثير من المكاسب التي حققناها وإلى تراجع الاعتراف الدولي بالفلسطينيين.

وأضاف في مقابلة مع " اذاعة سوا الامريكية" أن الحركة ترفض بشدة مشروع حماس لأنه سوف يقدم خدمة لخطة أولمرت.

وفيما يلي نص المقابلة التي أجريت معه

س - كيف تنظرون إلى خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة ايهود أولمرت الذي تعهد بترسيم حدود إسرائيل خلال أربع سنوات؟

ج - ليست هذه خطة لترسيم الحدود بقدر ما هي عملية للاستيلاء على معظم أراضي الضفة الغربية و القدس الشرقية. وهي عملية تخالف القانون الدولي وتحشر الشعب الفلسطيني في معازل مُغلقة تسيطر عليها إسرائيل داخل المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في الضفة الغربية.

ولهذا السبب فنحن لا نرفض فقط هذا المشروع ولكننا سنواجه بكل طاقاتنا أي محاولة لرسم مستقبل شعبنا وفرض حل احادي من جانب إسرائيل يؤدي إلى تدمير كل مقومات الحياة والتطور عند الشعب الفلسطيني.

س - اولمرت يقول صراحة انه يريد أن يحتفظ بالقدس وبمنطقة وادي الأردن وبثلاث مستوطنات كبرى في الضفة الغربية، برأيك ما هي هذه المناطق التي يريد أن يحتفظ بها في الضفة الغربية ؟

ج - أولا هي ليست ثلاث مناطق فقط ولكنهم يتحدثون عن سبع تجمعات استيطانية. هذه التجمعات تؤدي إلى تمزيق الضفة الغربية إلى ثلاثة (كنتونات) منفصلة عن بعضها البعض.
من ناحية أخرى، فان الاستيلاء على القدس وعلى أغوار الأردن سيؤدي إلى حرمان الضفة الغربية من أي حدود لها مع العالم وتصبح الضفة الغربية مجرد مناطق معزولة مسيطر عليها. وهذا يقود من ناحية إلى الاستيلاء على ما يزيد عن 40 بالمئة من أراضي الضفة وعلى كل مصادر المياه في الضفة ما يؤدي إلى تجفيفها وجفاف الحياة فيها كما يمنع قيام دولة فلسطينية متصلة ومترابطة في الضفة الغربية.

ونحن في هذه الحالة سنسحب دعوتنا للمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة لأنه ليس هناك إمكانية لقيام هذه الدولة مادامت إسرائيل قد استولت على معظم أراضينا وعلى حدودنا وعلى مناطقنا كلها وسوف نطالب بدولة واحدة بصوت واحد لكل شخص في هذه الدولة سواء أكان عربيا أم إسرائيليا، دولة ديموقراطية واحدة، هذا هو المخرج لهذا النظام العنصري الذي تعزم إسرائيل إقامته.

س - وكيف ستتقاسمون السلطة مع الإسرائيليين في وقت تبدو حركة فتح وحركة حماس عاجزتين عن توحيد الموقف وتشكيل حكومة اتحاد وطني؟

ج - ألا تكون هناك حكومة وحدة وطنية لا يعد عجزا. وليس من الضروري في أي مكان في العالم أن تتحد كل الأحزاب التي تنجح في الانتخابات والتي تفشل فيها مع بعضها بعضا لإقامة حكومة موحدة.

الحكومة تعتمد على البرنامج. حركة حماس لها برنامجها وهي قد نالت ثقة الناخب لتشكل الحكومة بناء على الأغلبية التي نالتها.

لكننا لا نستطيع أن نقبل بالمشاركة في حكومة وفق برنامج حركة حماس الذي نعرف مسبقا أنه برنامج سيؤدي إلى عزلة الشعب الفلسطيني وسيؤدي الى خسارة كثير من المكاسب التي حققناها وسيؤدي إلى تراجع الاعتراف الدولي بنا ولن يؤدي في المقابل إلى تحقيق أي انجازات أو مكاسب بل سيعطي لإسرائيل الفرصة لفرض الحل من طرف واحد بدعوى أنه لا يوجد شريك فلسطيني تتعامل معه. وهذا سيوفر لإسرائيل الفرصة التي كانت تبحث عنها.

س - هل تعطي خطة أولمرت بعض الأرجحية لمنطق حركة حماس بمراجعة كل الاتفاقات التي عقدتها السلطة وبشرعية أعمال المقاومة؟

ج - يبدو أن خطة أولمرت وخطة حركة حماس تلتقيان مع بعضها البعض. اولمرت لا يريد شريط فلسطيني وحماس لا تريد شريك إسرائيلي وهذا يعني أن الطرف الأقوى في مثل هذا الوضع هو الذي سيفرض حله ومشروعه أي إسرائيل واحتلالها.

بالنسبة لأولمرت حماس وبرنامجها ورفضها للتفاوض ولحل يقوم على التفاوض وقبولها بأي حل مفروض من جانب إسرائيل لا يتضمن تفاوضا.

هذا كله يسهل على الإسرائيليين ما يريدونه. ولهذا السبب نحن نرفض بشدة مشروع حماس لأنه سوف يقدم خدمة لخطة أولمرت.