غزة- معا- أعلن الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" صالح رأفت أنه سيغادر إلى الجزائر للمشاركة في جلسات الحوار الوطني الفلسطيني التي تستضيفها وترعاها القيادة الجزائرية وتعقد هناك يومي الحادي عشر والثاني عشر من الشهر الجاري بعد تلقيه دعوة جزائرية رسمية بهذا الخصوص.
وقال رأفت إن وفد "فدا" إلى الجزائر سيكون برئاسته وعضوية أعضاء المكتب السياسي رتيبة النتشة ومحمد الطيب وسعدي أبو عابد، مضيفا أننا نذهب إلى جلسات الحوار الوطني الفلسطيني في الجزائر وكلنا عزم على التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام التي نشأت عام 2007 نتيجة الانقلاب الذي تم على الشرعية من قبل حركة حماس وما نجم عنه من تداعيات سياسية واجتماعية ألحقت أفدح الأضرار بالقضية الوطنية الفلسطينية وبصورة النضال الوطني الفلسطيني العادل وبالنسيج المجتمعي الفلسطيني واستغلتها إسرائيل على المستويين الاقليمي والدولي للتنصل من كل التزاماتها تحت ذريعة "إن الفلسطينيين منقسمين وغير مؤهلين لادارة أنفسهم بأنفسهم" و "أنه ليس هناك شريك فلسطيني واحد نتفاوض معه".
وأوضح رأفت أنه من غير المقبول ومن غير المبرر التذرع بأية ذريعة لعدم طي صفحة هذا الانقسام البغيض واستعادة الوحدة الوطنية وهناك اتفاقات تم التوصل إليها بالخصوص وما علينا إلا الرجوع إليها وتنفيذها دون انتقائية أو إبطاء أو تأجيل، مشددا على أن الوضع الفلسطيني خطير وجد حرج ومستوى العدوان الاسرائيلي وصل إلى أقصى حدوده من جرائم قتل ميدانية وتكثيف للاستيطان ومصادرة للأراضي واعتقالات وهدم للبيوت واعتداءات على المقدسات المسيحية والاسلامية الأمر الذي يفرض علينا أن نكون موحدين لنستطيع صد هذا العدوان واجبار إسرائيل على وقف جرائمها واعتداءاتها والانصياع لحقوقنا والموقف الدولي الذي لا يزال إلى جانب هذه الحقوق والحلول الكفيلة بذلك وعلى رأسها حل الدولتين.
وأشار رأفت إلى أن إنهاء الانقسام والتوصل إلى مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية سيشكل مدخلا لحوار وطني فلسطيني شامل تشارك فيه كل القوى والفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد الاسلامي للاتفاق على استراتيجية فلسطينية سياسية وكفاحية جديدة تكون بمستوى التحديات وقادرة على مجابهة الصلف الاسرائيلي وتقطع مع كيان الاحتلال وكل الاتفاقيات لتي أبرمت معه وبادر هو نفسه بإلغائها، أولا بالاعلان صراحة عن ذلك، وثانيا بممارساته على الأرض، وهناك قرارات فلسطينية جاءت ردا على ذلك وآن الأوان لتنفيذها الفوري وفي مقدمتها وقف ما يسمى "التنسيق الأمني".
إن إصلاح وتطوير ودمقرطة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورها وضمان قيامها بالمسؤوليات المناطة بها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كل أماكن تواجده سيكون تحصيل حاصل بعد التوصل إلى مصالحة وطنية تنهي الانقسام، وعلى الفور سيكون ذلك مقدمة للذهاب إلى انتخابات عامة ورئاسية وللمجلس الوطني من أجل تجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني ودمقرطة هذا النظام وتقوية بنيانه وتصليب عوده، شدد الأمين العام لـ "فدا".
وقال إن دعوة الجزائر كريمة ومقدرة وهي تأتي من دولة شقيقة وقفت وما تزال إلى جانب شعبنا الفلسطيني ونضاله العادل وقدمت الكثير الكثير من أجل ذلك وسيبقى شعبنا يحفظ هذه الوقفة الأخوية الجزائرية وهي ليست غريبة على قيادة وشعب وحكومة الجزائر الذين يشهد لهم بمواقفهم القومية والعروبية.
وتمنىرأفت للقمة العربية التي ستستضيفها وترأسها الجزائر أن تنجح نجاحا باهرا، مشيرا إلى المسؤوليات الملقاة على عاتق هذه القمة لدعم شعبنا سياسيا وماديا خصوصا، للتأكيد مجددا على مبادرة السلام العربية والالتزام بها ومحاسبة كل من خرقها من أنظمة التطبيع والطلب من هذه الأنظمة للعودة عن مسار التطبيع المجاني المهلك الذي ساروا فيه، خلافا للمبادرة من جهة، وخلافا لمقررات قمم الجامعة العربية نفسها، من جهة ثانية، كما على هذه القمة الزام الدول العربية على الوفاء بالتزامتها المالية تجاه دولة فلسطين والشعب الفلسطيني وتسديد ما عليها من دفعات مالية متأخرة.