غزة- خاص معا- في مخيم رفح، فتحت ثلاث عائلات بيوت عزاء لأبنائها الذين توفوا إثر غرقهم قرب شواطئ تونس خلال محاولاتهم الهجرة لاوروبا، فيما يستبد القلق بعدد آخر من المفقودين بانتظار معرفة مصير أبنائهم.
وتجلس والدة الشاب يونس الشاعر في استقبال المعزين وهي تواصل البكاء على ابنها اليتيم الذي تأكدت وفاته، وتقول لمعا إن ابنها غادر القطاع في شهر فبراير من العام الحالي باتجاه مصر ومنها إلى ليبيا قبل أن يتوجه لتونس للهجرة بعد أن فشل في ذلك من خلال ليبيا.
واكدت الأم أنها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع لا تعلم عنه شيئا حتى بدأت الاخبار تتوارد عن وفاته.
وعن أسباب هجرة يونس قالت "إن والده توفي ويونس لا يزال في العاشرة من العمر وأن الظروف الاقتصادية منعته من إكمال تعليمه الجامعي وأن هجرة عدد من أقاربه وأصدقائه جعلته يفكر بالهجرة بشكل كبير".
وتبكي الأم بحرقة وتقول "في العام 2018 قصف الاحتلال ابني الكبير وقطعت قدماه واليوم يموت يونس غرقا، يا رب الهمني الصبر وارحم يونس".
ودعت الأم المسؤولين بغزة اولا والضفة ثانيا إلى حل مشاكل الشباب حتى لا تتكرر المأساة.
مفقودون
الصورة في منزل المواطن طلال الشاعر فالصورة كانت متشابهة، اثنان من أبنائه كانا على نفس السفينة التي غرقت بتونس لكنه لا يملك أي معلومة حول مصيريهما.
ويقول الأب لـ معا إنه أجرى اتصالا معهما في الرابع من الشهر الحالي وقالا له إنهما سيركبان سفينة الهجرة ومن ذلك الوقت لم تذق عيناه النوم بانتظار أي معلومة حول مصيرهما.
ويوضح أنه يخفي مصير أبنائه محمد وماهر عن أمهما التي لا تعلم شيئا مما يجري.
وأضاف :"أولادي ماهر ومحمد الشاعر، ماهر عمره 19 سنة ومحمد عمره 21 سنة، حاولا ان يعملا في رفح، لكن الوضع صعب جداً فسافرا على مصر وأمضيا شهرين وبعدها، توجها الى ليبيا، واستقرا حوالي مدة 3 أشهر ونصف".
وأوضح "أنه تلقى اتصال أنهم عثروا على جثة اثنين من الشباب هما يونس الشاعر ومقبل عاشور وباقي الشباب مصيرهم مجهول، مشيرا إلى أنه يتواصل مع السفارة منذ 22 يوما دون جدوى".
وناشد الرئيس محمود عباس والسفارة الفلسطينية بتونس بالعمل بشكل جاد لمعرفة مصير أبنائه.
وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية رسمية لعدد ضحايا الهجرة من غزة إلا أن هناك قائمة غير رسمية تضم أكثر من 100 شاب وامرأة مفقودين حتى الآن.
للمزيد في التقرير التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=t0l38a-L9SI&feature=youtu.be