القدس- معا- لم تقتصر استباحة "جماعات الهيكل المزعوم" بأعداد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، خلال أسبوع عيد العرش، بل تعدى ذلك لطريقة الاقتحام والصلوات وتقديم القرابين النباتية فيه، بدعم وحماية من قوات الاحتلال، وفي ظل تطبيق عملي للتقسيم الزماني للمسجد الأقصى؛ بمنع المسلمين من الدخول اليه منذ صلاة الفجر حتى قبل العصر "حتى انتهاء فترتي الاقتحامات".
4795 متطرفا، اقتحموا الأقصى خلال "اسبوع عيد العرش"، صلوا فيه وأدوا طقوسهم الدينية، وتمكنوا مرتين من ادخال القرابين "تقديم القرابين النباتية" في الأقصى بشكل علني وبحماية الشرطة، وسمحت لهم بإخراج القرابين فور وصولهم المنطقة الشرقية "بالقرب من مصلى باب الرحمة"، المرة الأولى كانت بتاريخ 11/10 والثانية يوم أمس 16/10، إضافة الى سجود جماعي وترديد الصلوات بصوت علني خلال اقتحام المسجد.
أما أبواب الأقصى -من الجهة الخارجية- فكانت واجهة لمئات المستوطنين لاداء الصلوات وتقديم القرابين، وبشكل خاص "سوق القطانين" الذي أديت فيه الصلوات الجماعية على مدار اسبوع عيد العرش، في ساعات الصباح الباكر، واجبر أصحاب المحلات على تأخير فتح محلاتهم لأكثر من ساعة حتى انتهاء صلاة المستوطنين.
وعلى مدار الاسبوع نظم المستوطنون المسيرات في شوارع البلدة القديمة، خاصة في شارع الواد وصولا الى حائط البراق.
واليوم الإثنين، أدى المستوطنون الصلاة ومعهم الادوات الموسيقى عند باب الاسباط في ساحة الغزالي، سبقها صلاة في شارع الواد، وهي احتفالات بما يسمى "ختمة التوارة".
أما ساحات الأقصى، فبدت وعلى مدار "اسبوع عيد العرش" شبه فارغة من المصلين، بسبب القيود والتشديدات التي حالت دون دخول من تقل أعمارهم عن ال50 عاما من الوصول اليه والصلاة فيه، وكان المنع يبدأ منذ صلاة الفجر حتى الساعة ثالثة عصرا، حيث تبلغهم القوات المتمركزة على أبواب الأقصى "يمنع الدخول العودة بعد الساعة الثالثة"، وأكد المصلون أن هذا الإجراء يتبع خلال الاعياد اليهودية حيث تحاول سلطات الاحتلال تطبيق التقسيم الزماني في الأقصى، وهذا العيد شددت على ذلك، فالقوات منعت بشكل نهائي الدخول الى الأقصى باستثناء "موظفي الأوقاف وطلبة المدارس وكبار السن"، وكذلك أخرجت الشبان والنساء الذين تمكنوا من التواجد في الأقصى.
ولفت المصلون أن قوات الاحتلال ومنذ منتصف الشهر الماضي، اصدرت عشرات "قرارات الإبعاد عن البلدة القديمة والأقصى".
أما البلدة القديمة، فحولت لثكنة عسكرية، بانتشار القوات في الطرقات والأزقة ونصب السواتر الحديدية، وتوقيف الشبان وتحرير الهويات، والاعتداء على المصلين بعد منعهم الدخول الى الأقصى، خاصة في منطقة باب السلسلة، حيث اعتدت القوات عدة مرات بالضرب والاعتقال على المصلين من الرجال والنساء، ونفذت اعتقالات.
وتحولت مقبرة باب الرحمة "الواقعة عند السور الشرقي للأقصى" هذا العيد وخلال عيدي "رأس السنة العبرية والكيبور" لمكان للصلاة لعشرات المستوطنين، وقاموا بالنفخ عدة مرات بالبوق، وآخرها كان يوم أمس بالصلاة الجماعية فوق قبور المسلمين.