رام الله- معا- شهد الشهر الأول من العام 2023 ارتفاعاً في أعداد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في فلسطين.
ووثق مركز مدى خلال شهر كانون ثاني ما مجموعه 59 انتهاكاً، ارتكبت قوات وسلطات الاحتلال 44 انتهاك منها، في حين ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة 8 انتهاكات، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولة عن 7 انتهاكات منها.
ويمثل هذا الارتفاع ما مقداره 28 نقطة وبنسبة (203%) مقارنة بما وُثق خلال الشهر الذي سبقه (كانون أول 2022) الذي كان شهد 29 إنتهاكا منها 20 انتهاكاً ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية، و6 انتهاكات ارتكبتها وسائل التواصل الاجتماعي، و3 إنتهاكات ارتكبتها جهات فلسطينية.
الانتهاكات الإسرائيلية:
ارتفع عدد الانتهاكات الإسرائيلية من 20 انتهاكاً ارتكبت في شهر كانون أول إلى 44 انتهاكاً خلال كانون ثاني الماضي 2023، وبلغت نسبة الانتهاكات الإسرائيلية 75% من مجمل الانتهاكات المرتكبة خلال الشهر.
وكان أبرز هذه الانتهاكات إصابة الصحفيين مصور وكالة "SIPA USA" نضال اشتية بشظية عرضها 5 سنتميترات في الفخذ، وإصابة مدير شركة "Blosom" برصاصة حية في عضلة الساق الأيمن. وإصابة الصحفي ليث جعار برصاصة مطاطية في يده اليسرى.
كما اعتقلت قوات الاحتلال مصور وكالة "J-Medis" عبد المحسن شلالدة لأربعة أيام، واحتجزت صحفيين اثنين على حاجز "دير شرف"، إضافة لمنع جنود الاحتلال مراسل قناة الجزيرة مباشر من عمل البث المباشر، واحتجاز المتطوع لدى مؤسسة "بيتسيلم" لساعتين على مدخل بلدة "بيت أمر" في الخليل، فيما مُنع المصور الحر إبراهيم السنجلاوي من تغطية اقتحام "بن غفير" للمسجد الأقصى بحجة عدم إمتلاكه بطاقة مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي.
ووثق خلال الشهر الماضي 15 انتهاكاً بالاستهداف لمنع التغطية، وهي استهداف مجموعة صحفيين بقنابل الغاز وتعرضهم للاختناق في المنطقة الشرقية بمدينة نابلس. إضافة لاستهداف مجموعة أخرى بالرصاص المطاطي لمنعهم من تغطية اقتحام المستوطنين لبلدة "عورتا" في نابلس، إذ أصابت إحدى الرصاصات كشاف كاميرا المصور ليث جعار وكسرته، كما تم احتجاز ذات المجموعة لحين انتهاء عمليات الاقتحام.
واستهدفت قوات الاحتلال 4 صحفيين بالرصاص الحي لمنعهم من تغطية المواجهات في مخيم جنين سقطت رصاصتين منها قرب أقدام الصحفيين مراسل قناة رؤيا والأخرى بجانب قدم مصور وكالة "J-Media" ليث جعار. أيضا منعت شرطة الاحتلال 4 صحفيين وطاقم إعلامي من تغطية الأحداث في بلدة "سلوان" جنوب المسجد الأقصى، كما منعت صحفيين اثنين من تغطية تجمع المواطنين في بلدة "بيت حنينا" رفضاً للإغلاق المفروض عليها.
كما وتعرض مراسل "شبكة قدس الإخبارية" عبد الله بحش لمحاولة دهس من قبل أحد المستوطنين قرب بلدة "حوارة" في نابلس.
انتهاكات وسائل التواصل الاجتماعي:
ارتفع عدد الانتهاكات المرتكبة من قبل وسائل التواصل الاجتماعي لتبلغ 7 انتهاكات خلال الشهر الأول من العام 2023 شكلت ما نسبته 12% من مجمل الإنتهاكات المرتكبة، في حين لم يوثق خلال الشهر الأخير من العام 2022 أي انتهاك بهذا الصدد.
وانحصرت هذه الإنتهاكات فيما ارتكبه تطبيق "فيسبوك" من إغلاق لصفحة إذاعة "راية إف إم" لمدة يومين دون سابق إنذار ودون سبب واضح، كما أغلق صفحة "الشرق للأخبار" لمدة ثلاثة أسابيع على خلفية تغطية أخبار القدس.
وقيد "فيسبوك" حساب 5 صحفيين ومحررين يعملون مدراء لصفحة شبكة قدس الإخبارية على خلفية التحريض ضدها.
الإنتهاكات الفلسطينية:
ارتفع عدد الإنتهاكات المرتكبة من جهات فلسطينية مختلفة في الشهر الأول من العام لتبلغ 8 انتهاكات بنسبة 14% من جميع الإنتهاكات، وتوزعت على (7 في الضفة الغربية، وانتهاك واحد في قطاع غزة). مقارنة مع 3 إنتهاكات وثقت في الشهر الذي سبقه كانون ثاني 2022.
وكان جهاز المخابرات الفلسطيني قد استدعى كلا من مصور قناة الجزيرة مباشر محمد تركمان، ومراسل ذات القناة الصحفي محمد سمرين للتحقيق، كما منعت عناصر الأمن الوطني المصور تركمان من تغطية المسيرة السلمية على دوار الشهداء وقامت بمصادرة معداته.
وحرضت جهات فلسطينية ضد الصحفي محمد الأطرش على خلفية مشاركته في إعداد حلقة برنامج "ما خفي أعظم"، كما حرضت ضد "شبكة قدس الإخبارية" بشكل ممنهج واتهمتها بالخيانة والعمالة لحذف منشوراتها عن تطبيق فيسبوك.
يضاف لما سبق إقدام صحيفة "الحياة الجديد" على فصل رسام الكاريكاتير محمد سباعنة من عمله بعد أن قام بنشر رسمة ينتقد فيها الرئيس الفلسطيني. وإقدام مباحث المؤسسات في وزارة الداخلية بقطاع غزة على منع مؤسسة فلسطينيات من عقد ورشة حوارية لمناقشة تحقيق صحفي.