عمان- معا- انطلقت في العاصمة الأردنية عمان، اليوم الثلاثاء، أعمال مؤتمر "غسان كنفاني للرواية العربية" تحت عنوان "فلسطين في الرواية العربية"، الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية، بالتعاون مع نظيرتها الأردنية.
ويعد هذا المؤتمر جزءاً من سلسلة النشاطات التي تنظمها وزارة الثقافة احتفاءً بالذكرى الخمسين لاستشهاد الأديب المناضل غسان كنفاني حيث كانت الحكومة الفلسطينية قد أقرت لجنة وطنية لهذه المناسبة برئاسة وزارة الثقافة.
وافتتح أعمال المؤتمر، مدير عام الآداب والنشر والمكتبات في وزارة الثقافة عبد السلام العطاري، ممثلا عن وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف، ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر إبراهيم السعافين، والوكيل المساعد في الوزارة ماهر أبو ريدة، وأعضاء اللجنة المنظمة، وعدد من الباحثين والمفكرين والكتاب.
وأكد الوزير أبو سيف، في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه العطاري، أن كنفاني دائم الحضور والاستحضار في حياتنا الثقافية والسياسية والوطنية والقومية.
وأضاف أن قلم غسان كان ينهل من حبر لا ينضب، ويكتب فلا يجف حتى يواصل الكتابة، إلى جانب كل ذلك كان مثقفا من طراز فريد ولم يكن كاتبا يبحر في لجاج الفنتازيا، باحثا عن عالم يصلح للسرد ويصلح لعالم الرواية، حيث يصعب الفصل بين الواقع والخيال، كما لم يكن سياسيا يبحث عن عالمه المثالي عبر الشعارات الكبيرة التي لا تصلح إلا لاستهلاك الجمهور، ولا كان صحفيا يبحث عما يغري متابعيه من أجل تزجية وقتهم المستقطع.
وأكد أن انعقاد المؤتمر في عمان يأتي في إطار التعاون المستمر بين وزارتي الثقافة الفلسطينية والأردنية، والتي كان آخرها الاتفاقية الموقعة العام الماضي.
من جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الأديب والناقد إبراهيم السعافين "إن هذا المؤتمر يحمل اسم غسان الروائي العبقري الذي جسد فكرة الرواية العبقرية رجال في الشمس، في قصة قصيرة هي "لؤلؤ في الطريق" قبل أن يقول جملته العبقرية الخالدة: "لماذا لم تدقوا جدران الخزان" وهو في الثانية والعشرين من عمره".
بدوره، قال ممثل وزيرة الثقافة الأردنية، مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الأردنية نضال الأحمد العياصرة، إن هذا المؤتمر هو استكمال للمؤتمر الذي عقد في فلسطين عام 2022 لإحياء ذكرى استشهاد مؤسس الرواية الفلسطينية الحديثة الشهيد غسان الكنفاني، الذي ترك منجزا روائيا مهما أغنى من خلاله المشهد السردي العربي، ورسخ مفهوم الأدب المقاوم في الإبداع الروائي، فضلا عما أنجزه من مئات الدراسات والمقالات في الثقافة والفكر والأدب والسياسة، إضافة لإسهاماته في مجال القصة القصيرة والمسرح".
وأشار إلى أن انعقاد هذا المؤتمر جاء بتعاون مثمر بين وزارتي الثقافة في الأردن وفلسطين، تأكيدا على العلاقة الاستثنائية التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية بدولة فلسطين، حيث كانت القدس وما زالت موضع اهتمام الملك عبد الله الثاني وجميع أبناء الشعب الأردني.
وأكد أن العلاقات الأردنية والفلسطينية مميزة وممتدة، حيث ترتبط الوزارتان باتفاقية تعاون في مجال الثقافة والإعلام منذ عام 1995، وقد تم التوقيع على عدة برامج تنفيذية للتعاون الثقافي كان آخرها البرنامج التنفيذي للأعوام (2022-2025)، كما شاركت الوزارة في معرض فلسطين للكتاب عام 2022 بالإضافة إلى تنظيم أسابيع ثقافية في الأردن وفلسطين، ومشاركات الفنانين والأدباء الأردنيين والفلسطينيين في كلا البلدين.
يذكر أن وزارة الثقافة نظمت ملتقى الرواية العربية في فلسطين في هذه الذكرى كما نظمت مؤتمراً آخر في حيفا في شهر نوفمبر الماضي، وهي بصدد تنظيم مؤتمر مثيل في غزة الشهر القادم، هذا وأطلقت الوزارة قبل أسبوعين الطبعة الثانية من جائزة غسان كنفاني للرواية العربية التي أطلقتها بنسختها الأولى بمناسبة الذكرى الخمسين لاستشهاد غسان.