جنيف- معا- بعض المناطق الساحلية شهدت ارتفاعًا في مستوى سطح البحر وهناك 4 دول مهددة بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد، بتلك التصريحات عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش عن مخاوفه من انخفاض عدد دول المنظمة في 2050، مشيرًا إلى أن الخطر يهدد 10% من سكان الأرض.
تغير المناخ وذوبان الجليد
وأشار جوتيرش خلال نقاش مفتوح أمام مجلس الأمن على المستوى الوزاري، إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحار سيعد تهديدا مضاعفًا للأخطار، ومن المحتمل أن يؤثر علي السلم والأمن الدوليين، مؤكدَا أن مجلس الأمن له دور حاسم في بناء الإرادة السياسية لمواجهة التحديات الأمنية المدمرة الناشئة عن ارتفاع منسوب مياه البحار، وضرورة العمل المشترك لدعم حياة وسبل عيش ومجتمعات الأشخاص الذين يعيشون في الخطوط الأمامية لهذه الأزمة.
مشكلات للدول الجزرية والنامية
كما أوضح أن ارتفاع مستوى سطح البحر من المقرر أن يسبب العديد من المشكلات لمئات الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجُزرية الصغيرة النامية وفي المناطق الساحلية المنخفضة حول العالم،إضافة الي تهديد الأرواح ووصول المياه والغذاء والرعاية الصحية، محذرًا من أن تسرب المياه المالحة يمكن أن يتسبب في تدمير اقتصادات بأكملها في الأنشطة الرئيسية مثل الزراعة ومصايد الأسماك والسياحة، وتلف أو تدمير البنية التحتية الحيوية، ويهدد ارتفاع منسوب مياه البحار وجود بعض المجتمعات في الأماكن المنخفضة وحتى الدول.
الدول المتضررة
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أن دولا مثل بنجلاديش والصين والهند وهولندا في خطر، وستواجه المدن الكبرى في كل قارة تداعيات خطيرة، ومنها لاجوس ومابوتو وبانكوك ودكا وجاكرتا ومومباي وشنجهاي وكوبنهاجن ولندن ولوس أنجلوس ونيويورك وبوينس آيريس وسانتياجو.
وفي السياق ذاته أكد بيان صادر عن الأمم المتحدة أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أصدرت بيانات بارتفاع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر منذ عام 1900 بشكل أسرع من أي قرن سابق خلال الثلاثة آلاف عام الماضية، وارتفعت درجة حرارة المحيطات العالمية خلال القرن الماضي بشكل أسرع من أي وقت مضى خلال الأحد عشر ألف سنة الماضية، وأنه أن اقتصر ارتفاع درجة الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية فسيكون هناك ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر، وإذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار درجتين، فسيتضاعف ارتفاع مستوى سطح البحر، وإذا زادت درجات الحرارة بشكل أكبر سيؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل هائل.
اختفاء مدينة الإسكندرية
وسلطت تلك التحذيرات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، الضوء علي التحذيرات التي فاجأ بها رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون خلال شهر نوفمبر الماضي أثناء مشاركته بقمة المناخ، عندما تحدث عن اختفاء مدينة الإسكندرية وشنجهاي وميامي عند ارتفاع درجات الحرارة بنحو 4 درجات، حيث قال حينها إن نهاية العالم أصبحت قريبة، وعملية ضخ الكربون في الهواء متسارعة، وأنه علي الجميع الإسراع في اتخاذ التدابير لمواجهة التغيرات المناخية.
وكان جونسون أكد أن ثمة مدن قد تختفي تماما في حال ارتفعت حرارة الأرض 4 درجة مئوية إضافية، وأنه علينا أن لا نتجاهل العلماء، ومع ارتفاع الحرارة إلى أكثر من ٢%، سنعاني من نقص المحاصيل وزيادة الجراد، ومع ارتفاع الحرارة عن ٥ درجات سنخسر مدنا مثل الإسكندرية وشنجهاي التي ستذهب تحت سطح البحر، مطالبا سرعة التصدي للتغيرات المناخية لأنه لا مزيد من الوقت لهدر الفرص.
ونادي جونسون العالم بضرورة قيام ثورة خضراء لمواجهة التغيرات المناخية، والعمل معا لإزالة الكربون من الهواء، مشيرًا أن بيع السيارات التي تعتمد على الوقود سينتهي بحلول 2030.
تغيرات مناخية خطرة
لسنوات طويلة، ساد اعتقاد بأن مستويات أسطح بحار العالم سترتفع بنحو أقل من متر، على أكثر تقدير، بحلول عام 2100، ولكن الدراسات الحديثة رجحت ارتفاع مستوى سطح البحر بنسبة أعلى بكثير بسبب التسارع المطرد في ذوبان الجليد في جرينلاند وأنتاركتيكا.
وتشير دراسة أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، إلى أن مستوى سطح البحر سيرتفع لأكثر من مترين ما يعني أن العالم سيفقد مساحة من اليابسة تبلغ 1.79 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة ليبيا كاملة.
ويمثل هذا السيناريو كارثة للزراعة والأمن الغذائي في مناطق متفرقة من العالم وذكرت مصر كنموذج، التي يتوقع أن تشهد غرق مساحة شاسعة من دلتا النيل، تضم مدينة الإسكندرية التي يتجاوز تعداد سكانها خمسة ملايين شخص، ويشكل ناتجها الصناعي نحو 40 في المائة من إجمالي الناتج الصناعي المصري.