تل ابيب- معا- تساءلت قناة إسرائيلية رسمية، ما إن كانت أوروبا قد تصمد بدون الغاز الروسي خلال موجة البرد الأولى هذا الشتاء والتي بدأت بالفعل الهجوم على القارة العجوز.
وقالت القناة في تقرير متلفز مساء السبت: "بعد خريف دافئ، ستضرب موجة برد قاسية أوروبا هذا الأسبوع، ما سيضع منظومة الكهرباء بالقارة في اختبار، فهل يمكن لدول أوروبا الاستمرار بدون الغاز الروسي؟".
وأشار مراسل القناة في برلين دوف جيلهار إلى أن درجة الحرارة وصلت السبت، في العاصمة الألمانية إلى درجتين ما دون الصفر، إلا أنها ستواصل الانخفاض خلال الأسبوع لتصل إلى 7 درجات تحت الصفر.
وأضاف أن ذلك هو ما سيحدث في باقي دول شمال أوروبا خلال الأسبوع، لافتا إلى أن درجة الحرارة ستصل في العاصمة النرويجية أوسلو إلى 10 تحت الصفر، وفي ستوكهولم عاصمة السويد إلى 11 تحت الصفر، وفي ريغا عاصمة لاتفيا إلى 12 تحت الصفر وفي العاصمة البولندية وارسو إلى 10 درجات تحت الصفر.
وتابع جيلهار أن درجات الحرارة هذه ستضع دول أوروبا في اختبار حول كيفية اجتيازها موجة البرد الأولى بدون الغاز الروسي، في ظل قيام من سماهم بـ "المجهولين" بتخريب خط الغاز الذي ينقل الغاز من روسيا إلى شمال أوروبا.
وقال إن أوروبا تعتمد حاليا على مخازن الغاز المسال، والتي أقاموا منشآت لتحويله إلى غاز يمكن ضخه في الأنابيب بغرض الاستخدام في التدفئة.
وأشار إلى أن نحو 97% من المخازن ممتلئة بالفعل بالغاز، مضيفا "لكن السؤال الآن حول ما إن كان ذلك سيكون كافيا لتجاوز الشتاء شديد البرودة، في ظل ارتفاع أسعار الطاقة، والتي تضاعفت ثلاث مرات".
واعتبر أن ذلك يشكل "ضغطا كبيرا على الأوروبيين الذين بدأوا يتساءلون بالفعل، ما إن كان بإمكانهم تجاوز الشتاء سواء من الناحية الاقتصادية، أو درجات الحرارة المنخفضة للغاية، وهو ما يمكن أن نراه خلال أيام الأسبوع الجاري".
وكانت خطوط أنابيب غاز "التيار الشمالي" التي تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا قد تعرضت لأعمال تخريبية، في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث أكدت الشركة المشغلة للخطوط "نورد ستريم أي جي" أن الأنابيب تعرضت لضرر غير مسبوق، مشيرة إلى صعوبة تقدير جدول زمني للإصلاح.
وفتح مكتب المدعي العام في روسيا بإجراءات قضية قانونية تصنف هذه الأعمال على أنها إرهاب دولي، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يجري تحقيقاته في الأسباب المحتملة لوقوع هذه الأضرار.
ويقول مراقبون إن أزمة الطاقة ستعصف بأوروبا خلال الشتاء، وإن الإجراءات التي اتخذتها دول أوروبية بما في ذلك لتقليل ساعات التدفئة لن تجدي نفعا مع موجة البرد التي تتسلل بقوة.