الرباط-معا- شارك وفد دولة فلسطين برئاسة أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة"الإيسيسكو" د. دوّاس دوّاس، في أعمال اجتماعات الدورة الـ43 للمجلس التنفيذي "للإيسيسكو" بصفته رئيسا للمجلس التنفيذي للمنظمة لدورة مدتها 4 سنوات.
وتكون الوفد أيضا من ق.أ مدير عام المنظمات الدولية باللجنة الوطنية خلود حنتش، والمستشارة القانونية دعاء الصغير، بالإضافة للدكتور إياد مصطفى من إدارة أفريقيا في وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، والذي عقد في مقر المنظمة بالعاصمة المغربية الرباط، خلال يومي 23 و24 من الشهر الجاري، وذلك بجانب مشاركة وفود ٤٦ دولة من أصل ٥٣ دولة من الأعضاء في المنظمة، وبحضور د. محمد عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مصر رئيس المؤتمر العام للإيسيسكو بدورته الحالية، ومدير عام المنظمة د. سالم بن محمد المالك.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية أعلن المدير العام "للإيسيسكو" الانضمام الرسمي للجمهورية اللبنانية إلى المنظمة، وأنها استوفت الإجراءات القانونية، حيث تلقى رسالة رسمية من السيد نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة اللبنانية، حول هذا الشأن.
ومن جهته، رحب د. دوّاس باسم المجلس التنفيذي، بطلب جمهورية لبنان الانضمام إلى المنظمة، وقال: "إن لبنان كان وما يزال نموذجا للتعددية وللتعايش بين الديانات والحضارات، وانعكاساته على الجوانب الثقافية، والحضارية، والسياسية. حيث أن وجود لبنان بيننا هو إضافة نوعية لمنظمتنا، فاهلا وسهلا بالزملاء من جمهورية لبنان، ونتمنى منكم دورا فعالا كما عهدناكم، لما فيه من مصلحة وفائدة لمنظمتنا، ولشعوبنا، ولدولنا".
ووجه دوّاس في كلمته أيضا، التحية للحضور الرياضي المشرف للمنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال قطر، وحسن التنظيم لدولة قطر الشقيقة لكأس العالم، مظهرة من خلالها رسالة حقيقية ثقافيا وإنسانيا وحضاريا للشعوب العربية والإسلامية، لكسر الصورة النمطية التي حاول البعض إلصاقنا بها، مشيرا إلى أن دبلوماسية الرياضة استطاعت أن تنقل القضية الفلسطينية إلى ضمير العالم أجمع بعد أن رفعت الأعلام الفلسطينية في كافة الملاعب، لتساهم بإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي.
ولفت دوّاس إلى أن رئاسة فلسطين للمجلس التنفيذي لمنظمة الإيسيسكو، تحظى بالرعاية والدعم من أعلى المستويات السياسية سواء على مستوى الرئاسة، ووزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، من خلال توفير كل متطلبات إنجاح رئاسة فلسطين لهذا المجلس، لكي تستطيع فلسطين أن تدلي باطلالاتها التربوية والعلمية والثقافية، وأن تساهم مع الإيسيسكو بالنهوض بعالمنا الإسلامي بما تمتلكه فلسطين من خبرة وثراء حضاري وثقافي وتربوي وعلمي.
وأكد د. دوّاس أيضا، على أن المنظمة أصبحت في مكانة تستحق الثناء والتقدير، حيث أنها تسعى إلى تحقيق أعلى درجات الكفاءة من خلال مختلف الأنشطة والبرامج الهادفة إلى إرساء ممارسات تربوية وثقافية وعلمية متميزة، من أجل مواجهة التحديات ومواكبة الاحتياجات المستجدة للدول الأعضاء.
وأوضح دوّاس أهمية عقد المجلس التنفيذي في دعم جهود "الإيسيسكو" لأداء رسالتها في كل المجالات، داعيا إلى مواصلة التطوير والبناء في إطار نهج متعدد الأطراف متكامل مع توجهات الإدارة العامة للمنظمة.
فيما نقل دوّاس تحيات الشعب الفلسطيني الذي يؤكد باستمرار على اعتزازه بدول عالمنا الإسلامي التي ما انفكت تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية وأهمية القدس الشريف للعالم الإسلامي أجمع، معتزين بكوننا جزءا أصيلا من هذه المنظمة الموقرة، لنساهم بالنهوض بعالمنا الإسلامي في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
وفي كلمة د. سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، والتي أكد فيها أن المنظمة مستمرة في نهجها التجديدي والتحديثي، لتكون منظمة ذات توجه عملي متكامل، وأضحت في مصاف المؤسسات الدولية المرموقة، منوها بأن الإيسيسكو حصلت على العديد من الجوائز والشهادات العالمية المتميزة خلال عام 2022.
واستعرض المالك أبرز الإنجازات التي حققتها الإيسيسكو، من خلال عقدها العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل، وإطلاقها مبادرات وبرامج تولي أولوية للنساء والشباب، والتكنولوجيا وعلوم الفضاء وحماية التراث، وتستحدث عددا من الكراسي العلمية في الجامعات المرموقة، وأنه في آفاق إسهامها الحضاري الخلاق، تستضيف الإيسيسكو المتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية.
وبدورها أشادت الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية للتربية والثقافة والعلوم هبة نشابة، بجهود دولة فلسطين ممثلة برئيس المجلس التنفيذي للمنظمة وأمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم د. دوّاس دوّاس، لحسن متابعته العمل مع دولة لبنان، ومصداقيته التي نعتز بها، وتلقفه بكل مودة طلب تشريف لبنان بالعودة إلى صفوف الإيسيسكو بعد ٢٠ عام من الخروج.
واعتمدت الدورة الحالية مجموعة من القرارات أهمها اعتماد التقرير التنفيذي لأنشطة المنظمة للعام 2022، والتقارير المالية للعام 2021، بالإضافة لتقرير "الإيسيسكو" عن مساهمات الدول الأعضاء في موازنتها، والتصور العام لمشروع ميثاق "الإيسيسكو" للذكاء الاصطناعي، ومشروع نظام المشتريات.
كما اعتمدت أعمال الدورة مقترحات الإجراءات المالية لاستفادة المنظمة من مخصصات الأعباء الإدارية للمشاريع والبرامج من خارج الموزانة، وتم إجراء عرض حول تنفيذ برنامج المهنيين الشباب، وعرض آخر حول دليل نظام الحوكمة في المنظمة، بالإضافة لاستراتيجية التعاون بين اللجان الوطنية والمنظمة (تجارب نموذجية)، والترحيب بدعوة المملكة العربية السعودية لجلسات المجلس التنفيذي بدورته القادمة، وتم تشكيل لجنتين الأولى حول تعديل النظام الأساسي للموظفين والنظام الداخلي لصندوق التعويض، والثانية حول إنشاء "صندوق تعليم الموهوبين.