القدس معا- أصدرت وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة القدس تقريرها الشهري حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس خلال شهر تشرين الثاني لعام 2022، لخصت فيه مجمل الانتهاكات التي رُصدت في أحياء وبلدات محافظة القدس.
ارتقى خلال شهر تشرين الأول 3 شهداء في محافظة القدس، حيث أعدمت قوات الاحتلال المواطن المقدسي حباس عبد الحفيظ يوسف ريان، "54 عامًا" من بلدة بيت دقو شمال غرب القدس المحتلة، بعد إطلاق النار عليه على حاجز بيت عور العسكري جنوب غرب رام الله، تحت ذريعة تنفيذ عملية دهس على الحاجز، ويذكر أن الشهيد حباس هو والد الأسير قصي ريان.
وفي الثالث من شهر تشرين الثاني استشهد المواطن "داوود محمود خليل ريّان" (42 عامًا)، برصاص الاحتلال في بلدة بيت دقو، وهو أب لسبعة أبناء.
وفي ذات اليوم استشهد الشاب "عامر حسام بدر حلبية" (20 عامًا) واحتجز الاحتلال جثمانه لديهم.
ليرتفع بذلك عدد الشهداء في محافظة القدس منذ بداية العام الجاري لـ 17شهيدا، ومع احتجاز جثمان الشهيدين حباس ريان وعامر حلبية يرتفع عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال إلى 23 شهيدًا مقدسيا.
تزايدت وتيرة اعتداءات المستوطنين واستفزازاتهم في شهر تشرين الثاني 2022، حيث استمر استهداف قطعان المستوطنين لمركبات المواطنين في عدة أحياء بالقدس المحتلة.
أما فيما يتعلق باستهداف أبناء شعبنا الفلسطيني في العاصمة المحتلة، فتواصل سلطات الاحتلال انتهاكاتها بحق الرموز المقدسية وعلى رأسهم محافظ القدس عدنان غيث، حيث داهمت قوة مشتركة من مخابرات وقوات الاحتلال صباح 22 تشرين الثاني 2022 منزل غيث في الحارة الوسطى من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
وقامت قوات الاحتلال بالانتشار في محيط منزل محافظ القدس قبل اقتحامه، ثم تمركزت على بابه فيما قامت فرقة من قوات الاحتلال ومخابراته باقتحام المنزل وتفتيشه.
وكانت محكمة الاحتلال أصدرت قرارًا في الرابع من آب الماضي بفرض الحبس المنزلي على المحافظ غيث دون تحديد فترة زمنية للقرار اضافة للقرارات الاربعة العسكرية الظالمة الصادرة سابقا بحقه.
أما فيما يخص ملف الإصابات تم رصد نحو (32) إصابة نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح والاعتداءات من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه، وكان من بين الإصابات حروق وإصابات بالرأس بفعل قنابل الغاز وإصابات بالكسر بالإضافة لإصابة المئات بحالات اختناق نتيجة إطلاق قنابل الغاز السام بشكل مباشر في أماكن تواجد الأهالي والأطفال.
ورصدت محافظة القدس اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المُبارك خلال شهر تشرين الأول لعام 2022، إذ اقتحم نحو (4148) مستوطناً باحات المسجد الأقصى المُبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح، بالإضافة إلى (90,026) تواجدوا تحت مسمى سياحة.
وفيما يخص الاعتقالات تصاعدت عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال بوحشية بحق الأهالي في محافظة القدس، إذ جرى رصد نحو (149) حالة اعتقال لمواطنين في كافة مناطق محافظة القدس خلال تشرين الأول لعام 2022.
وفي سياق متصل أصدرت محاكم الاحتلال العديد من القرارات العنصرية بحق الأهالي في محافظة القدس، حيث أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (28) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها (9) أحكام بالاعتقال الإداري.
وتم رصد (16) قرارًا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مواطنين مقدسيين، كانت معظمها ما بين 5 أيام لغاية 15 يوم. إضافة إلى إصدار نحو (12) قرارًا بالإبعاد، من بينها (6) قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى و(3) قرارات بالإبعاد عن البلدة القديمة. وقراري إبعاد عن مدينة القدس، وتراوحت فترات الإبعاد بين 5 أيام وحتى ستة أشهر.
أما فيما يتعلق بقرارات الهدم والتجريف رصدت محافظة القدس خلال شهر تشرين الأول، (12) عملية هدم في محافظة القدس المحتلة، (9) منها نفذتها آليات الاحتلال، و 3 عمليات هدم أخرى نُفّذت بشكل قسري ذاتي في عدة مناطق بالقدس المحتلة، بالإضافة إلى 3 عمليات حفر وتجريف.
كما سلمت سلطات الاحتلال العديد من إخطارات هدم لعدة منازل في العديد من بلدات محافظة القدس المحتلة. فقد سلمت سلطات الاحتلال خلال شهر تشرين الثاني إخطارات وقف بناء في حيّ الشيخ جرّاح بالقدس المحتلة، وإخطارات هدم في أحياء متفرقة من بلدة الطور.
وفي 13 تشرين الثاني رفضت محكمة الاحتلال المركزية استئناف "عائلة شحادة" على قرار إخلائها من منازلها في حيّ بطن الهوى ببلدة سلوان دون أية تفسيرات أو بحث بالادعاءات التي قدمت خلال الجلسة التي عقدت للعائلة في 9 تشرين الثاني.
وفيما يتعلق بملف الأسرى يخوض الأسرى في سجون الاحتلال حربًا ضارية لا تقل عمّا يحدث خارجه، حيث تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي التنكيل بهم والاعتداء عليهم بشكل مستمر، ففي 20 تشرين الثاني فرضت إدارة سجن "الدامون" الاحتلالي عزلًا انفراديًا لمدة (7) أيام، بحق الأسيرة "فدوى حمادة"؛ لاحتجاجها على عدم تنفيذ إدارة السجن لمطالب الأسيرات بوقف سياسة الإهمال الطبي وتحسين ظروف الحياة في سجن "الدامون".
في محاولات مستمرة لقمع المؤسسات المقدسية وتقويض أي جهود مقدسية داخل مدينة القدس يواصل الاحتلال قمع وإغلاق هذه المؤسسات وقمع الفعاليات التي تثبت وجود المقدسي في المدينة المحتلة.
خلال شهر تشرين الثاني وفي سياق الاعتداء على التعليم في القدس، أطلقت سلطات الاحتلال الرصاص الحيّ على طلبة جامعة القدس في أبو ديس شرق القدس المحتلة ما أدى إلى إصابة طالب برصاصة استقرت في فخده.
وضمن مساعي الاحتلال المتواصلة لفرض منهاجه في المدارس المقدسية، وزعت ما تسمى "وزارة المعارف" التابعة للاحتلال في 8 تشرين الثاني كتبها على طلاب مدرسة الإيمان ما دفع الطلاب إلى إحراق تلك الكتب.
وفي إطار استهداف الصحفيين أوقفت قوات الاحتلال في 17 تشرين الثاني الصحفي "سيف القواسمي" بعد الاعتداء عليه وصادرت مفاتيح مركبته عند حاجز مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة.
كما أجلت محكمة الاحتلال جلسة محاكمة الصحافية المقدسية لمى غوشة (30 عاما)، إلى 20 كانون الأول المقبل، وأبقت على التقييدات وشروط الحبس المنزلي ومنع الاتصال والتواصل.
تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض واقع جديد على مدينة القدس المحتلة من خلال تنفيذ مشاريع استيطانية خطيرة، ففي شهر تشرين الثاني من العام 2022 صادقت سلطات الاحتلال على عدة مشاريع استيطانية في مختلف مناطق القدس المحتلة، كان أبرزها:-
مخطط بناء مقر السفارة الأميركية في القدس المحتلة، على مساحة تعادل 50 دونماً في مجمع اللنبي الاستعماري في حي البقعة جنوب مدينة القدس.
كما تعتزم بلدية الاحتلال الإسرائيلي افتتاح القسم الشمالي من مشروع توسعة طريق الأنفاق (60) بطول حوالي 105 كيلو مترات، في محاولة لربط مدينة القدس المحتلة بمستوطنات "غوش عتصيون" جنوب الضفة، وتسهيل وصول المستوطنين للمدينة.
وتلقت جمعية "إلعاد" الاستيطانية من حكومة الاحتلال 28 مليون شيقل لدعم الاستيطان في حي وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى وتغيير طابعه الفلسطيني، بذريعة إقامة حدائق عامة ومشاريع زراعية وتطوير المنطقة سياحيا واقامة جسر معلق لتسهيل وصول المستوطنين والسياحة الدينية التوراتية على حساب أصحاب الارض الأصليين في سلوان.
كما أظهرت معطيات مقدسية أن الحدائق التوراتية والمقابر الوهمية التي أقامها الاحتلال في القدس، باتت تسيطر على أكثر من 5 آلاف دونم من أراضي المدينة المحتلة.
صادر الاحتلال مئات الدونمات من أراضي القدس، لإقامة 7 حدائق توراتية، من بلدتي سلوان وجبل المكبر جنوباً، إلى العيساوية وجبل المشارف شمالاً، وراس العامود وبلدة الطور شرقاً، وصولاً لبرك سليمان غرباً.
كما استمرت أعمال التوسعة والتدعيم لجسر باب المغاربة الذي يقتحم المستوطنون المسجد الأقصى عبره في مخطط لزيادة أعداد المقتحمين للأقصى.