رام الله- معا- دعا متحدثون في ندوة "القمة العربية في الجزائر- الواقع والتحديات" التي نظمها معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، إلى ضرورة توفير ضمانات عربية لتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطيني الذي تم توقيعه في الجزائر مؤخرا.
واكد المتحدثون أن الظروف المحيطة بالشعب الفلسطيني واحتدام الصراع مع سلطات الإحتلال الإسرائيلي، تتطلب تجاوز الانقسام نحو وحدة وطنية حقيقية، تحشد كافة الطاقات والجهود لتعزيز صمود وكفاح الشعب الفلسطيني، تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
ورحب الدكتور نايف جراد مدير عام المعهد في بداية الندوة بالمشاركين والحضور، مؤكدا أنه رغم الظروف الصعبة والتجربة الفلسطينية المريرة مع القمم العربية السابقة، إلّا أن الفلسطينيين يتطلعون بأمل وترقب إلى ما يمكن أن يخرج عن هذا الاجتماع المهم من قرارات من شأنها دعم الموقف الفلسطيني، آملا من الأشقاء العرب أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية القومية التي تفترض نصرة فلسطين وممارسة الضغط اللازم اقليميا ودوليا لدعم الموقف الفلسطيني في المطالبة بالحماية الدولية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية لتأمين الحل العادل للقضية الفلسطينية.
وتحدث في الندوة كل من سفير فلسطين في الجزائر الدكتور فايز أبو عيطة، والبروفيسور الجزائري إدريس عطية، والمفكر والكاتب عضو مجلس النواب المصري سابقا الدكتور سمير غطاس.
أكد السفير الفلسطيني أن الرعاية الجزائرية للحوار وتوقيع إعلان المصالحة الفلسطيني الفلسطيني ينبع من الموقف الثابت للجزائر الداعم تاريخيا لفلسطين والقضية الفلسطينية، والمتوافق مع إدراك الفلسطينيين لخطورة المرحلة وحجم التهديدات المحدقة بالقضية الفلسطينية، التي تستدعي الوحدة، معبرا عن شكره للجزائر حكومة وشعبا وقيادة وعلى رأسها السيد الرئيس تبون لما بذلوه من جهد للخروج بهذا الاعلان ولدعمهم المستمر لفلسطين. فيما أوضح أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الجزائرية الدكتور/ إدريس عطية، أن الجزائر في طور استعادة دورها الطبيعي عربياً من خلال المساهمة في حلحلة ملفات وأزمات الدول العربية وقد جاءت مبادرة احتضان المصالحة الفلسطينية في هذا الإطار، وتسعى الجزائر على المستوى الإقليمي إلى أن تأخذ الجامعة العربية كمنظمة إقليمية مكانتها كتكتل مهم في ظل التغيرات الدولية التي بدأت إرهاصاتها بالتحول من عالم أحادي القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب، داعياً إلى تغليب لغة المصالح بين دول الجامعة العربية على الخلافات البينية، واغتنام الفرص المتوفرة للتكامل العربي وفق النموذج الأوروبي (خطوة بخطوة).
ومن جانبه لم يخف رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور/ سمير غطاس تشاؤمه وانخفاض مستوى توقعاته من اجتماع القمة العربية في الأول والثاني من شهر نوفمبر القادم في الجزائر في أن ترتقي إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لهجمة استيطانية واستعمارية وحصار وقتل في الضفة وغزة، أو أن توقف قطار التطبيع مع إسرائيل. وأما بالنسبة لاعلان المصالحة في الجزائر، فإكد غطاس أنه وبحكم التجربة يرى أنه لا تتوفر الارادة لدى حركة حماس لانجاز المصالحة نظرا لارتباطاتها الاقليمية وعلاقتها العضوية بحركة الاخوان المسلمين، مشيرا أن استمرار الانقسام هو مصلحة اسرائيلية ترتبط باستراتيجيتها لمنع إقامة كيان فلسطيني مستقل، داعياً القمة العربية إلى تشكيل لجنة مصغرة تتابع وتراقب وتحاسب تنفيذ هذا الاتفاق أو أي اتفاق ترى فيه حماس مناسباً، وبحيث يشار إلى الجهة التي تتحمل المسؤولية عن تعطيل.
وقد شهدت الندوة مشاركةً وتفاعلاً من قبل الحضور من مصر والجزائر والسعودية وهولندا والسويد ولبنان والأردن بالإضافة إلى فلسطين، وجرى في ختامها التأكيد على أهمية تنظيم ندوات متخصصة لمناقشة الخيارات الاستراتيجية أمام العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً في ظل التهديدات الدولية والأزمات المحلية. هذا وقد تولى الدكتور حسين رداد الباحث المشارك في المعهد المختص بالدراسات الاستراتيجية ادارة الندوة.