الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

للمرأة العاملة.. خطوات يجب مراعاتها لكي لا تنهار حياتك الأسرية

نشر بتاريخ: 13/11/2022 ( آخر تحديث: 13/11/2022 الساعة: 18:54 )
للمرأة العاملة.. خطوات يجب مراعاتها لكي لا تنهار حياتك الأسرية

معا- يواجه الأشخاص العاملون من الجنسين وقتا عصيبا في محاولة التوفيق بين مسؤوليات العمل والمنزل، إلا أن التحديات تتضاعف على المرأة التي تقرر أن تخوض غمار الحياة المهنية.

تواجه المرأة قدرا هائلا من الضغوط والتوقعات المجتمعية بشكل قد يجعل فرصتها في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية تحديا يكاد يكون من المستحيلات.

أهمية التوازن بين العمل والحياة الخاصة

يُعد التوازن بين العمل والحياة الشخصية جزءا أساسيا من رعاية المرأة نفسها وسلامتها النفسية والجسدية. تتحقق الرعاية الذاتية عند التوفيق بين مسؤوليات يوم العمل والحياة المنزلية والعلاقات المختلفة.

لطالما كان التحدي المتمثل في التوفيق بين العمل والحياة موجودا منذ قرون، لكن مصطلح التوازن بين العمل والحياة الشخصية لم يُصغ حتى ثمانينيات القرن الماضي، عندما استخدمته حركة تحرير المرأة بأميركا وبريطانيا لوصف التحديات التي تواجهها النساء العاملات.

واليوم، توسع المفهوم ليشمل:

إدارة الوقت بفاعلية.

التعافي من الإجهاد.

الوقاية من الإرهاق والاحتراق الذاتي.

مع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل، تغيّرت ثقافات العمل المهني والتوقعات من الموظفين، وهو ما نتج عنه علاقة مبهمة وغامضة بين "وقت العمل" و"الوقت الشخصي".

تحديات المرأة العاملة في المجتمع وبيئة العمل

تؤثر الكثير من العوامل على طريقة عمل الجميع، لذلك يستحق الموظفون من جميع الأجناس والخلفيات الشعور بالاحترام والتقدير.

وبالنسبة للنساء العاملات، فإن هذه العوامل قد تشمل الكثير من القضايا التي تسهم في جعل حياتهن المهنية كابوسا محققا، ومن ذلك:

التمييز الجنسي

لا تزال المرأة تواجه تحديات سخيفة ومحبطة، ويشمل التمييز الجنسي سوء فهم الصحة والسلامة النسائية للموظفات من الزملاء والمديرين، علاوة على مخاوف الصحة العقلية وقدرتهن على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات.

غياب وسائل الرعاية الأسرية

لا تستطيع الكثير من السيدات العودة لبيئة العمل بعد إنجاب الأطفال بسبب نقص الدعم أو المصاعب المالية نظير الحضانات وجليسات الأطفال، وهذا لا يؤثر فقط على أرباحهن، بل يمكن أن يؤثر الغياب الطويل عن العمل على مهاراتهن وفرصهن المستقبلية.

التحرش الجنسي

كثيرا ما تواجه النساء في الوظائف المختلفة سلوكيات معادية من الزملاء الذكور في بيئات العمل، التي لا تراعي توفير بيئة آمنة للجميع، مما قد يهدد فرصهن في التطور والترقّي في السلم الوظيفي.

المعايير غير المتكافئة

أظهر استطلاع رأي علمي عن مشاعر النساء في بيئة العمل أن الكثير من الإناث في وظائف متباينة أبلغن أنهن يشعرن بالحاجة لبذل الكثير من الجهد في عملهن لمجرد أنهن إناث.

وكشف عن وجود معايير غير منصفة من المديرين للموظفات بشكل لا يتطابق مع التوقعات من الموظفين الذكور.

نظرة المجتمع

تعاني النساء بشكل خاص من توقعات اجتماعية قاسية قد تهدد قدراتهن على خوض الحياة المهنية وتحقيق النجاح الوظيفي.

ويشمل ذلك توقعات العائلة أو الزوج بأن تحقق الموظفات كافة متطلبات الحياة الاجتماعية دون أن يؤثر العمل في ذلك. ولتجنُّب الأثر السلبي لتلك التوقعات، من الضروري على المرأة العاملة أن تراعي الكثير من النقاط، أهمها:

الأولوية للوقت الشخصي

بين مواكبة العمل والأسرة والصديقات، قد يكون "الوقت الشخصي" آخر ما يخطر ببال المرأة العاملة. لكن الرعاية الذاتية ليست أنانية أو رفاهية، بل يجب أن تكون على رأس قائمة المهام.

تظهر الأبحاث أن الرعاية الذاتية والحصول على الراحة يمكن أن يحسّن السلامة النفسية والجسدية، كما تقي من الضغط العصبي، وتعزز التركيز والقدرة على اتخاذ القرارات.

ويمكن للرعاية الذاتية أن تشمل: تناول الطعام الصحي، والنوم الكافي، وتحريك الجسم، والاحتكاك بالطبيعة، والاسترخاء، وممارسة الهوايات المحببة، ولقاء الصديقات والمقربات.

اختيار الوظيفة المناسبة

في حين أن أي وظيفة يمكن أن تكون مرهقة للغاية، إلا أن اختيارها يمكن أن يجعل الحياة اليومية كابوسا إذا كانت غير محببة. صحيح أن متطلبات الحياة تستلزم الكثير من الجهد لتوفير الاحتياجات المادية، لكن أحيانا قد تكون التكلفة النفسية السلبية أكبر بكثير على الأسرة بالكامل بشكل لا يمكن للراتب أن يعوضه.

توضيح الحدود

قد يبالغ المجتمع وبيئة العمل على حدٍ سواء في تحميل العاملة بطموحات ومعايير ومطالب غير منصفة ويستحيل تلبيتها، لذلك من الضروري أن تعمل الموظفة على توضيح الحدود بين الحياة المهنية والشخصية للجميع، ولنفسها أولاً.

بمعنى أنه لا يجب أن تتحمل الأعباء المنزلية وقت ساعات العمل، ولا يمكن أن تتكلّف بمتطلبات العمل بعد انتهاء ساعات العمل.

الحصول على الراحة

إذا كان لدى المرأة العاملة أيام مرضية أو شخصية أو إجازة رسمية مؤجلة، يجب أن تستثمرها جيدا. أما إذا لم تكن تمتلك إجازات مدفوعة من جهة العمل، فمن الضروري الحصول على فترات راحة من حين لآخر.

إذ يمكن لذلك أن يصنع المعجزات للصحة العقلية والجسدية، حتى وإن كلّفت هذه الراحة اقتطاعا نسبيا من الراتب، لأنها ببساطة الوقود لتحقيق المزيد من الإنتاجية لاحقا.

طلب المساعدة عند اللزوم

من الطبيعي الشعور بالإرهاق أو التوتر أو حتى الانهيار في بعض الأحيان. فقط من الضروري الوضع في الاعتبار أن هناك مساعدة يمكن طلبها عند الحاجة.

مثلاً، يمكن للمرأة العاملة التواصل مع زملاء العمل وطلب المساعدة منهم، كذلك من الممكن الاستعانة بأفراد الأسرة والصديقات للمساعدة في الأعمال المنزلية.