القاهرة- معا- المركز الإعلامي- أطلق الروائي والإعلامي د.أحمد رفيق عوض رواية "الحياة كما ينبغي" وذلك في إطار أمسية ثقافية نظمتها سفارة دولة فلسطين بالقاهرة- في مستهل الفعاليات الثقافية والفنية الفلسطينية على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال54 وذلك في ساقية عبد المنعم الصاوي.
جاء ذلك في إطار ندوة “السرد المعاصر فى الأدب الفلسطيني"، والتي أدارها المستشار الثقافي للسفارة ناجي الناجي، بمشاركة الروائي والإعلامي زياد عبد الفتاح .
وافتتح ناجي الناجي الندوة بنقل تحيات سعادة سفير دولة فلسطين بمصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح للحضور الكرام، مثمناً عقد هذه الأمسية الثرية بضيوفها ومحاوريها الكرام في هذا التوقيت الحيوي الذي تشهده العاصمة المصرية القاهرة وفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يؤمه الكثير من رواد الأدب المعاصر.
وثمن مشاركة كبار القامات الأدبية الفلسطينية المعاصرة فيها، مؤكدا أن العالم عهد شعب فلسطين بكل مكوناته يمارس الصمود والمقاومة على أرضه وكذلك بالقوى الناعمة التي يفهمها الآخر لحرصه على التشبث بحقه بالحياة ما استطاع إليها سبيلا، مؤكدا ضرورة تكاتف الجهود الثقافية من أجل تأصيل الرواية الفلسطينية الحقيقية التي تنقل صورة الواقع والتي يسعى الاحتلال لإحلالها بالرواية المزيفة التي يروجونها في كافة المنابر.
ومن جهته، عبر د أحمد رفيق عوض عن سعادته بالتواجد في القاهرة التي يأمها الرواد والمثقفون والمبدعون نهلا من الزخم الثقافي للمعرض الدولي للكتاب، مثمنا أهمية النشاط الثقافي في تسليط الضوء على المشهد الفلسطيني ودوره في خلق زخم يدفع نحو مزيدا من الإبداع واثراء المشهد الأدبي الفلسطيني.
وتطرق د.عوض في حديثه حول وضع السرد الفلسطيني على مر مراحل الكفاح والثورة والنضال الفلسطيني، وكيف تطور ليعكس الوضع السياسي الفلسطيني سواء في الداخل أو الشتات، ودور النخب في بلورة الاتجاهات والمدارس السردية الفلسطينية، وتطور الحكي فيها لينقل بالتفاصيل طبيعة الحياة اليومية الفلسطينية مما عزز من تأطير الهوية الوطنية الفلسطينية رويدا رويدا ومن ثم توج ببدء الوعي بالهوية الفلسطينية.
واكد تطور أسلوب السرد الفلسطيني من عشرينات القرن الماضي وعلى مدى مئة عام من الصراع مع المحتل حتى اللحظة، وأكد أن الروايات الفلسطينية بدأت حينها تأخذ منحى الحكم والوعظ والمنشورات السياسية وما لبثت أن انعكست آثار النكبة على تفاصيل الأدب الفلسطيني مما أثرى المشهد العربي حينها تجاه المعاناة الفلسطينية المستمرة بروايات سردية بها تفاصيل حياة تبلور قصة الأرض ونضال الشعب ومراحل النضال الشعبي الفلسطيني لتحافظ على كينونة وهوية المجتمع الفلسطيني سواء في الداخل أو الشتات .
وأكد د. عوض أن التحديات الكبرى الفلسطينية ساهمت في خلق تحديات نوعية أكبر انعكست على الأدب الفلسطيني والسرد فيه على مر العصور، فالسرد يعكس تغير الظروف لينضج رويدا ويمكن لاحقا من تشكيل وتكوين فكر للأمة، مؤكدا أن السرد يبدأ من العائلة الصغيرة ويتطور لسرد الجماعة ومن ثم الشعب ككل فيكون فكر الأمة ليخلق لها كينونة سردية تعكس حياتها وأدق تفاصيلها حتى تخلق حدودا للجماعة، وأن الأمر أظهر في تاريخ السرد الفلسطيني وتبلور مراحله مع تطور الصراع والمرحلة السياسية ليصير بمثابة وثيقة تروي أدق تفاصيل الحياة في الداخل والشتات .