إطلاق كتـاب"القـديـس والخطيئـة" للأسـير خليل أبـو عرام مــع دخول عامه الـ21 فــي سجون الاحتلال

الخليل-معا- أقام نادي الاسير الفلسطيني، وبالشراكة مــع هيئــة التوجيـه السياســي والاتحــاد العـام للكتـاب والادبــاء الفلسطينيين وهيئــة شـــؤون الاســرى وحركــة فتح حفل إشهار كتاب الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي خليل ابو عرام مع دخوله عامه الواحد والعشرين في سجون الاحتلال والذي حمل عنوان "القديس والخطيئة" واقع الحركة الاسيرة في عيون روادها.. نظرة الى الداخل "الجزء الاول ومعارك الحركة الاسيرة مطلع القرن 21 الجزء الثاني بحضور رسمي وتنظيمي وحقوقي وعائلة الأسير، حيث اقيم الحفل في قاعة الشهيد مروان زلوم في قاعـــة محافظـــة الخليـــل.
وجرى ذلك بحضور محافظ الخليل اللــواء جبريـل البكري والــوزير السـابق عيـسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية ومراد السوداني الامين العام لاتحاد الكتاب والادباء والمحامي والاديب حسن عبادي وامين سر اقليم يطا وضواحيها نبيل ابو قبيطة وهاني جعارة امين سر اقليم شمال الخليل واياد ريان امين سر اقليم الجنوب و وزير البيئة السابق الاسير المحرر جميل مطور والمفوض السياسي لمحافظة الخليل العميد اسماعيل غنام وكادر الهيئة ولجنة التثقيف الوطني في هيئة التوجيه السياسي وهيئة شؤون الاسرى ولجنة اهالي الاسرى في وسط الخليل وكادر من الاسرى المحررين وكوادر الاجهزة الامنية وممثلي المؤسسات الرسمية في المحافظة واللواء جميل رشدي مساعد المحافظ في شمال الخليل ولفيف من المثقفين والمهتمين وأهالي الأسرى وأساتذة جامعات وأكاديميين.

وفي كلمة حركة فتح امناء سر الاقاليم القاها عنهم نبيل ابو قبيطة امين سر حركة فتح في اقليم يطا وضواحيها، وجه التحية الى الحركة الوطنية الاسيرة مشيدا بصمودهم خلف القضبان ومستعرضا السيرة النضالية للاسير خليل ابو عرام والذي وهب حياته مناضلا في صفوف حركة فتح وقائدا فعالا فيها مستمرا في دوره النضالي داخل سجون الاحتلال واصفا اياه بقائد الثورة الثقافية داخل السجون ومؤكدا في نفس الوقت ان الحركة الوطنية الاسيرة أصبحت في أحوج ما تكون الى إستعادة دورها النضالي والمؤثر في الساحة السياسية ومطالب الكل الفلسطيني بالتحرك لانقاذ الاسرى من أجرام الاحتلال المستمر بحقهم .
وفي كلمة المفوض السياسي لمحافظة الخليل العميد اسماعيل غنام استذكر مناقب الاسير القائد خليل ابو عرام الذي تشهد له ساحات الوطن وقلاع الاسر معتبرا اصداره جديد هو بمثابة توصية ومشروع وطني لاستعادة الدور النضالي للحركة الاسيرة والتي تعرضت في الفترة اللاخيرة لهزات كثيرة نتيجة الانقسام وتأثيراته السلبية موضحا ان خليل ابو عرام اراد ان يوضح للجيل القادم ان الوحدة الوطنية هو طريق استعادة الانتصار لفلسطين.
واوضح غنام ان هذا الحفل اليوم والذي ضم الكثير من الاخوة الذين عرفوا خليل ابو عرام خلال مسيرته الكفاحيه لهو تعبير حقيقي عن الدور الذي مثله خليل في مقاومته للاحتلال سواء خارج اسوار الاعتقال وفي داخل زنازينهم .
وفـي كلمــة الاميـن العـام لاتحـاد الكتــاب والادبــاء الفلسطينيين مــراد الســوداني، وجه التحية والشكر للاسير خليل ابو عرام والذي بكتابه القديس والخطيئة أعاد ملف الحركة الوطنية الاسيرة الى الواجهة الفلسطينية بشكل واضح وصريح وان ما تضمنه الكتاب من قضايا هامة وقراءة عميقه لواقع السجون داعيا إلى ضرورة تأسيس مركز لتوثيق أدب الأسرى، ليوثق تجاربهم التي تعتبر أحد اهم أعمدة التراث المقاوم للاحتلال، ولشدة ما تحتويه من أدب يتفاخر ويتباهى به الفلسطيني نظراً لظروفه القاهرة داخل السجن، واعتبر الأسرى الكتاب اعضاء في الاتحاد.
وقال المحامـي والكـاتب حسن عبادي صاحب فكرة لكل اسير كتاب :"هذا لقاء مميّز يليق بالأسير خليل أبو عرام وإصداره الأخير "القديس والخطيئة" بين أهله وفي بلده ممّا أعطاها رونقًا وجمالًا. عمل الجلاد على كيّ وعي ضحاياه من الأسرى، وحاول بنمطيّة تراكميّة تدجين الحركة الأسيرة وتمزيق لحمتها وتفكيكها داخل السجون ، ورغم ذلك فإن السجون هي المكان الذي حوّل الألم إلى أمل وإنجاز، والمعاناة إلى عطاء متجدّد، والجروح إلى فعل مقاومة وتحدٍّ يوميّ، والدم إلى إرادة وإيمان وتقوى وصمود وبطولة، ومثل رافدًا حيويًا يضخ العزيمة والخبرات في الشعب والقوى المقاومة. تبيّن لي أن الكتابة خلف القضبان تجعله يحلّق ليعانق شمس الحرية".

وأوضح عيسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية، ان الكاتب الأسير خليل أبو عرام في كتابه "القديس والخطيئة" يتحرر من خلف مؤبداته القاسيات، يخرج من المعبد، يحمل صليبه وفأسه ويهدم الأصنام، يحاسبنا واحدا واحداً في المسافة المتبقية بين الجنة والجحيم، فالضحايا تصارع الضحايا، يمتصهم الواقع القمعي ويحولهم الى مختلفين وحيارى، وفي كتابه النقدي الجريء يتحدث عن مفهوم أعمق وأوسع للسجن ويكشف أن الجدران والأسلاك والابواب الموصدة والقمع والطمس والعزل والإرهاب الصهيوني ليست هي العائق أمام إرادة الحرية، وإنما ما زرعه الإحتلال في اسمنت السجن وهوائه ونظامه اليومي ما هو أقسى من السجن وأشد: نظاماً مبرمجاً يطوق الروح ويحاصر العقل ويجعل من كل أسير مجرد شيئ أو آلة.
واوضح قراقع في قراءته للكتاب ان الأسير خليل أبو عرام يطرح مشروعاً سياسياً واجتماعياً وثورياً نهضوياً للخروج من الهاوية وترميم كل الانكسارات والتراجعات التي أصابت القضية الفلسطينية والحركة الأسيرة، مشروع يقوده القديسون الأطهار ضد الشياطين الكثر والذين يتقنعون في أشكال ومسميات عديدة.
وتخلل الحفل مداخلات هامة للوزير السابق والاسير المحرر جميل مطور الذي عاش سنوات عديدة برفقة الاسير خليل ابو عرام في سجن جنيد المركزي خلال الانتفاضة الاولى مشيدا بتاريخه النضالي والذي يحمل عنفوانا ثوريا وثورة ثقافية حيث كان ملهما لكل الاسرى الجدد نظرا لاهتماماته الثقافية والادبية والتي كان لها دور في تعميق الثقافة الوطنية لدى الاسرى داخل سجون الاحتلال.
واكد القائد الفتحاوي موسى ابو صبحة، ان خليل ينحدر من عائلة اصيله لها تاريخ نضالي بدءا من والده الذي امضى عدة سنوات في سجون الاحتلال وما تعرض له اشقاءه من اعتقال وابعاد وما تطرق اليه خليل في كتابه "القديس والخطيئة" هو عبارة عن مواجهة صريحة للواقع الحالي داخل سجون الاحتلال هادفا من ذلك ليس فقط الانتقاد بقدر ما هو رساله لكل الاحرار بالتحرك لنفض غبار المرحلة والعودة الى تاريخ الحركة الاسيرة الاصيل الذي بفضله تطورت الحركة النضالية الفلسطينية على مدار سنوات الاحتلال المستمرة.
كما وجه ابراهيم نجاجرة مدير هيئة شؤون الاسرى، وجه التحية للاسير القائد خليل ابو عرام الذي عاش التجربتين في الانتفاضة الاولى وانتفاضة الاقصى فخلال كتابه عمل مقارنة واضحة وتأثيرات الانقسام بشكل عام على الحالة النضالية والتي أثرت على الخطوات النضالية بشكل كبير.

واعتبر النجاجرة الكتاب مدخلا هاما لنقاش موسع على الحركة الوطنية الفلسطينية البدء به لاسترداد الارث الحقيقي للحركة الوطنية الاسيرة من خلال لجان التثقيف الوطني والجلسات التنظيمية والتي كان لها دور في صقل شخصية الاسير داخل الاسر وبعد التحرر.
كما تحدث الاسير المحرر جميل عوض الذي اعتقل مع خليل بنفس اليوم بعد مطاردة طويله من الاحتلال وعاش معه تجربة الاسر لأكثر من 17 عام مستعرضا السيرة النضالية لرفيق النضال والكفاح. موضحا ان خليل لايزال على جبل احد يقاتل بشراسة من اجل كرامة وحرية فلسطين ودائما في المقدمة فخاض جميع معارك الاضراب عن الطعام سواء كانت جماعية او اسنادا للاسرى الذين خاضوا الاضرابات الفردية ضد الاعتقال الاداري او مساندا للاسرى المرضى فأينما وجد دائما يقف ويساند ويقاتل ويدافع عن اي فلسطيني يتعرض لبطش الاحتلال.
وفــي كلمــة شكر لراعي الحفل نادي الاسير الفلسطيني في ختام حفل الاطلاق القاها امجد النجار مدير عام العلاقات العامة والاعلام في نادي الاسير الفلسطيني، وجه الشكر لكل الذين لبوا النداء وحضروا حفل اطلاق الكتاب لاحد عناوين النضال الوطني الفلسطيني منوها ان ما ورد في صفحات هذا الكتاب من قضايا ومواضيع تمثل غصة في قلوبنا جميعا بقدر ما تمثل رساله هامة لاستعادة الدور الحقيقي للحركة الوطنية الاسيرة التي شكلت الرافد الاساسي لاستمرار العمل الفلسطيني المقاوم من خلال التعبتئة الثورية التي كان يتلقاها الاسرى داخل السجون.
وقدم الامين العام لاتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين درع شكر وتقدير لعائلة الاسير خليل ابو عرام تقديرا لهم على صمودهم ووقوفهم خلف نضال ابنهم الاسير خليل ابو عرام.
وفي ختام الحفل قدم جهاد ابو عرام نجل الاسير خليل ابو عرام كلمة باسم والده الاسير معربا عن شكره لكل من لبى الدعوة وتحمل اعباء السفر للمشاركة ومن أشرف على ترتيب وتنظيم الحفل ناقلا وصايا والده بضرورة استعادة الوحدة الوطنية التي هي صمام الامان للوصول الى برن الامان في مواجهة الاحتلال.
وقــد أشاد الحضـور بــدور الأسرى فــي الجانب العلمي وصمـودهــم وتحــدي سجانيهم وتـم تــوزيع الكتــاب علــى المشــاركين خــلال الحفـل.
ومرفق ملخص عن الكتابين (الجزء الأول: 238 صفحة، تدقيق ومراجعة: أ. جمعة الرفاعي، الإخراج الفني: سناء صباح، الصادر عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين. الجزء الثاني: 549 صفحة، تدقيق ومراجعة: أ. جمعة الرفاعي وأ. حسام أبو النصر، تصميم ومونتاج وإخراج فني: سمير حنون، إصدار الرعاة للدراسات والنشر وجسور ثقافية للنشر والتوزيع) يتناول خليل في الجزء الأوّل واقع الحركة الأسيرة في عيون روّادها، نظرة من الداخل، بينما يتناول الجزء الثاني معارك الحركة الأسيرة مطلع القرن 21؛ وهو شاهد عليها (أعتقل المرة الأولى عام 1989 وتحرّر مع إفراجات أوسلو عام 1994 ثم أعيد اعتقاله بتاريخ 31.10.2002).