الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المالكي يشارك في اعمال المنتدى السابع ‏للاتحاد من أجل المتوسط

نشر بتاريخ: 25/11/2022 ( آخر تحديث: 25/11/2022 الساعة: 14:43 )
المالكي يشارك في اعمال المنتدى السابع ‏للاتحاد من أجل المتوسط

‏شارك وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي، الجمعة، في المنتدى السابع للاتحاد من أجل المتوسط، والذي يعقد في مدينة برشلونة الإسبانية، بمشاركة وزراء خارجية ممثلون عن الدول الأعضاء والبالغ عددهم 42 دولة، وممثلون عن ‏المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني والجهات الممولة لمشاريع الاتحاد اجل متوسط .

‏وفي كلمته ‏اشاد ‏المالكي في الأثر الكبير الذي احدثه التعاون بين اعضاء الاتحاد من اجل المتوسط، خاصة وان فلسطين جزء مهم فيه. ان دولة فلسطين تدعم الاستقرار، والعدالة في الحصول على الموارد والانتفاع منها، الامر الذي يأتي ترجمة لحقيقية ايلاء القيادة الفلسطينية أهمية كبيرة للتعاون الدولي والإقليمي في القضايا الحساسة، وإثبات لجميع دول العالم بأن فلسطين تستطيع أن تساهم على المستوى الإقليمي والدولي ونقل الخبرات الفلسطينية إلى العالم كله بالرغم من المعيقات التي تواجهها واكبرها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام ١٩٦٧.

‏ونوه المالكي انه في الوقت الذي يحاول العالم جاهدا مجابهة الأزمة الغذائية و إيجاد حلول لها، نحاول نحن في دولة فلسطين فهم الدوافع الإسرائيلية لاقتلاع جرافات الاحتلال كل يوم آلاف اشجار الزيتون ورش المبيدات الكيميائية على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية . وايضا نحاول ان نفهم الدوافع الاسرائيلية في هدم المدارس ومنع الطلبة من الوصول الى مدارسهم، وتحصيل مستوى جيد من التعليم، كما حدث يوم امس عندما هدموا اخر مدرسة إبتدائية في مسافر يطا جنوب الخليل.

وتأتي هذه الانتهاكات كلها في الوقت الذي تسعى فيه كل دول العالم لزيادة قدراتها الغذائية وحماية البيئة من التلوث خاصة في ظل الأزمة الغذائية التي باتت تلوح في الأفق نتيجة للحروب والنزاعات والأزمات الاقتصادية واخرها تلك التي خلفتها كورونا، والصدمات المناخيه وارتفاع الأسعار.

‏واستعرض المالكي أن هذه السياسات لاتمس الأمن الغذائي ‏الفلسطيني فحسب، بل تساهم في زيادة العبء الدولي أيضا، حيث دعا الدول الاعضاء في الاتحاد إلى تحمل المسؤولية الجماعية التي تقع على عاتق كل دولة لحماية البيئة و توفير الغذاء والماء خاصة للفئات الأكثر حاجة لها .

‏وأوضح أنه بالرغم من جميع السياسات الاحتلالية التي تمارسها إسرائيل "القوة القائمة في الاحتلال"، إلا أن دولة فلسطين تبذل مجهود جباراً لدعم المزارعين والزراعة الفلسطينية ، وتعمل على انشاء محطات عدة لمعالجة المياه العادمة واستخدامها في قطاع الزراعة، الخطوة التي تأتي في إطار السعي نحو الاعتماد على الذات وتوفير الغذاء والانفكاك من الهيمنة الاسرائيلية.

و شدد د. المالكي على أن قضية أزمة مياه الشرب هي من أكثر المعضلات تعقيداً خاصة في قطاع غزة، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي وشح الموارد المائية وتلوثها وزيادة ملوحتها، اذ لا تعتبر صالح للاستخدام الآدمي. ان الواقع الحالي في غزة يساهم في اعاقة جميع مناحي الحياة وزيادة نسبة البطالة بين الشباب مما يحد من فرص التطوير والاستثمار.

وثمّن المالكي دور الاتحاد من اجل المتوسط الذي بالشراكة معه تم إنشاء مشروع تحلية المياه في غزة، وهو مشروع وطني مهم ذو تأثيرات وانعكاسات اقليمية هامة خاصة في الحد الفعال من التلوث في شرق البحر الأبيض المتوسط.

‏وأوضح بأن حكومة دولة فلسطين تؤكد التزامها بتعافي وتعزيز التنمية الاقتصادية، خاصة في قطاع غزة، وبتطوير نظام الاقتصاد الازرق؛ الذي يسهم في تعزيز النمو والوظائف والاستثمارات والحد من الفقر.

وقال: ان دولة فلسطين ذات إمكانيات واعدة، شريطة إزالة المعيق الأساسي، وهو الاحتلال الإسرائيلي وهيمنته على الأرض الفلسطينية ‏ومواردها وعدم سماحه لنا بالوصول الى البحر وشواطئه.

‏وقد عبر المالكي عن فخره في الشباب الفلسطيني و دوره الفعال في المجتمع خاصة وان الشباب الفلسطيني يشكل النسبة الاكبر من المجتمع، منوهاً الى ان الحكومة الفلسطينية تعمل بكل امكانياتها وجهدها لمواجهة تنامي نسبة البطالة والفقر وتركز جُل عملها على خلق مساحات لتشغيل الشباب، وذلك من خلال إعادة صياغة منظومة التعليم وتحسين مخرجاته، وربطها بمتطلبات واحتياجات سوق العمل، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة الاسراع وتوفير الحماية لهذا الشباب الفلسطيني، الذي ومنذ بداية هذا العام حتى هذه اللحظة قام الاحتلال الإسرائيلي بقتل ما يزيد عن 194 شهيدا واعتقال 6000 حالة كلهم من الشباب.

ودعا المالكي الدول الأعضاء في الاتحاد من اجل المتوسط الى ممارسة واجبها بالضغط على إسرائيل "القوة القائمة بالاحتلال" بالسماح للشباب الفلسطيني بالأخص والمجتمع الفلسطيني ككل بممارسة حقوقه الديمقراطية، وذلك من خلال السماح لعقد الانتخابات التشريعية والرئاسية في جميع الأراضي الفلسطينية وعلى رأسها القدس الشرقية.

‏واختتم المالكي كلمته بالتشديد على انه وبالرغم من كل الجهود التي تبذلُها الحكومة الفلسطينية، إلى أنها لن تتكلل بالنجاح دون الشركاء الدوليين ودعمهم المالي والتقني المستمر في فلسطين وحوض المتوسط ‏داعيا إلى المزيد من التعاون في المستقبل.

وشارك في الاجتماع كل من وزير الخارجية د. رياض المالكي، سفير دولة فلسطين لدى مملكة اسبانيا السفير حسني عبد الواحد، وسفير دولة فلسطين لدى الاتحاد الاوروبي وبلجيكا لوكسمبورغ السفير عبد الرحيم الفرا، ونائب الامين العام للاتحاد من اجل المتوسط السيد المعتز عبادي، ومن مكتب معالي الوزير سكرتير ثالث كرستين حبش.