لندن- معا- دفعت وتيرة التقدم الأوكراني في شرق وجنوب البلاد على حساب الروس خبراء عسكريين لتوقع انتهاء المعارك بحلول الكريسماس.
وبالنسبة لمراقب خارجي قد يبدو الأمر تفكيرا بالتمني، لكن مصدرا كبيرا بالحكومة البريطانية قال لصحيفة "التايمز" البريطانية إنه إذا استمر تقدم كييف فسيتم دفع القوات الروسية خارج دونباس والعودة إلى روسيا بحلول نهاية العام.
لكن ستكون استعادة شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، أصعب. ويحتمل أن تكون خسائر الأرواح بين الأوكرانيين ضخمة، وتفضل بعض الشخصيات العسكرية في البلاد نهجا أبطأ، وأكثر تكتيكية. وفي كلتا الحالتين، لا توجد بادرة على توقف القتال في الشتاء.
وأشارت "التايمز" إلى أن التفاؤل بين الساسة البريطانيين يرجع إلى النجاحات التي حققتها أوكرانيا، وليس إلى معلومات استخباراتية محددة.
زابوريجيا بلا كهرباء خارجية.. وتحرك لإنشاء منطقة آمنة قبل نفاد الوقت
وقال بين هودجز، القائد السابق للقوات الأمريكية في أوروبا، إن الصفوف الروسية تنهار، مضيفا: "بناء على جميع الأشياء التي نراها هناك شعور بالانهيار، على الأقل في منطقة دونباس، وأعتقد أن الروس سيتم دفعهم خارج خط 23 فبراير/شباط بحلول نهاية العام"، في إشارة إلى التاريخ قبل بدء الحرب الشاملة، "إنه جيش تعرض للهزيمة".
وبريطانيا من أكثر الدول الغربية دعما لأوكرانيا، وبشكل عام هناك موجة تأييد واسعة في غالبية دول أوروبا لكييف.
وتنفي روسيا وجود انهيار في صفوفها، لكن هناك مؤشرات على تراجع ملحوظ في وتيرة التقدم الروسي كما تشير بيانات صادرة من موسكو إلى أن الجيش الروسي فقد مواقع كان قد سيطر عليها في وقت سابق.
وبالنسبة للقرم، أعتقد أن هذا قد يستغرق حتى فترة الصيف بسبب طبيعة القوات قرب شبه الجزيرة. وإذا تمكن الأوكرانيون من استعادة خيرسون -الميناء الواقع على البحر الأسود الذي يضيقون الخناق عليه- قد يتمكنون من الدفع داخل نطاق القرم.
وبعد ذلك، يمكنهم نشر راجمات الصواريخ طويلة المدى التي قدمتها أمريكا وبريطانيا والتي يمكنها ضرب أهداف على مسافة 50 ميلا. وقال هودجز، الذي قاد القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان: "بمجرد فعل ذلك، سيحاصرون القرم".
وكشفت تقارير سابقة عن أن الإخفاقات الروسية في ساحة المعركة أوجدت انقسامات في الكرملين، وأدت إلى تعديلات بكبار القيادات.
وأفادت الخدمة الإخبارية الروسية بهيئة الإذاعة البريطانية الليلة الماضية بأن موسكو أقالت قائد منطقتها العسكرية الشرقية، بدون مزيد من التفاصيل.
وما يريده الأوكرانيون حقا من أمريكا هو النظام الصاروخي التكتيكي، وهو صاروخ بعيد المدى يطلق من الأرض ويمكنه ضرب أهداف على مسافة 190 ميلا برأس حربي يحتوي على نحو 375 رطلا من المواد المتفجرة، أي أكبر بـ50% من قدرته الحالية. ومع هذا النطاق، قد يحاول الأوكرانيون استعادة القرم.
مع ذلك، قال ماتيا نيليس، محلل يركز على الشؤون الأوكرانية، إن فكرة انتهاء الحرب بحلول نهاية العام "مستحيلة"، منبها إلى أن روسيا لا يزال لديها العديد من القوات والأسلحة في خيرسون.
وأضاف: "ربما يمكن لأوكرانيا استنزاف تلك القوات بحلول نهاية العام وجعلهم ينسحبون شرق دنيبرو، لكن هذا ليس كافيا لجعل الجبهة في الجنوب تنهار".
وأهم ما في الأمر هو مدى قدرة أوكرانيا على حشد هجوم جديد من مدينة زابوريجيا في الجنوب باتجاه ميليتوبول، إحدى أولى المدن التي سقطت بعد شن روسيا العملية العسكرية.
وقال نيليس: "إذا حدث ذلك وحقق نجاحا يمكننا رؤية انهيار كامل للجبهة الجنوبية. لكننا بعيدون عن ذلك حاليا".
وقالت الاستخبارات البريطانية إن الدبابات الروسية المعاد استخدامها في أغراض أخرى تشكل الآن جزءًا كبيرًا من الدروع الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع إن أوكرانيا ربما استولت على ما لا يقل عن 440 دبابة قتال روسية رئيسية، وحوالي 650 مركبة مدرعة أخرى. ولا يمكن التحقق من أرقام الخسائر من طرف مستقل.