رام الله -معا- كشف نادي الأسير، تفاصيل جديدة عن اللحظات الأخيرة لشهيد الحركة الأسيرة أحمد أبو علي، الذي ارتقى أمس، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيلي.
وأكد النادي في بيان، اليوم السبت، أن أبو علي وبعد تناوله وجبة العشاء، توجه نحو "برشه- سريره"، حيث يقبع في قسم (10) أحد أقسام الخيام في سجن "النقب" الصحراوي، وشعر بالتعب، وعندما توجه الأسرى نحوه، كان فاقدا للوعي، وحاولوا مساعدته إلا أنهم لم يستطيعوا.
وأوضح أن الأسرى بدأوا بالتكبير والصراخ، إلى أن أحضرت الإدارة ممرضا، وكان قد مر نصف ساعة على فقدانه للوعي، ثم نقل لاحقا عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى "سوروكا"، قبل أن يعلن عن استشهاده، مضيفا أنه خلال فترة نقله إلى المستشفى أحضرت إدارة السجون وحدات خاصة تعرف بوحدات "كيتر"، استعدادا لأي مواجهة مع الأسرى.
وقال "على مدار يوم أمس بقيت أقسام أسرى النقب مغلقة، وتوقفت كافة مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية التي يفرضها واقع الحياة الاعتقالية في السجن".
يذكر أن الشهيد ابو علي، عانى على مدار سنوات اعتقاله، من مشاكل حادة وعدم انتظام في دقات القلب، كذلك من السمنة، والسكري، والضغط، وتراكم مياه على الرئة مؤخرا.
وأشار نادي الأسير إلى أن عمليات المماطلة المتعمدة التي تنفذها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى، تشكل الأداة الأبرز في تنفيذ عملية "قتل بطيء" بحقّهم، التي أدت لاستشهاد العديد منهم داخل السجون، ولعل قضية الأسير سامي العمور الذي ارتقى عام 2021، كانت شاهدًا على هذه الجريمة، حيث انتظر مدة 14 ساعة فيما يسمى "المعبار" قبل نقله إلى المستشفى في حينه، ولاحقا استشهد في مستشفى "سوروكا".
وبيّن أن إدارة السجون لا توفر أي طبيب مختص في سجن النقب، رغم أنه من السجون المركزية، حيث يقبع فيه نحو 1300 أسير، بينهم عشرات المرضى، منهم من يعاني أمراضا مزمنة، لافتا إلى أن من بين 235 شهيدا ارتقوا منذ عام 1967 في السجون، (75) منهم ارتقوا نتيجة لجريمة الإهمال الطبي.
وباستشهاد الأسير أحمد ابو علي، واستمرار احتجاز جثمانه، يبلغ عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال (13) أسيرا شهيدا وهم: أنيس دولة، استشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات
عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم استشهدوا عام 2019، وسعدي الغرابلي.
ومن الأسرى الشهداء أيضا: كمال أبو وعر استشهد عام 2020، وسامي العمور عام 2021، وداوود الزبيدي، ومحمد ماهر تركمان الذي ارتقى في مستشفيات الاحتلال، وناصر أبو حميد، وجميعهم ارتقوا العام الماضي، إضافة إلى وديع أبو رموز وأحمد ابو علي ارتقيا العام الجاري.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم، نحو 4780 أسيرا، بينهم 29 أسيرة، و160 طفلا، و914 معتقلا إداريا.