رام الله- معا- اطلقت مؤسسة "تامر"، يوم السبت، اولى فعاليات حملة "أبي اقرأ لي" للعام 2022 في كافة محافظات الوطن بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي حملة سنوية تهدف إلى توفير مساحة يتشارك فيها الآباء وأبنائهم تجارب التعلم والاستكشاف عبر أنشطة فنية وتعبيرية مختلفة، تساهم في تعميق العلاقة/ات بين الأب وأبنائه، وذلك من خلال القراءة كأحد أهم نوافذ المعرفة التي تُبنى من خلالها العوالم ويُفسح فيها المجال للسؤال والنقاش والحوار لبناء العلاقات وتقريب المسافات بين الآباء وابنائهم.
امتداداً لحملة تشجيع القراءة التي بدأت في بداية هذا العام تحت شعار "مع أهل الحارة نستعيد البيت والصنارة"، نستعيد في حملة هذا العام مفهوم البيت بوصفه النواة التي تنطلق منها تجارب المعرفة لدى الطفل ويتشكل نسيج العلاقات بين الأب وأبنائه، وإيماناً في أهمية البيت كمكان يُفسح المساحة للانخراط في التجارب الأولى للبحث والسؤال والاستكشاف والتجريب في زمان تختزل فيه التكنولوجيا هذه الفرص والمساحات وتحول دون سيروة طبيعية وصحية لنمو الطفل، نرى في البيت المكان الذي يوفر المساحة للحظات القرب والدفء التي سلبتها وتيرة الحياة السريعة المصاحبة للتطور التكنولوجي المتزايد ووسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تهيمن في بيوتنا.
نُطلق حملة "أبي اقرأ لي" هذا العام مع مئاتِ الشراكات من المدارس والمكتبات والفرق الشبابية والمؤسسات المجتمعية في المدن والقرى والمخيمات والفرق الشبابيّة، مؤكدين على ما نحاول فعله وقوله منذ إطلاق الحملة لأولِ مرّة عام 2010، وعلى أهمية تكريس وقتاً نوعياً للأطفال، ترتفع فيه ومن خلاله قيمة الأشياء وبمنحها معانٍ تضيء قلوبهم وطريقهم إلى المستقبل، وندعو جميع الآباء واطفالهم للمشاركة في مختلف أنشطة الحملة التي تتنوع بين قراءة القصص والحكايات الشعبية والفنون اليدوية كالرسم وصناعة الدمى والأنشطة الموسيقية والألعاب التفاعلية للانخراط في شتى تجارب المعرفة والمساهمة في تعزيز الروابط والنسيج الاجتماعي بين الآباء وأطفالهم في المجتمع الفلسطيني.
تحث مؤسسة تامر جميع الآباء أن لا يدعوا مشاركتهم وابنائهم في هذا الأنشطة تقتصرعلى أيام الحملة فقط، بل هي دعوة دائمة لزيارة المكتبات المجتمعية والمدرسية لمشاركتهم الفعاليات، وتنظيم فعاليات معهم وتأسيس المكتبة في البيت. إنها دعوة لقضاء المزيد من الوقت مع الأبناء في التجربة والتعلم والاستكشاف من أجل صناعة الذكريات واللحظات المشتركة معهم وتعميق نسيج العلاقات بين العائلة في المجتمع الفلسطيني.