غزة- معا- أوصت دراسة علمية إعلامية لجنة الصحفيين بتشكيل لجنة تأديبية للصحفيين الممارسين لخطاب الكراهية ووضع معايير واضحة وسلم عقوبات، يصل في نهاية المطاف إلى الفصل والحرمان من العمل.
وقدمت الدراسة التي أعدها الباحث عمر زين الدين ضمن متطلبات استكمال دراسة الماجستير في الجامعة الإسلامية، خارطة طريق للحد من خطاب الكراهية عبر وسائل الإعلام الرقمي في فلسطين.
وتناولت الدراسة اتجاهات الصحفيين الفلسطينيين نحو الحد من خطاب الكراهية عبر وسائل الإعلام الرقمي.
انتشار خطاب الكراهية
وخلصت الدراسة إلى أن 66.6٪ من الصحفيين المبحوثين يرون أن درجة انتشار خطاب الكراهية عبر وسائل الإعلام الرقمية في فلسطين كبيرة.
كما بينت أن خطابات الكراهية الأكثر رواجًا عبر وسائل الإعلام الرقمي، تتعلق بالآراء السياسية بنسبة 82.4٪، وبالمناطقية بنسبة 30.9٪، وبالسلوك الشخصي بنسبة 25.5٪، وبالأصل بنسبة 21.1٪.
وأظهرت الدراسة أن غياب القوانين والتشريعات بشأن خطاب الكراهية، وتأثير الأحداث السياسية والانقسام الفلسطيني، وضعف الوعي المجتمعي بخطورة خطاب الكراهية، وضعف دور الصحفيين وقادة الرأي وتأثيرهم على جمهور وسائل الإعلام الرقمي، عززت انتشار خطاب الكراهية.
خارطة طريق
وتضمنت خارطة الطريق التي أعدها الباحث زين الدين توصيات للجهات الرسمية ولأقسام الإعلام الأكاديمية، ولنقابة الصحفيين وهيئات المجتمع المدني، ولوسائل الإعلام والصحفيين والمؤثرين.
وأوصى زين الدين الجهات الرسمية بسن قوانين وتشريعات محدثة للحد من خطاب الكراهية، والعمل على إدراج ملاحق تعليمية في المناهج الدراسية في المدارس للتوعية بخطاب الكراهية والحد منه.
كما أوصى أقسام الإعلام الأكاديمية بإجراء مزيد من الدراسات لفهم مستويات خطاب الكراهية ومدى انتشارها، وتحليل مضامينها، والعمل أيضًا على اعتماد مفهوم وتعريف دقيق وواضح لخطاب الكراهية يراعي الخصوصية الفلسطينية.
ولفت الباحث وسائل الإعلام إلى أهمية تضمين مدونات قواعد السلوك الخاصة بالمؤسسات الإعلامية بنودًا خاصة بالحد من خطاب الكراهية.
وطالب زين الدين الصحفيين والمؤثرين بالانضباط في الخطاب وفق مقتضيات المهنية، وإعمال الحساسية الصحفية حيال خطاب الكراهية خاصة عبر وسائل الإعلام الرقمي، محذرًا إياهم من الانخراط والرد على خطاب الكراهية بخطاب كراهية،.
ونبه الباحث نقابة الصحفيين إلى ضرورة تشكيل لجنة تأديبية للصحفيين الممارسين لخطاب الكراهية، داعيًا هيئات المجتمع المدني إلى تنظيم حملات ضغط على شركات منصات التواصل الاجتماعي لضمان ممارستها لأعمالها، ومجابهة خطاب الكراهية وإزالته في السياقات المختلفة، لا سيما الضارة في السياق الفلسطيني.
إشادة اللجنة
وضمت لجنة المناقشة التي عقدت يوم الاثنين الموافق 31 أكتوبر 2022م كلاً من أ.د. أمين وافي مشرفًا ورئيسًا، ود. حسن أبو حشيش مناقشًا داخليًا، وأ.د. ماجد تربان مناقشًا خارجيًا.
وأشادت لجنة المناقشة بمضمون الدراسة وأكدت على أهمية الموضوع المطروح، وأوصت بطباعة الدراسة ونشرها كمرجع يستند إليه فيما يتعلق بخطاب الكراهية.