الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تضر البرودة الشديدة بالرئتين؟

نشر بتاريخ: 04/01/2023 ( آخر تحديث: 04/01/2023 الساعة: 13:51 )
هل تضر البرودة الشديدة بالرئتين؟

بيت لحم- معا- يتمتع البشر بالقدرة على التكيف والتعامل مع الفصول المتغيرة، لكن البرد الشديد، تماما مثل الطقس الحار للغاية، يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على أجزاء مختلفة من أجسامنا.

وفي ظل تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في مناطق كثيرة من الولايات المتحدة، بدأ الكثيرون في طرح عدد من التساؤلات حول مدى تأثير هذا الطقس المتطرف على الصحة.

ومن بين الأسئلة المطروحة الأكثر إلحاحا: هل يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى ما تحت الصفر إلى تجميد الرئتين؟.

ويشرح الدكتور آريان شياري، اختصاصي أمراض الرئة في مؤسسة "مايو كلينك": "يبذل جسمنا قصارى جهده للحفاظ على درجة حرارتنا الأساسية عند حوالي 37 درجة، وبما أن الرئتين مغطاتان داخل التجويف الصدري، فما لم يكن الجسم كله في خطر لا يفترض أن تكون الرئتان معرضتين للخطر".

ومع ذلك، أشار إلى أن الهواء البارد الجاف يمكن أن يدخل رئتيك ويسبب تهيجا، ما يؤدي إلى تشنج قصبي قد يتسبب في الإحساس بشد الصدر. ومن غير المحتمل أن تتجمد رئتاك.

وقد تشعر بعدم الراحة أو حتى بالحرقان من جراء التنفس في درجات الحرارة الباردة. وهو أمر شائع.

ويوضح الدكتور شياري: "أجسامنا مصممة بشكل جيد جدا للتكيف مع دخول الهواء البارد. وهناك العديد من الآليات التي تسمح برفع درجة حرارة الهواء وترطيبه قبل أن يصل فعليا إلى الرئتين، حيث يحدث تبادل الغازات".

وأضاف: "ما يحدث هو أن الهواء البارد يكون عموما أكثر جفافا، ويعمل جسمك على ترطيبه. وفي خلال هذه العملية، يمكن أن يسبب تهييجا للممرات الهوائية، ما ينتج عنه عملية تسمى تشنج القصبات، حيث تضيق هذه الممرات الهوائية، وتحصل على الشعور بضيق النفَس".

الأشخاص المصابون بأمراض الرئة المزمنة

يمكن أن يكون الهواء شديد البرودة خطيرا على أي شخص، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، فإن البرد يمكن أن يجعل الأمور أسوأ. ومع انتفاخ الرئة، على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب الهواء البارد في حدوث تقلصات في الشعب الهوائية، ما يجعل التنفس أكثر صعوبة.

كما يقول الدكتور شياري: "المرضى الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي، سواء أكان ذلك الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض الرئة الأخرى، هم أكثر عرضة لتفاقم أعراضهم إذا واجهوا ظروف الشتاء البارد. وأفضل شيء يمكنهم القيام به لحماية أنفسهم هو الاستعداد، سواء كان ذلك بالحصول على إمدادات إضافية من جهاز الاستنشاق الخاص بهم لبضعة أيام في حالة الطوارئ، أو وجود مولد طوارئ لمعداتهم الطبية، مثل أجهزة التنفس الاصطناعي أو أجهزة ضغط الهواء الإيجابي المستمر أو مكثفات الأكسجين".

نصائح للتنفس بأمان

يقول الدكتور شياري إنه يجب عليك محاولة تجنب الخروج أثناء عاصفة الشتاء. ويشير إلى أنه إذا كان عليك أن تكون بالخارج، فاتبع نصيحة التنفس: "من الأفضل عموما أن يكون الشهيق من خلال أنفك والزفير من خلال فمك. أنفك يقوم بترطيب الهواء وتدفئته أفضل من فمك. ويحسن وجود وشاح يُلف حول أنفك وفمك، أو قناع تزلج، إذ يمكن أن يساعد في الهواء الطلق، لأنه يمكن أن يحبس بعضا من الحرارة والرطوبة".

وحاول تجنب ممارسة الرياضة في الخارج في الطقس البارد إذا كنت تعاني من الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض الرئة المزمنة.