انقرة -معا- اجتمع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مع وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، بعيدًا عن عدسات وسائل الإعلام في المجمع الرئاسي، في العاصمة أنقرة.
وأفادت مصادر إسرائيلية مطلعة بأنه على الرغم من عدم اتخاذ قرارات ملموسة في الاجتماع، إلا أنه نجح في إعادة تشكيل المحور الإسرائيل - التركي.
وفي بيان صدر عن مكتب غانتس، ذكر الأخير أنه بحث مع الرئيس التركي "سلسلة من القضايا الإستراتيجية، والتزام البلدين بالعمل من أجل الاستقرار والازدهار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط".
وقدم غانتس شكره للرئيس التركي، إردوغان والوزير أكار والمؤسسات الأمنية المشاركة في "هذا التعاون الحيوي الذي ساهم في إنقاذ حياة أشخاص".
وشدد على ثقته بـ"إمكانية عمل البلدين بشكل يقلل من تأثير الذين يزعزعون استقرار المنطقة من خلال دعم الإرهاب أو تنفيذ أعمال إرهابية ضد المدنيين الأبرياء".
وتطرق غانتس إلى التطورات في الشرق الأوسط وشرقي المتوسط، مؤكدًا أن تركيا حليفة الولايات المتحدة الأميركية العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتلعب دورا مهما في ضمان الاستقرار العالمي. وقال إنه "بينما نحافظ على شراكات قوية مع أصدقائنا في اليونان وقبرص ودول الخليج، توجهت علاقاتنا مع تركيا أيضا في اتجاه إيجابي، ويمكننا بناء جسور وتقليل الصراعات لصالح جميع الأطراف المعنية".
واعتبر أنه "يجب أن نتبنى نهجًا متسقًا وإيجابيًا من خلال الحفاظ على الحوار المفتوح في علاقاتنا من أجل المضي قدمًا، وأصدرت تعليماتي إلى فريقي لبدء الإجراءات اللازمة لزيادة أنشطتنا على النحو الذي تم الاتفاق عليه خلال محادثاتنا".
وقالت مصادر إسرائيلية أمنية تحدثت لموقع "واينت" إن القيادة التركية متمثلة بإردوغان تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية عبر إسرائيل، كما أنها مهتمة بعقد صفقات للحصول على تقنيات تكنولوجية إسرائيلية تدخل في الصناعات العسكرية؛ في حين تهدف إسرائيل إلى الضغط على أنقرة في محاولة لإقناعها بـ"طرد جناح حركة حماس في الخارج" الذي يتخذ من الأراضي التركية مقرا له.
كما لفتت المصادر إلى أن إسرائيل معنية بتعزيز التعاون الأمني بين الجانبين لـ"إحباط الأنشطة الإرهابية الإيرانية ، وكذلك ببناء محور مشترك بين البلدين"؛ كما أشارت إلى أن غانتس أراد نقل رسالة إلى إيران عبر الأتراك مفادها أن "إسرائيل لن تقبل بعد الآن بتهريب الأسلحة إلى سورية"، وذلك على خلفية الهجمات العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على منطقة دمشق.
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع التركي في مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع غناتس في ختام مباحثاتهما الثنائية، إن زيارة الأخير "ستعزز التعاون والحوار الثنائي بين البلدين وتسهل حل بعض القضايا العالقة، خاصة قضية فلسطين".
وأشار أكار إلى أن غانتس أول وزير أمن إسرائيلي يزور تركيا بعد فترة انقطاع طويلة. وأضاف أن "اللقاءات التي عقدها الرئيس إردوغان مع كل من نظيره الإسرائيلي ورئيس الحكومة الإسرائيلية، شكلت نقطة تحول مهمة في العلاقات".
واعتبر أن "تركيا وإسرائيل لاعبان مهمان في المنطقة"، مشيرا إلى أنه عقد مباحثات مثمرة مع غانتس تبادلا خلالها "المعلومات ووجهات النظر حول ما يمكننا القيام به لتعزيز الأمن والاستقرار وزيادة التعاون في المنطقة".
وقال إن "تطوير العلاقات والتعاون بين تركيا وإسرائيل، لا سيما في مجالات الدفاع والأمن والطاقة، سيؤدي إلى تطورات مهمة فيما يتعلق بالسلام والاستقرار الإقليميين". وأشار إلى امتلاك تركيا وإسرائيل خبرة كبيران في مجال الدفاع والصناعة الدفاعية والتعاون الأمني العسكري.
وأضاف "تبادلنا وجهات النظر حول سبل تحسين علاقاتنا بشأن هذه القضايا من خلال الاستفادة من تجاربنا الحالية"، وقال إنه "نعتقد أن زيادة التعاون والحوار بين البلدين سيسهل حل بعض القضايا، خاصة قضية فلسطين، التي لدينا خلافات بشأنها". وأعرب الوزير التركي عن تمنياته بأن تساهم مباحثاته مع الوزير الإسرائيلي في "تعزيز العلاقات بين البلدين وإحلال السلام في المنطقة".
من جانبه، أعرب غانتس عن شكره لنظيره التركي حيال حسن الترحيب، معتبرا أنه إشارة واضحة لتطورات إيجابية مستقبلًا. وقال:" ليس سرًا أن علاقاتنا تواجه تحديات"، مبينًا أن تركيا تعتبر من بين أكبر خمس شركاء تجاريين لبلاده.
وأضافأن "هناك إمكانات كبيرة للتعاون في التجارة والسياحة والصناعة ومجالات أكثر من ذلك، ومستقبلنا واعد ولكن هذا يعتمد على مصالحنا المشتركة بالحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم". وأشار إلى النجاح في إزالة عدد مقلق من التهديدات ضد المواطنين الإسرائيليين واليهود في تركيا بفضل الاتصال الوثيق والسري خلال العام الحالي.