غزة- معا- أحيت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الذكرى السابعة والعشرين لاغتيال مؤسسها الشهيد فتحي الشقاقي على يد الموساد الاسرائيلي في مالطا.
وشارك في المهرجان قيادات من العمل الوطني ورجال دين وكوادر الحركة.
وأكد القيادي البطش،" أن الدكتور الشقاقي وضع المنهج والرؤيا، والتي أضحت نبراساً لحملة مشتعل التحرير في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق، وباتت معايير ومحددات الصراع التي وضعها الدكتور الشقاقي برفقة إخوانه المؤسسين تشكل طوق نجاة في أخطر الأزمات وأشد الظلمات حلكة في عالمنا العربي خاصة في عشرية ما يسمى بالربيع العربي ، فلم تهتز محددات الموقف الجهادي من وحدانية العداء للمشروع الاسرائيلي، ولا من مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية والإسلامية، ولا من التمسك بمشروع وحدة الأمة الكبرى بمكوناتها الفقهية والعرقية والقومية والإسلامية والمسيحية العربية التي تقاتل الاحتلال، حيث تقف كل هذه المكونات لتحمي حقوق الأمة وتمنع المحتلين من سرقة خيراتها وهدر كرامتها، ولا بد من ضرورة وحدة البنادق في خندق المواجهة مع المحتل بين المقاتلين كما تجسدها اليوم كتائب جنين وقائدها الشهيد جميل العموري وكتيبة طوباس وكتيبة طولكرم وكتيبة نابلس وكذلك مجموعات لواء الشهداء ومقاتلي "عرين الأسود في نابلس، والتي فشل الاحتلال أمس في تصفيتها وبقيت شامخة شموخ جبال جرزيم وعيبال وجبال الخليل ،فتحية إلى مقاومتنا الباسلة في الضفة الغربية والتحية إلى شهدائها الأبرار".
وقال:" في ذكرى الدم والشهادة .. ذكرى الوفاء للمؤسس ورفاقه الأوفياء من الشهداء والأحياء من قادة حركتنا الأبية التي لم ينقطع المدد الإلهي لها ، حيث صار خليفته الدكتور رمضان شلح على نهجه وحمل الأمانة بصدق وإخلاص ليحمي وصيته ويصون عهده، ويمضي المشروع ليتسع ويتعزز وصولاً لأمين الدم والشهادة الأخ المجاهد أبو طارق النخالة حفظه الله، ليستكمل مفردات الشقاقي ومحددات شلح في إبقاء جذوة الصراع متقدة في مواجهة العدو الصهيوني وصولاً لتقاطع بنادق مقاتلي حلف القدس ومحور المقاومة على أرض فلسطين تجسيداً لمفهوم وحدة الساحات التي وضعتها الحركة كإحدى الخطوات الضرورية لتحقيق النصر."
وبين القيادي البطش أن الشقاقي، أعادَ تموضع الحركة الإسلامية في مواجهة الاحتلال والمشروع الغربي بالمنطقة ، كما تبنى فكرة تصحيح العلاقة بين القومي والإسلامي للنهوض بالأمة واستعادة دورها ونهضتها إدراكاً منه لأهمية هذه المكونات.
وقال" كما نجحت في تجاوز المذهبية الفقهية وصولاً إلى رحابة الإسلام المحمدي الذي جاء به سيدنا محمد ص، وإعادة الاعتبار للبندقية المقاتلة كي تقاتل وفق مشروع حضاري واضح، وليس لأجل مشروع سياسي مرهون بموازين القوى التي تصب في غير صالحنا الآن."
وبين القيادي البطش أن د. فتحي الشقاقي أعلن بوضوح في غير محفل رفضه لكل مشاريع التسوية مع المحتل والتخلي عن المقاومة، وأكد تمسكها بسلاح القسام والحسيني والقاوقجي، وغيرهم من قادة شعبنا.
كما أكد على اعتبار فلسطين قضية الأمة المركزية ومعيار كرامتها وعزتها وصحوتها، ودعا منذ التأسيس والنشأة إلى وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة مقاتليه في خندق الجهاد والمقاومة.
وقال البطش:" فلقد قتله الاحتلال في مالطا لكنه لم يقتل فكرة الجهاد في نفوس مجاهديه وتلاميذه ورفاق دربه فحمل الراية من بعده رفيق دربه د رمضان شلح ليسقي غرس الجهاد ويحمي عرين الشقاقي ويثار له ولجنده الميامين بسلسلة من عمليات الثأر المبارك التي أعلن عنها أمين عهده أبا عبد الله، بل ازدادت قوة الحركة وتوسعت حاضنتها الشعبية."
وتابع:" لقد كان لحركة الجهاد شرف لا تدعيه في شق طريق العمليات الاستشهادية بدءاً من محاولة المجاهدة عطاف مروراً بأنور عزيز وبيت ليد، وصولاً لعشرات العمليات التي قادها محمود الخواجا والدبش ومقلد حميد والدحدوح والشيخ خليل، وقيادة معركة جنين التي قدمت فيها سرايا القدس قادتها الكرام طوالبة وبدير ولؤي السعدي وصوالحة والعبيدي، وقائمة طويلة من الشهداء الكرام البررة. "
واستطرد:" لقد كان ميلاد الشقاقي الحقيقي ليس الرابع من يناير عام 1951 بل يوم إعلان مشروعه الثوري (الإسلام .فلسطين. الجهاد)، نعم لقد اغتالوك في السادس والعشرين من أكتوبر 1995 لكنهم لم ينجحوا باغتيال المشروع، ولم يغيروا مسار حركة الجهاد الإسلامي التي صارت رقماً صعباً إلى جانب قوى المقاومة على أرض فلسطين."
وتابع:" لقد عمّدت الحركة بدماء شهدائها في معركة زقاق الموت ومعركة جنين وما تخوضه كتائب سراياها المقاتلة في شمال الضفة الغربية روح الأمل من جديد في ربوع الضفة الغربية وربوعها بفعل إنجاز أبطال جلبوع في نفق استعادة الحرية للأبطال " محمود-محمد- يعقوب- أيهم –مناضل –زكريا " ليستلهم البطل / جميل العموري قوة اللحظة ويؤسس كتيبة جنين المباركة ويكسر حاجز السور الواقي الثقيل وليعطي شرارة البدء لانتفاضة الضفة المحتلة لتتسع يوماً بعد يوم ، ولتستمر الحركة في عطائها ولتقدم خيرة قادتها في معركة وحدة الساحات "القائد الحبيب تيسير الجعبري والقائد الحبيب خالد منصور ومن قبلهم صيحة الفجر ثأراً لدماء الشهيد بهاء أبو سليم وأبو هربيد والقائمة تطول من التضحيات . "
الشعبية
وأشاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين حسين منصور، اليوم الأربعاء، بمناقب "الراحل الدكتور فتحي الشقاقي مؤسّس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وببصماته التي تركها لنا، والتي أرست فكرًا مقاومًا أصبحت دليلاً ومرشدًا للسائرين على دروب الحرية".
وجاءت كلمة منصور باسم القوى الوطنيّة والإسلاميّة خلال لقاءٍ وطني نظمته حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزّة بذكرى استشهاد الشقاقي حمل عنوان "هذا نهجك والشهداء مداد".
وقال منصور: "اسمحوا لي في البداية أن أتقدّم إلى الأخوة في قيادة وأعضاء حركة الجهاد الإسلامي بالتهنئة بمناسبة حلول ذكرى انطلاقتهم"، موجهًا "تحية إجلال وإكبار إلى روح الشهيد القائد المؤسس والمفكر د. فتحي الشقاقي في ذكرى استشهاده. هذا الشهيد الاستثنائي الذي وهب عمره وفكره وجهده لشعبه ووطنه، وعمل بصمت في مختلف المواقع والميادين، عانى خلالها من ويلات الاعتقال والابعاد والملاحقة، ولم تبهره الأضواء أو المناصب وكمناضل كان على رأس تنظيم الجهاد الإسلامي".
وتابع منصور: "في حضرة هذا الحشد الكريم فلا يمكننا إلا أن نوجه تحية فخر واعتزاز إلى شهداء مدينة نابلس جبل النار، أبطال عرين الأسود الذين ترجلوا دفاعاً عن الوطن، الشهداء الأبطال وديع الحوح، تامر الكيلاني، حمدي شرف، علي عنتر، حمدي قيمي، مشعل بغدادي، والذين انضموا إلى كوكبة من أبطال المقاومة في الضفة الصامدة خاصة في جنين ونابلس، على خطى القادة الأبطال ياسر عرفات وفتحي الشقاقي وأحمد ياسين وجورج حبش وأبو علي مصطفى وجمال أبو سمهدانة وخليل الوزير أبو جهاد، وعبد العزيز الرنتيسي وعمر القاسم وأبو العباس وجهاد جبريل، وحيدر عبد الشافي، وسمير غوشة، وسليمان النجاب، ودلال المغربي، وباسل الأعرج، وأبو شريعة، وخالد منصور وتيسير الجعبري، وإبراهيم النابلسي وقافلة طويلة من شهداء شعبنا، ولا يمكننا في عجالة أن نسرد المحطات النضالية الزاخرة التي عاشها وخاضها المناضل الدكتور فتحي الشقاقي منذ انضمامه إلى النضال منذ نعومة أظافره، وتأسيسه لحركة الجهاد، وانتهاءً باستشهاده، فهو القائد الذي انشغل بهموم شعبه ووطنه والتي من أجلها دفع حياته ثمناً لها، مؤمناً بالوحدة الوطنية مُكرساً جل حياته من أجل إنجازها، الثابت على الثوابت، لم يتغير أو يتبدل ولم يحد يوماً عن مبادئه ومواقفه الوطنية، يشهد له العدو قبل الصديق، وكل من عرفه وتعامل معه، الإنسان المتواضع الغزير الثقافة، والقائد السياسي المتمرس، اللاجئ الذي سكنته أوجاع اللجوء وحددت معالم شخصيته، دمث الخلق، الواضح والصادق المشاعر، الحريص على قيم الحق والحرية، المنحاز دوماً للمصلحة الوطنية العليا، تجسدت في شخصيته أروع معاني النبل والوفاء، فهو الداعي لمواصلة الحوار بين قوى النضال الفلسطيني بهدف تعزيز مرتكزات القوة الأساسية في المسيرة الفلسطينية، والوسائل الكفيلة بدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته كأساس لبرنامج وطني يتجاوز أزمات التشرذم العربي ويواصل السير بالقضية في طريقها الصحيح".
وشدّد منصور، على أنّ "هذه الصفات الكريمة والثابتة جعلت منه أحد أهم المناضلين الذين تركوا في نفوس شعبهم أثراً عميقاً سواءً من ناحية تمترسهم خلف خيار المقاومة والالتفاف حولها في مواجهة العدو الصهيوني، أو في تكريس العمل الوطني الوحدوي، فقد كان بحق دون أي مبالغة رجل الإجماع الوطني، أرسى مبادئ داخل حركة الجهاد الإسلامي، وترك بصماته المؤثرة في كل المحطات الهامة للحركة، وخاصة إعلائها خيار المقاومة، مدفوعاً بروح المسؤولية والحزم، وفي حضرة هذا الحشد نستذكر مواقف الشهيد الراحل ومسيرة حياته وإحساسه بالمسؤولية تجاه وطنه، وأهمية وعي وإدراك خطورة الاستسلام للأمر الواقع، أو الذهاب إلى مربعات التسوية والمفاوضات، والتي تسببت في إحداث خرق خطير في القضية الوطنية، وأسست للأزمة الوطنية، ونلمس هنا موقفه المبدئي من رفض التسوية والمساومات والتنازلات، متمسكاً بالحقوق والثوابت، فهو القائل (نحن نعتقد أن الصراع مستمر ولا يمكن أن تنهيه مفاوضات على إملاء شروط المعتدي القوي على الضعيف)، ولكن رغم ذلك لم يعلي التناقض الداخلي على التناقض المركزي، وهذا ما ميز الشهيد وميز حركة الجهاد، التي ركزت نضالها في مواجهة العدو الصهيوني بعيداً عن خوض أي صراعات داخلية".
وأوضح منصور أنّ "الشهيد كان من الذين أكدوا دومًا على مركزية قضية فلسطين، وأنها ليست مجرد قضية وطنية فلسطينية فحسب، بل هي قضية قومية وإنسانية تعلو وتسمو على كل القضايا، وآمن الشهيد بالمقاومة المسلحة طريقاً ناجعاً لتحرير فلسطين، ودفع ثمناً لهذه المواقف بالملاحقة والاعتقال والابعاد ومن ثم الاغتيال، قائداً ومفكراً إسلامياً، ومن أبرز رموز الحركة الإسلامية، تبنى النهج الوسطي في الدين البعيد عن المغالاة والتطرف والتكفير، ولم يكن الفكر أو الأيديولوجيا عنده حاجزاً لعلاقاته الوطنية مع الجميع، مركزاً في علاقاته العربية على مركزية قضية فلسطين ودور الأمة العربية المركزي، وبضرورة استثمار الدين في خدمة قضايا الأمة العربية، لا استخدامه في تأجيج التناحرات والصراعات المذهبية والطائفية".
وأردف منصور بالقول: "نفتقد المناضل الراحل د. فتحي الشقاقي في وقت أحوج له، وفي وقت نشهد فيه منعطفات خطيرة ولحظات تصعيد صهيونية ومتواصلة، واستمرار للانقسام، والتطبيع، وتغيرات على المستوى الدولي. ولكن الأنظار والقلوب تتجه إلى الحدث الأبرز الذي يشغل شعبنا وهو تصاعد الهجمة الصهيونية الواسعة على مدن الضفة وقرارها ومخيماتها، خاصة نابلس وجنين. هذه المشاهد الدامية في الضفة، بكل آلامها وأحزانها، كما ارتقاء خيرة شبابنا. تكشف الحقيقة الثابتة، أن الشعب الفلسطيني حي ولا يموت، يقاوم ولا يستسلم، كما تكشف عن حالة التخبط والإرباك التي يعاني منها هذا العدو المجرم، وفشل وحداتها القتالية المختلفة والمدججة بأعتى وأحداث أنواع الأسلحة في قتل إرادة المقاومة والقتال لدى شبابنا ومقاتلينا الثوار في مدن الضفة. وهذا العدو يدرك جيداً أن ارتقاء شهيد أو قائد سيولد آخر يواصل ويستكمل المسيرة".
وعبَّر منصور عن "فخرنا واعتزازنا بما يصنعه أبطالنا ومقاتلينا في الضفة في عرين الأسود وكتيبة جنين وغيرها من كتائب المقاومة، فما يجسده هؤلاء الأبطال لهو ملحمة ومأثرة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى"، مُؤكدًا أنّ "تصاعد الجرائم الصهيونية على شعبنا خصوصاً في الضفة، يدعونا إلى النضال من أجل توفير ممكنات عسكرية وسياسية وتنظيمية وحاضنة جماهيرية لحماية مقاتلينا وتوفير مرجعية سياسية، تعمل على إدارة وتنظيم العمل المقاوم ضد العدو الصهيوني".
كما لفت إلى أنّ "ما يجري في عموم الضفة وتحديداً في نابلس يجب أن يكون دافعاً للسلطة بأن تتخذ قراراً لا رجعة عنه بوقف التنسيق الأمني واتفاق أوسلو، فمن المعيب أن تستمر هذه السلطة في هذا النهج المدمر، في الوقت الذي يرتكب فيه العدو الصهيوني أبشع الجرائم. إن تصدي بعض أفراد الأجهزة الأمنية للاقتحام الصهيوني في مدينة نابلس، هو خطوة إيجابية على طريق اندماج كامل أجهزة السلطة مع فصائل المقاومة في التصدي للعدوان، وحماية أبناء شعبنا، هذا هو واجبها ومسؤولياتها فقط".
وأكَّد أنّ "المقاومة الفلسطينية هي واحدة وموحدة في غزة والضفة وعلى امتداد أراضينا المحتلة وفي كل مكان، وماضون بكل قوة في ترسيخ معادلة وحدة الجبهات والأرض. ونحن في غزة على عهدنا ووفائنا لدماء الشهداء، ولا يمكن أن نسمح لهذا العدو المجرم بالاستفراد بشعبنا ومقاومينا. ورسالتنا إلى مقاتلينا وأبطالنا وثوارنا في الضفة الإباء، أنتم أسياد الميدان والقرار، وأنتم من يرسم لنا طريق التحرير والنصر، ونفتخر أن نكون تحت قيادتكم، ولن ولم نخذلكم، وسنكون أوفياء لتضحياتكم ودمائكم".
وفي ختام كلمته باسم القوى الوطنية، قال منصور: "نؤكّد على أنّ وحدة الموقف الميداني بين القوى الفلسطينية الحية، والمشاركة الموحدة في مواجهة العدوان، هي التي تصنع الوحدة الوطنية، وهي القادرة على بلورة برنامج سياسي ينسجم مع المزاج الشعبي، ويُعبّر عن الثوابت والحقوق الوطنية، بعيداً عن أوهام التسوية والمفاوضات، وفي هذا المقام في الختام نعاهد الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي وكل الشهداء بالسير على خطاهم، والتمسك بنهجهم وثوابتهم واستقامتهم ومواقفهم المبدئية الأصيلة، وستظل ذكراهم ماثلة وخالدة في قلوبنا جميعاً، وبوصلة تتحدد لنا معالم طريق التحرير والعودة".