القدس- معا- أحيت الأمم المتحدة الثلاثاء، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يتم تنظيمه سنويا ضمن فعاليات يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة قراراها رقم 181 (II) المعروف بقرار تقسيم فلسطين.
وبدأت فعاليات هذا اليوم العالمي، الذي تنظمه اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بالتعاون والتنسيق مع البعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، بالاجتماع الخاص الذي عقد برئاسة السفير شيخ نيانغ، مندوب السنغال لدى الأمم المتحدة ورئيس اللجنة، في قاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وبحضور حاشد وعالي المستوى.
وأشار الوزير رياض منصور، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، أن هذا يدل على التفاف العالم حول كافة حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الثابتة والتزامه بالمرجعيات الدولية لعملية السلام. وألقى الوزير منصور، خلال هذا الاجتماع، رسالة الرئيس محمود عباس بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وكان من ضمن الحضور ممثلو الأمين العام للأمم المتحدة، إيرل كورتيناي راتراي (من جامايكا)، رئيس ديوان مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، والسيد محمد خالد الخياري (من تونس) مساعد الأمين العام للشؤون السياسية، وميليسا فليمِنق، وكيلة الأمين العام للتواصل العالمي، والسيد موفسيس أبليان، مساعد الأمين العام لإدارة شؤون الجمعية العامة والمؤتمرات، إلى جانب رئيس الجمعية العامة، تشابا كوروشي (من المجر)، ومندوب غانا الدائم لدى الأمم المتحدة، رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري، السفير هارولد أدلاي أجيمان، ولفيف من الوفود الدبلوماسية، وممثلي هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة، والمنظمات الحكومية الدولية.
في كلمته الافتتاحية، أشار رئيس اللجنة، السيد شيخ نيانغ، إلى استمرار معاناة الشعب الفلسطيني، بما في ذلك اللاجئون الفلسطينيون، لأكثر من 55 عام، من مستويات متزايدة من نزع الملكية والتشريد والعنف وانعدام الأمن وانتهاكات حقوق الإنسان، وشدد على أن مثل هذا العنف ليس الرد على سلام عادل في الشرق الأوسط كما هو محدد في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي لا تعد ولا تحصى، وأكد على ان اللجنة ستواصل العمل على احياء هذا اليوم التضامني إلى حين تحقيق الاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن جانبه، أعاد رئيس الجمعية العامة، السيد تشابا كوروشي، التأكيد على أن الشعب الفلسطيني، ككل الناس، له حق أساسي وغير قابل للتصرف في العيش بكرامة وحرية، والتحرر من الخوف والوصول إلى الخدمات الأساسية. وشدد على ضرورة إيجاد وسيلة لإعادة الأمل للفلسطينيين، وعلى وجه الخصوص جيل الشباب. وأكد أن أحد العناصر الأساسية للتضامن هو فهم محنة الآخرين. والشعور بألمهم. وناشد جميع الحاضرين استخدام نفوذ حكوماتهم للسعي إلى التسوية والحوار المباشر والمفاوضات بحسن نية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذه هي الأدوات الوحيدة المتاحة لنا لإنهاء هذا الصراع بحل عادل ومستدام يراعي التطلعات المشروعة لجميع الأطراف.
كما أشار رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (غانا)، السفير هارولد أدلاي أجيمان، إلى أن الحالة في الشرق الأوسط ما زالت تشكل مصدر قلق رئيسي لمجلس الأمن، لا سيما في ظل عدم إحراز تقدم في إيجاد حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وشدد على عدم استدامة الوضع الراهن، حيث أن هناك حاجة ماسة لاتخاذ خطوات ملموسة لعكس الاتجاهات السلبية على الأرض. وأكد أن مجلس الأمن سيظل ملتزما بالسعي للوصول إلى سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين.
والقى السيد إيرل كورتيناي راتراي، رئيس ديوان مكتب الأمين العام، رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي تم التأكيد فيها من جديد على دعم الأمم المتحدة الثابت للشعب الفلسطيني في سعيه لإعمال حقوقه غير القابلة للتصرف وبناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالسلام والعدل والأمن والكرامة.
كما تحدث اليوم المراقبين الدائمين عن الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وممثل أذربيجان، نيابة عن حركة عدم الانحياز.
كذلك، أكد المدير العام لمنظمة الحق، السيد شعوان جبارين، أن مرتكبي الجرائم الدولية سيحاسبون، مشيرا إلى أن إسرائيل ترسخ نظام الفصل العنصري الاستيطاني في فلسطين، وداعيا المجتمع الدولي إلى ضرورة الاعتراف بذلك. وشدد على أن الوقت قد حان لأن يتخلى المجتمع الدولي عن الانتقائية وازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.
تخلل الاجتماع افتتاح المعرض الافتراضي المعنون "صور من فلسطين" والذي يتألف من اثني عشر مقطع فيديو تصوّر قصصا تحكي عن صمود أفراد فلسطينيين، حيث تم عرض فيلمين وثائقيين قصيرين: شيرين أبو عاقلة: راوية الحكاية الفلسطينية وياسر مرتجى: مسلح بكاميرا في غزة.
وعقب هذه الجلسة الخاصة تم تنظيم حفل استقبال وغذاء اقامته اللجنة على شرف أعضاء اللجنة، حضره عدد كبير من وفود الدول والمرافبين لدى الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن تجتمع الجمعية العامة صباح اليوم، الموافق 30 نوفمبر، لبدء النقاش العام حول بند قضية فلسطين وبند الحالة في الشرق الأوسط، وتقديم مشاريع القرارات المتعلقة بكلا البندين ليتم التصويت عليها.