موسكو - معا- تحدث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اجتماع موسّع لقيادات وزارة الدفاع، الأربعاء، عن "تحسين الاستعداد القتالي للثالوث النووي"، مؤكداً أنه يقع ضمن "أسس الحفاظ على سيادة روسيا ووحدة أراضيها".
وتمثّل روسيا قوة نووية عظمى تمتلك نحو 6 آلاف قنبلة ذرية، إضافة إلى امتلاكها وسائل الإطلاق النووية من البر والبحر والجو، في ما يُعرف بـ "الثالوث النووي" الروسي.
ويتكون "ثالوث الرّدع النووي" من 3 أنواع من الوسائل الهجومية:
النوع الأول
صواريخ (أرض – أرض) يتمّ إطلاقها من قواعد أرضية لضرب أهداف على بُعد آلاف الكيلومترات، باستخدام أنواع مختلفة من الوسائل الثابتة والمتحركة.
النوع الثاني
القصف الجوي، ويشمل إطلاق الصواريخ والقنابل من القاذفات الاستراتيجية نحو أهداف برية، فضلاً عن الصواريخ المجنحة والقنابل الموجهة، والصواريخ الباليستية التي تطوّرها الصين،حليفة روسيا، لإطلاقها من الجو.
النوع الثالث
الصواريخ النووية،ويتمّ إطلاقها من البحر في اتجاه أهداف برية باستخدام أنواع محددة من الغواصات الاستراتيجية.
ويمثل هذا النوع أخطر أسلحة "ثالوث الردع النووي"، لأنّ الغواصات التي تحمله يمكنها التخفي في أعماق البحار لأشهر قبل أن تطلق صواريخها في اتجاه هدف ما في أي مكان في العالم، من دون أن تتمكن وسائل التتبع الخاصة بالعدو من رصدها.
الطراد الروسي "بطرس الأكبر" الذي يمكنه إطلاق صواريخ نووية
من يمتلك الغواصات النووية في العالم، وما سرّ قوتها المخيفة؟
تمتلك الغواصات أهمية كبيرة في "ثالوث الردع النووي"، إذ يمكن الاعتماد عليها في الردّ بضربات انتقامية ضدّ العدو في حال قام بتنفيذ هجوم نووي مباغت ضدّ أيّ هدف تابع للدولة.
وتستخدم الدول التي تمتلك "ثالوث الردع النووي" غواصات تعمل بالطاقة النووية، ويتمّ تزويدها بصواريخ باليستية عابرة للقارات مصممة للانطلاق من البحر.
وعلى خلاف غواصات الديزل ذات المدى المحدود، فإنّ الغواصات النووية يمكنها البقاء تحت سطح الماء لفترات غير محدودة، تمكنها من التخفي عن وسائل الرصد التابعة للعدو، وتوفّر لها فرصة تنفيذ هجمات مباغتة أو انتقامية من مواقع آمنة تحت سطح البحر.
وبالرغم من أنّ عدد الدول النووية في العالم هو 9 دول، لكن عدد الدول التي تمتلك الغواصات النووية حتى الآن هو 6 دول فقط، هي روسيا والولايات المتحدة الأميركية والصين وبريطانيا وفرنسا والهند.
ما مزايا كل نوع من الأسلحة النووية الهجومية؟
صوامع الصواريخ
هي عبارة عن صوامع ثابتة تحت الأرض تحمي الصواريخ النووية الموجودة بداخلها، إضافة إلى أنّها تمثل منصة إطلاق للصاروخ، لكن أبرز عيوبها هو الموقع الثابت، الذي يمكن رصده واستهدافه في ضربات استباقية ينفّذها العدو.
المنصات البرية المتحركة
وتشمل هذه المنصات الصواريخ المحمولة على المركبات والقطارات، وتتميز بأنها أفضل من الصوامع بقدرتها الكبيرة على التخفي والمناورة.
الطائرات الحربية
وتمثل الطائرات منصات جيدة لإطلاق الصواريخ النووية نحو العدو من الجو، بصورة تقلّل احتمالات قدرته على التصدي لها، لكنّ وجودها في قواعد برية وتحليقها في الجو قبل الإطلاق يجعل احتمالات استهدافها أكبر.
ما أبرز مميزات الغواصات الروسية؟
تزود روسيا غواصاتها بصواريخ نووية عابرة للقارات وتتمتع بقدرات تدميرية هائلة، لكنّ الأمر لا يقف عند هذا الحدّ، إذ تمّ تطوير طوربيدات جديدة للقوات الروسية يمكنها أن تلحق دماراً هائلاً بشواطئ العدو ومنشآته الساحلية.
كما تمتلك روسيا أنواعاً من السفن الحربية المزودة بصواريخ نووية، مثل الطرّاد الثقيل "بطرس الأكبر"، إضافة إلى تطويرها لصواريخ فرط صوتية يمكن تزويدها برؤوس نووية. المصدر: "الميادين"