الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر القدس صمود وتنمية- جامعة الدول العربية.. التعليم لتعزيز الرواية والصمود والحفاظ على الهوية

نشر بتاريخ: 17/02/2023 ( آخر تحديث: 17/02/2023 الساعة: 11:52 )
مؤتمر القدس صمود وتنمية- جامعة الدول العربية.. التعليم لتعزيز الرواية والصمود والحفاظ على الهوية

الكاتب: د. وليد سالم

تحاجج هذه الورقة أن كيان الاحتلال لا ينجح رغم كل محاولاته في تحقيق أسرلة التعليم في القدس الشرقية ، ولا في خلق شخصية مقدسية منفصلة عن فلسطينيتها وعروبتها واسلاميتها ومسيحيتها ، وأن التعليم الناتج عن قمع الاحتلال اليومي وخلال الهبات المواجهة للقمع ، والتعليم الذي يتم من الأنداد ، والمجتمع المحلي ، والعائلة ، والمدرسة الأهلية ومدرسة الوكالة ، وعبر مؤسسات المجتمع المدني والفضاء الالكتروني لا زال قادرا على التغلب على نهج أسرلة التعليم الذي تسعى لتكريسه مدارس البلدية ووزارة المعارف الإسرائيلية والمؤسسات شبه الرسمية وغير الرسمية مثل المراكز الجماهيرية ومركز بيلي للثقافة والفنون ومركز ماطي لريادة الأعمال وغيرها. وترى الورقة في ذلك كله أنه يفتح فرصة أمام العالم العربي والإسلامي والعالم المتضامن مع فلسطين من أجل إنقاذ التعليم الفلسطيني العربي الإسلامي المسيحي في القدس الشرقية من خطر الأسرلة الذي يتهدده ، لا بل وايضا حماية وجود هذا التعليم وزيادة الإقبال عليه من الطلبة والرقي بجودته ، وذلك من خلال العمل على التعليم الشامل في المدينة عبر دعم وتصليب عود وإمكانات وامكانيات مدارس الأوقاف الإسلامية والمسيحية، ومدارس الأونروا ، وبرامج التعليم غير الرسمي لمنظمات المجتمع المدني وفي الفضاء الالكتروني وفي المجتمع المحلي ومن خلال الأنداد .

تمهيد : التعليم في إطار الصورة الأوسع لمحو الطابع العربي للقدس ، ومواجهة الرواية الصهيونية بالحقائق العلمية والتاريخية

يدور الصراع على القدس بين الحفاظ على طابعها العربي - الإسلامي والمسيحي أرضا وفضاءا ومشهدا وبين تهويدها وأسرلتها وجعلها عاصمة متوسعة لإسرائيل على حساب الأراضي الفلسطينية . وتأتي مكونات هذه المداخلة في هذا الإطار

يتجسد الصراع المذكور في مجال التعليم من خلال سعي الصهيونية لفرض الرواية الصهيونية العامة حول فلسطين عامة بأنها " أرض إسرائيل " التي تعود تاريخيا الى " شعب اسرائيل " الذي يدعى أنه نفي منها قبل ثلاثة آلاف عام ، فيما استمر في الحفاظ على نقائه العرقي في " الشتات " طيلة هذه السنوات ، ويتضمن منهاج " مدنيات إسرائيل " الذي يتم تعليمه في مدارس القدس الشرقية التابعة للبلدية ووزارة المعارف الإسرائيلية هذه الاساطير . وبالنسبة للقدس تحديدا فإن الرواية الصهيونية تذهب الى ما هو أبعد حيث تعتبر المدينة على أنها العاصمة التاريخية ل " الشعب اليهودي " منذ ثلاثة آلاف عام ، وانها المكان القدس لليهود منذ انشاء هيكل سليمان فيها . ولهذا تم اعلان القدس منذ احتلال عام ١٩٦٧، على أنها " العاصمة الموحدة لدولة إسرائيل " ولاحقا أضيف لمفهوم العاصمة الموحدة أنها ايضا تمثل " مركز وقلب الشعب اليهودي في العالم بأسره "، وانعكس ذلك أيضا في منهاج مدنيات اسرائيل سابق الذكر .

فكك الكاتب الرواية الصهيونية هذه في مؤتمر" نقض الرواية الصهيونية " الذي عقد في رام الله عام ٢٠٢١، وستنشر أوراق المؤتمر قريبا . ويمكن القول هنا بإيجاز على أن نظرية الاستمرار العرقي لليهود الذين كانوا في فلسطين حتى طردهم الامبراطور الروماني تيتوس منها عام ٧١ ميلادية لا تجد لها سندا عاميا ، وذلك كما بينت الغالبية العظمى من الدراسات الأكاديمية ذات الصلة ، ومن أواخرها الدراسة الثلاثية للاكاديمي الإسرائيلي شلومو ساند ، والذي أظهر بالدراسة والبرهان أن مقولتي " ارض اسرائيل " و " شعب إسرائيل " هما مقولتان مخترعان". كما تدحض الدراسات الأثرية والتاريخية مسألة أي وجود للهيكل سيما من عام ٧١ فصاعدا ، ولا تجد دراسات فنكلشتاين وبن دوف وهرتسوغ أية دلائل تشير إلى وجوده في المكان الذي تدعي الصهيونية وجودها فيه تحت المسجد الأقصى المبارك .

وفي الواقع لا يمكن تسمية الطروحات العربية المواجهة للأساطير الصهيونية على أنها " رواية "، فبذلك نقع في مطلب وجود روايتين متصارعتين كلاهما تتسم بالشرعية ، وأنه لا بد من الجسر بينهما من خلال المفاوضات وايجاد الصيغ المشتركة التي تتضمن تنازلات من الطرفين ، وذلك على غرار التذاكي الغربي الذي يطرح تسمية المسجد الاقصى / الحرم القدسي الشريف ب " الحرم الشريف / جبل الهيكل "، اي على اساس أنه مكان مقدس للطرفين متناقضا بذلك مع وثيقة البراق لعام ١٩٣٠ التي أعدها الغرب بنفسه من خلال عصبة الأمم المتحدة آنذاك والتي تعتبر المسجد الاقصى / الحرم القدسي الشريف ملكا خالصا للمسلمين . تفتح هذه الصيغة الباب للتنازل عنها أيضا لصالح المواقف الصهيونية كما حصل مع " صفقة القرن " التي تعاملت تجاوبا مع الرواية الصهيونية مع المسجد الاقصى على أنه المسجد القبلي فقط ، فيما اعتبرت بقية مساحة المسجد وساحاته على أنها مكان مقدس لجميع الديانات ، مما يتضمن بالتالي جعله مقدسا للمسيحيين ايضا انطلاقا من الادعاء الافنجليكاني بأن زيارة السيد المسيح عليه السلام للمكان وأمره بتنظيفه تكفي للإدعاء بقداسته للمسيحيين. كما تضمنت صفقة القرن ذكرا ل ١٣ مكانًا مقدسا لليهود في القدس الشرقية قامت منظمة عيمق شفيه الاسرائيلية بإعداد دراسة بينت فيها أن هذه الاماكن كلها هي أماكن مقدسة مخترعة ، ولم تكن كذلك عبر التاريخ على الإطلاق .

أمام هذه الرواية المخترعة ، واماكنها المقدسة المخترعة والسعي لاختراع ارتباط بالمسجد الأقصى المبارك بأنه مكان الهيكل ، أو أنه مكان مقدس للمسيحيين أيضا كما يدعي الافنجليكانيون ، لا يمكن أن نضع رواية في مواجهة رواية ، ولا مجال سوى لأن نضع الحقيقة العلمية التاريخية أمام الرواية ، وبالتالي إلغاء أي حيز للمساومة بين روايتين كما يريد الغرب والصهيونية ، كمدخل للاستحواذ على الحقوق العربية الفلسطينية والإسلامية والمسيحية .

تفيد الدراسات العلمية كما تبين بأن " أرض اسرائيل " و " شعب اسرائيل " هما مقولتان مخترعتان كما تتبين ، وتبين دراسات علماء الاثار الاسرائيليين عدم وجود أي أثر يدل على وجود الهيكل تحت المسجد الأقصى المبارك ، ورغم كثافة الحفريات الصهيونية منذ عام ١٩٦٧ وحتى اليوم ، فإنه لم يتم الكشف عن أية آثار لهذا الهيكل مطلقا . في المقابل لم تشكك أي من الدراسات حول القدس كمهد للمسيحية ، وكقبلة المسلمين الأولى وأن مسجدها هو احد المساجد الثلاثة المقدسة في المرتبة الاولى في الاسلام ، وان المسجد الاقصى المبارك هو المكان الذي عرج منه نبينا الاكرم محمد رسول الله الى السموات العلى . وتؤكد الحقيقة بعد ذلك على اهتمام المسيحية بالقدس حيث أنشأت فيها كنائسها على شتى طوائفها ، كما اهتم المسلمون بالقدس ايما إهتمام ، وقبة الصخرة والقصور الاموية وكل المعالم الايوبية والمملوكية والعثمانية وغيرها في القدس هي شواهد على ذلك ، كما كانت المقدس محطة لزيارات العلماء المسلمين واقامتهم ودراستهم فيها ، وكذلك مزارا للرحالة والحجاج المسيحيين الذي كانوا يفدون اليها للحج والدراسة واجراء الابحاث واكتشاف المكان . هذه بإيجاز هي الحقيقة عن القدس مقابل الرواية الصهيونية المختلقة . والمعضلة في هذا الاتجاه تكمن في عمل الصهيونية الدؤوب لاحلال روايتها محل الحقيقة الفلسطينية العربية الاسلامية والمسيحية من خلال التعليم ، وذلك كجزء من مسار إحلال أقوام محل شعب ذو أصول تاريخية عريقة تنتمي الى الامتين العربية والاسلامية هو الشعب الفلسطيني . والتحدي الاكبر الماثل أمامنا هنا كأمة عربية يتمثل في أن هذه الرواية الصهيونية يجري تنفيذها تباعا على الارض ، كما تجد لها آذانا صاغية في الغرب لاتقتصر على التوجهات الافنجليكانية ، بل تتعدى ذلك الى الغرب كله الذي يطرح القدس الشرقية ومسجدها الأقصى بين الجانبين . مع ذلك لا تنجح الرواية الصهيونية في فرض نفسها على الفلسطيني المتعلم في المدارس والمؤسسات التي تتبنى مناهج الاحتلال ، ويعود ذلك لتهافت هذه الرواية أولًا ، والى أن ما يتعلمه الشباب من خلال قمع الاحتلال لهم يكفي ثانيا لنقض الاوهام التي يحاول الاحتلال زرعها في أذهانهم في غرف الصف، وثالثا هناك الدور الرائد في تعزيز الحقيقة الفلسطينية العربية الاسلامية المسيحية لمدارس مديرية التربية والتعليم ، ومدارس الأوقاف الإسلامية والمسيحية ( رغم التحديات التي تواجهها )، ومدارس الأونروا ، والبرامج التعليمية لمنظمات المجتمع المدني والمجتمع المحلي وتعليم الأنداد ، وفي الفضاء الالكتروني، وكذلك التعلم الذي يتم خلال الهبات ضد الاحتلال . كل ذلك يقوض رواية الاحتلال الاستيطاني الاستعماري التي تروج من خلال المناهج المفروضة.

في هذا الإطار تتطرق الأقسام اللاحقة لهذه الورقة الى مسارات فرض الرواية الصهيونية من خلال التعليم ، والردود الفلسطينية والعربية والاسلامية على ذلك باتجاه تعزيز الرواية العربية الاسلامية المسيحية وتعزيز الصمود ، وحفظ الهوية العربية الاسلامية المسيحية لفلسطين ، وبعض من النجاحات في هذا المجال ، وتنتهي الورقة باقتراحات من اجل العمل عليها.

تطورات محاولة فرض الرواية الصهيونية على التعليم في القدس الشرقية بعد عام ١٩٦٧: الخطوط العامة والمراحل

١٩٦٧: بداية بإلغاء المضمون العربي للتعليم في القدس الشرقية عبر إلغاء قانون التربية والتعليم الأردني رقم ١٦ لعام ١٩٦٤، والاستيلاء على الابنية المدرسية ، وإغلاق مكتب التربية والتعليم ومحاولة فرض المنهاج الإسرائيلي البديل للمنهاج العربي الاسلامي ، والاتباع لوزارة المعارف الاسرائيلية . وهو ما تصدى له اضراب المعلمين بقيادة لجنة المعلمين السرية ١٩٦٧- ١٩٦٨.

١٩٧٤- ١٩٨١: إعادة العمل بالمنهاج الاردني بالتدريج من قبل الاحتلال رضوخا منه للمقاومة المحلية لأسرلته بدءا من المدارس الابتدائية ، ولكنه أصر في المقابل على اضافة منهاج المدنيات الاسرائيلية واللغة العبرية وشطب الإشارات للقضايا التي تؤكد الطابع العربي الإسلامي والمسيحي والفلسطيني للقدس . واستمر هذا الحال حتى عام ٢٠٠٠.

٢٠٠٠- ٢٠٠٤: سريان المنهاج الفلسطيني الذي يؤكد على طابعها العربي الإسلامي والمسيحي الفلسطيني على مدارس القدس بدءا بالابتدائية ثم الثانوية . ولكن ذلك لم يكن سوى لفترة محدودة سرعان ما تراجع الاحتلال عنها. وفي نفس الفترة تم إطلاق خطة " القدس الكبرى ٢٠٠٠: القدس ٢٠٢٠" التي تضمنت فيما تضمنت تشجيع المدارس في القدس الشرقية على الانتقال إلى المنهاج الاسرائيلي ، وعلى المنوال ذاته فعلت خطة عام ٢٠١٤ ذات الرقم ١٧٧٥ التي جاءت معنونة ب " برنامج لتعزيز الامن الشخصي والتنمية الاقتصادية الاجتماعية " بموازنة مقدارها ٢٠٠ مليون شيكل للأعوام ٢٠١٤- ٢٠١٨. وفي عام ٢٠١٨ جاء القرار الحكومي الاسرائيلي ٣٧٩٠ بمناسبة يوم القدس في ١٣ /٥/ ٢٠١٨ بموازنة مقدارها ٢،٣ مليار شيكل لمدة ٥ سنوات منها ٤٤٥ مليون شيكل للتعليم ( تقريبا ١٣١ مليون دولار ). بمعدل ٨٩ مليون شيكل سنويا لدعم اعتماد المنهاج الاسرائيلي في مدارس القدس الشرقية وإمتحان البجروت ، وبناء مدارس واستئجار مقرات لأخرى وتعزيز تعليم اللغة العبرية من مرحلة الروضة والتعليم التكنولوجي والنشاطات اللامنهجية . كل ذلك من اجل انهاء الطابع العربي الإسلامي المسيحي للتعليم في القدس الشرقية ، مقابل تعزيز الدمج لقطاعات هامشية في سوق العمل الإسرائيلي.

واستكملت العملية عام ٢٠١٩ بإغلاق مديرية التربية والتعليم الفلسطينية وتلاها حملة لمنع تدريس المنهاج الفلسطيني ومنح فرصة لمدة عام ل ٦ مدارس فلسطينية لتعديل أوضاعها وفق ذلك ، وإلا فسيتم اغلاقها. وبهذا تم إحكام الطوق باتجاه الخنق الكامل للتعليم العربي والإسلامي في المدينة . وتأتي خطة ٢٠٢٣- ٢٠٢٨ بقيمة ٤ مليار شيكل التي سيتم إطلاقها قريبا لتعزيز التعليم المؤسرل في المدينة .

ترافق كل ما سبق مع التعليم غير المدرسي حيث تم تغيير أسماء الشوارع والحارات ، فالشيخ جراح اصبحت تسمى توبلر ، وأرض السمار اصبحت ميدان بارليف ، وطريق الواد المؤدي الى المسجد الاقصى اصبح يسمى ب " شاعر هجاي ، يتوسطه" ميدان هجفورا ومعناها الابطال قبالة مدخل باب الأسباط ، وباب العامود اصبح اسمه هدار و هداس وهكذا ، وتطلق الصناديق الصوتية في الباصات أسماء عبرية على الشوارع أثناء سيرها ، وتحمل شارات الشوارع نفس الاسماء . أي أن هنالك عملية كاملة جارية لنزع الطابع العربي الإسلامي المسيحي للقدس اقليما وفضاءا ومشهدا . ومع ترافق ذلك كله مع الحملة الاستيطانية المستعرة في كافة أنحاء المدينة وتكثيف الاعتداءات على الأماكن الاسلامية والمسيحية في المدينة فإن ذلك كله يؤسس فقط للمزيد من صواعق للعنف والتفجير، وتعزيز مخططات تهجير الفلسطينين المقدسيين من مدينتهم .

الرؤية الإسرائيلية الإجمالية لقطاع التعليم في القدس

جعل القدس تصبح حاضرة التعليم المركزية في دولة اسرائيل وإلغاء ومحو التعليم العربي الفلسطيني وإحلال مناهج إسرائيلية بديلة بشكل كامل .

تؤدي هذه الرؤية في حال النجاح الكامل في تطبيقها الى خلق تعليم مغترب عن شباب فلسطين المقدسيين مما يعزز التسرب من المدارس والتوجه للعنف أو الهجرة ، كما يؤدي إلى نشوء مجموعة هامشية متمقدسة أي منفصلة عن فلسطينيتها وعروبتها من أولئك الذين ينخرطون في النظام التعليمي الاسرائيلي لصالح هوية مقدسية موهومة قابلة للتكيف مع واقع السيطرة الاستعمارية الاستيطانية ولا تشكل عاملا أمنيا مهددا لهذه السيطرة ، ومؤهلة للانخراط في المواقع الدنيا من الاقتصاد الإسرائيلي التي انتقل اليهود إلى مواقع أعلى منها ، وفي مد الجسور مع العالم العربي - كما ترمي له مخططات الاحتلال المعلنة - في ضوء اتقانها للغة العبرية .

كما تقدم لم يتسن لهذه الرؤية الصهيونية أن تتحقق حيث لا زال التعليم الناتج عن قمع الاحتلال ، والتعليم الذي يتم خلال الهبات الجماهيرية ومن خلال المدارس الاهلية ومدارس الوكالة والتعليم غير الرسمي لمنظمات المجتمع المدني والمحلي ومؤسسات الفضاء الالكتروني وتعليم الانداد يتغلب على عملية اسرلة التعليم التي يحاول الاحتلال فرضها .

الأهداف الصهيونية

- المحو الكامل للتعليم العربي الاسلامي المسيحي عن القدس ، وإحلال التعليم الصهيوني مكانه .

- طمس الهوية الوطنية للطلبة ، كي الوعي ، تبديد الثقافة الوطنية والعربية وتعزيز عملية التجهيل بها .

- العمل لخلق شخصية مقدسية منفصلة عن فلسطينيتها ( التمقدس ) من فئات هامشية تقبل لنفسها ذلك .

- تأهيل كفاءات للعمل في القطاعات الدنيا من الاقتصاد الاسرائيلي.

- اثارة وهم الأسرلة ولكن بدون " منح حقوق متساوية : من الدمج في هامش السوق الإسرائيلية إلى التشغيل كمكرمة من السيد .

- التوطيف في التطبيع مع العالم العربي.

يترتب عن ذلك جعل التعليم غير جاذب لغالبية الشباب الفلسطيني ذو التوجه الوطني العروبي، مما يزيد اتساع نطاق الجهل والامية والبطالة والتوجه الى العنف والهجرة .

لم تتحقق هذه الاهداف لاسباب سبق ذكرها ، كما أن جشع الاستيطان الاستعماري في القدس وما يترتب عنه من مصادرة الأراضي ، وهدم البيوت ، ومنع اقرار المخططات الهيكلية ، واقتحام المدارس واعتقال الطلبة ، وقتلهم وامتهان كرامتهم على الحواجز وايقافهم على مداخل البلدة القديمة وغيرها لتفتيش الحقائب وتدقيق الهويات . كل ذلك كفيل بتبديد ما يتم تعليمه للأجيال الشابة من روايات صهيونية في المدارس التابعة للاحتلال .

الوسائل والآليات الصهيونية والفلسطينية العربية البديلة لحماية التعليم في القدس

اعتمدت آليات ووسائل تشمل القوة الفظة كالاعتقالات وهدم مدارس ( ننظرادناه )، والقوة الناعمة ( الاغراءات المالية وفي فتح مجالات العمل ، وخصخصة التعليم ….. )، علما أن آليات القوة الناعمة لم تؤثر سوى على عدد محدود نظرا لسطوة الاحتلال وانتشار عمليات الاستيطان الاستعماري واعتداءات المستعمرين وعمليات هدم البيوت وسحب الهويات في كل أنحاء المدينة كما تقدم. وشملت الآليات المستعملة في مجال التعليم ما يلي :

في مجال الآليات والوسائل لخلق تعليم صهيوني شامل في القدس الشرقية تستخدم الصهيونية سلسلة مركبة من الأدوات تشمل مؤسسات التعليم الرسمي من مدارس وجامعات وكليات ، وغير الرسمي وذلك من خلال النشاطات اللاصفية ، ونشاطات المراكز التابعة للاحتلال مثل المراكز الجماهيرية ، ومركز ماطي لريادة المشاريع ، ومركز بيلي للثقافة والفنون وغبرهما من المراكز . كما تستخدم الصهيونبة الفضاء المجتمعي الجديد من خلال البرامج الالكترونية الموجهة ، وتستخدم وسائل الاعلام ، والأهم هو فرض التعليم الصهيوني من خلال الوقائع التي تخلقها على الأرض تعطي المواقع الفلسطينية السابقة معالم جديدة وأسماء جديدة تلغي الأسماء الفلسطينية العربية السابقة لتتعرف الأجيال الفلسطينية الجديدة على هذه الأسماء من خلال شواخص الشوارع ، والصناديق الصوتية في وسائل المواصلات ، ووسائل الإعلام.

في المقابل يجري التعليم الفلسطيني لتعزيز الحقيقة الفلسطينية والعربية من خلال المدارس والجامعات الفلسطينية سيما جامعة القدس عبر برامجها التعليمية وكذلك مراكزها المنتشرة في كافة أنحاء المدينة ، وكذلك من خلال الفضاء الإلكتروني ، ومنظمات المجتمع المدني ، والعائلة ، ومجالس أولياء الأمور في المدارس الذين يلعبون دورا هاما في هذا المجال بمن فيهم لجان أولياء الأمور في المدارس التابعة للاحتلال . كما ويلعب المجتمع الفلسطيني في بقية اجزائه دورا في تعزيز التعليم العربي الفلسطيني من خلال علاقات الأنداد والاصحاب ، والنشاطات المجتمعية، كما هنالك ايضا البرامج التعليمية للوكالات العربية والإسلامية والفلسطينية التي تعمل في القدس ، وفوق كل ذلك تتعلم الأجيال المقدسية من خلال الهبات والاحتجاجات ضد سياسات الاستيطان الاقتلاعي الإحلالي للسيطرة على مواقع القدس والمسجد الأقصى المبارك، وأدت هذه المكونات كلها إلى نشوء تعليم فلسطيني مقاوم يحافظ على الهوية الفلسطينية العربية الاسلامية المسيحية الاصيلة والصمود وتثبيت الوجود ، مما حال دون تنفيذ برامج الاحتلال في أسرلة التعليم في القدس .

وفيما يلي عرض مكثف لبعض الوسائل التي تستخدم لفرض الرواية الصهيونية المختلقة سيما من خلال التعليم الرسمي، ويليها عرض موجز للرؤية الفلسطينية والعربية لحماية التعليم في القدس، وما تم عمله ، والفجوات والنواقص التي لا زالت قائمة.

تستخدم الصهيونية عددا من الوسائل لتعزيز الرواية الصهيونية تشمل ما يلي:

- توسيع المدارس التابعة لوزارة المعارف والبلدية وتقديم كل الوسائل والدعم لها ، جنبا الى جنب مع العمل لإغراء المدارس الخاصة على الانتقال الى المنهاج الاسرائيلي ، مقابل التضييق على مدارس مديرية التربية والتعليم الفلسطينية ، ومنع توسيعها ، وهدم بعضها او جزءا منها ، وعدم الاعتراف بأخرى ، وممارسة الاقتحامات لها والتضييقات على طلابها ومعلميها واداراتها واعتقالهم، وضربهم واطلاق النار عليهم . والتضييق المكثف على حركة الطلبة والمعلمين على أبواب البلدة القديمة . وعدم الترخيص لبعض المدارس ، وفرض الضرائب الباهظة عليها ، واغلاق من لا يلتزم بالتوجهات الاسرائيلية منها .

- فتح سوق العمل الاسرائيلي امام الخريجين الذين يعرفون اللغة العبرية في مجالات عمل الطبقة الوسطى كالصيدلة والطب والهندسة والحاضنات التكنولوجية .

- فتح ابواب الجامعة العبرية والكليات الإسرائيلية في القدس لقبول الطلبة المقدسيين مقابل استمرار عدم الاعتراف بجامعة القدس .

- إقامة الجدار الذي يمنع ٢٠ بالمئة من طلبة المدارس في القدس من الوصول إليها .

- التمييز ضمن سياسة فرق تسد بين مدارس الأوقاف الاسلامية ومديرية التربية والتعليم ، والتضييق عليها، وبين المدارس الخاصة على شتى أنواعها عبر تقديم إغراءات مالية وتسهيلات للانضمام الى المنهاج الاسرائيلي. هذا فيما يتم السعي في الوقت ذاته لإلغاء وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ( الأونروا ) ومدارسها في المدينة .

- تعزيز الخصخصة في التعليم عبر تشجيع مدارس المقاولات

- تشجيع ودعم اقامة مؤسسات تدرب وتؤهل الخريجين المقدسيين للعمل في السوق الإسرائيلية ، او لإنشاء مشاريع متعاقدة من الباطن مع هذا السوق .

وقد ترتب عن هذه السياسات تسرب أكثر من ٣٠ بالمئة من الطلبة قبل الوصول الى المرحلة الثانوية نتيجة رفضهم هم وأهاليهم للنظام التعليمي الاسرائيلي ، وترافق معها منع ٢٠ بالمائة من التلاميذ من التوجه المنتظم لمدارسهم في القدس ، مما يعزز التجهيل ، والبطالة والتوجه للعنف والهجرة . وفي المقابل اتجه أكثر من نصف التلاميذ الى المدارس التابعة للبلدية ووزارة المعارف ، ومدارس المقاولات التابعة لها ، وقسم للمدارس الخاصة التي يتلقى بعضها الدعم الإسرائيلي مقابل ادخال اللغة العبرية والمنهاج الاسرائيلي ، وهذه النسبة مضللة إذ أنها لا تمثل نصف تلاميذ القدس بل أقل من ذلك بكثير ، إذ أنها تتجاهل واقع تسرب ما يزيد عن ٣٠ بالمئة من الطلبة ، ومنع ٢٠ بالمئة يقطنون وراء الجدار من الالتحاق بمدارسهم .

في المقابل انحصر التعليم الفلسطيني الرسمي في مدارس مديرية التعليم الفلسطيني ومدارس وكالة الغوث وبعض مدارس الأوقاف التي يمنع الاحتلال توسيعها مما يحد من قدرتها على استيعاب الطلبة المتسربين ، وكذلك الطلبة الذين يقطنون خلف الجدار . كما أن استهداف الاحتلال لهذه المدارس يؤدي الى تعزيز التسرب منها وزيادة البطالة والتوجه للعنف والهجرة . يعزز هذه الظواهر عدم قدرة هذه المدارس نتيجة التقييدات الاحتلالية على تقديم الخدمات التعليمية الكافية نتيجة إجراءات الاحتلال مما يجعلها تصبح غير جذابة، وهو ما يستدعي خطة شاملة لإنقاذ هذه المدارس من أجل حفظ التعليم العربي في المدينة ومنع التسرب والبطالة والهجرة .

هذا وتقوم مدارس الاحتلال بتوجيه آلاف من خريجيها الى الجامعة العبرية والجامعة الإسرائيلية المفتوحة والمعاهد المتوسطة المنتشرة في غرب المدينة ، فيما يتم في الوقت ذاته التضييق على جامعة القدس وحجر تطور تخصصاتها المتنوعة داخل المدينة .

رغم كل. ما تقدم لم تحقق دولة الاحتلال طمس الهوية الوطنية الفلسطينية والعربية القومية لمسلمي ومسيحيي القدس الشرقية ، ولم تفت من عضد صمودهم وإصرارهم على البقاء والثبات في المدينة ، وتعزيز التعليم الفلسطيني العربي فيها بكافة الوسائل وعبر كل القنوات الرسمية وغير الرسمية . ومن جهة أخرى فإن الموازنات التي ترصدها دولة الاحتلال لأسرلة التعليم في القدس الشرقية لا تجدي نفعا في تحقيق ذلك ويضيع أثرها هباءا منثورا في ضوء جشع الاحتلال الاستيطاني الاستعماري وسعيه لمحو الهوية الوطنية الفلسطينية محوا كاملا من خلال التعليم . وعلى أية حال فإن المبالغ التي يصرفها الاحتلال على التعليم في القدس الشرقية لا تساوي إلا شروى نقير بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي وبمقاييس ما يصرف على مدارس القدس الغربية ، وهو موجه إلى العالم بشكل خاص لعرض صورة كاذبة وكأن الاحتلال يلتزم بالمواثيق الدولية التي تجبر القوة القائمة بالاحتلال على رعاية الحياة اليومية للشعب الخاضع للاحتلال ، فيما تقوم اسرائيل بذلك في حقل العلاقات العامة وحسب ، فيما تسعى موازناتها للتعليم لا لرعاية الخاضعين للاحتلال بل لمحاولة اسرلة هويتهم ، او على الاقل لخلق هوية مقدسية محايدة منفصلة عن فلسطينيتها وقابلة للتكيف مع نظام السيطرة الصهيوني. تفيد هذه الصورة بأن التعليم الفلسطيني العربي المسيحي الإسلامي في القدس الشرقية يواجه خطر الأسرلة ومحو طابعه التاريخي ، ولكنها تبين من جهة أخرى أن هنالك فرصة امام العالم العربي لا لحماية وتثبيت التعليم العربي في المدينة وحسب ، ولكن ايضا للنهوض به على المستوى المدرسي والجامعي ، والرسمي وغير الرسمي ، لكي ينتج قامات عربية فلسطينية حرة مبدعة تسهم في تطور المعرفة محليا وعالميا .

الانجازات الفلسطينية والعربية والإسلامية لحماية التعليم في القدس لتعزيز الحقيقة والصمود والهوية

قامت وتقوم المكونات الفلسطينية والعربية والإسلامية الرسمية والشعبية كحكومات ووكالات وصناديق تمويل ومنظمات مجتمع مدني ومحلي بجهود تحتاج إلى بحث خاص من أجل حماية والحفاظ على وتعزيز التعليم العربي الإسلامي والمسيحي في القدس الشرقية، وشمل ذلك بناء مدارس وترميم اخرى واضافة صفوف مدرسية ومدارس مهنية وبرامج التعليم اللامنهجي ، وأخرى لدعم التعليم اللارسمي الذي تقوم به المؤسسات الأهلية ، ودعم بقاء مدارس الأونروا، وبناء روضات وصرف الاحتياجات التشغيلية، وهكذا . كما شملت الإنجازات الدعم السياسي والدبلوماسي للحفاظ على التعليم العربي في القدس الشرقية من خلال وكالات الأمم المتحدة والمحافل الدولية المختلفة مثل منظمة اليونسكو وغيرها مما يحتاج الى مسح شامل يتم تضمينه في تقرير خاص . ومن جهة أخرى لا زال هنالك الكثير من النواقص والثغرات التي يتم اجمالها باقتضاب في القسم التالي .،

التحديات الجديدة في السنوات العشر الأخيرة لقطاع التعليم في القدس ( سيكتب هذا القسم لاحقا ).

تتمثل النواقص القائمة حتى الآن في قطاع التعليم لتعزيز

الحقيقة والصمود والهوية في القدس الشرقية في

وجود مدارس

صغيرة في مبان غير مناسبة وبدون ساحات وقاعات ومختبرات وحواسيب كافية ومكتبات ، ونقص ٢٢٠٠ غرفة صفية و ٤٠٠ روضة أطفال حسب الخطة القطاعية للقدس ٢٠١٨- ٢٠٢٢. وعدم وجود مدارس متكاملة من الصف الاول وحتى صف ١٢، ونقص في وحدات التعليم المهني والتكنولوجي ومدارسهما ، وغياب مرجعية موحدة للتعليم المدرسي في المدينة . وقد واجهت كل من الاستراتيجية القطاعية والخطة العنقودية هذه النواقص وطرحت مشاريع وموازنات لمعالجتها يجب العودة اليها . كما قدمت لهذا المؤتمر دراسة من دولة فلسطين بعنوان “ القدس … المستقبل : اطار التدخلات التنموية وتعزيز الصمود في القدس الشريف ٢٠٢٣- ٢٠٢٥” ، وفي مجال التعليم تطالب الخطة برصد مبلغ ١٤٥،١٥٠،٠٠٠ دولار لتغطية ١٦ مشروعا في إطار خمسة تدخلات هي:

١) إنشاء صندوق حماية التعليم في القدس الشريف

٢) بناء مدارس ومرافق تعليمية والاستثمار في التوسع الرأسي لإضافة غرف صفية .

٣) تحسين البيئة التعليمية للمدارس ضمن الإطار الوطني

٤) زيادة الاستثمار في التعليم المهني والتقني في القدس الشريف

٥) التركيز على قطاع الطفولة المبكرة ورياض الأطفال .

الرؤى نحو تعزيز التعليم المؤكد على الحقيقة والمعزز للصمود والهوية الوطنية

الرؤية العامة " مجتمع فلسطيني يمتلك القيم والعلم والثقافة والتكنولوجيا لإنتاج المعرفة وتوظيفها في التحرر والتنمية "( رؤية الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم ٢٠١٧- ٢٠٢٢".

القدس: رؤية مقترحة : " تعليم وطني فلسطيني نوعي يطور الرأسمال البشري والاجتماعي في القدس ويواجه عملية الأسرلة ، والتجهيل والتسرب ، ويعمق الهوية الوطنية من خلال رفع مستوى التعليم الفلسطيني وحماية وتنمية وجوده في المدينة مؤسسات ومعلمين وطلبة وبنية تحتية ومنهاج موحد بقيادة هيئة تضم مختلف مرجعيات التعليم الفلسطيني في القدس وتنسق عملها مديرية التربية والتعليم ، ويوفر حياة كريمة للخريجين عبر تشغيل ملائم ".

أمثلة عن قصص نجاح بشأن التعليم العربي الفلسطيني في القدس

- اضراب ١٩٦٧- ١٩٦٨ ونجاحه مما يعني امكانية تكرار التجربة مع ملاءمتها مع الواقع الحالي الجديد .

- نشوء هيئة وطنية عام ٢٠١١ للحفاظ على المناهج الوطنية في القدس شملت فعاليات المدنية ولجان أولياء الأمور واتحادات الطلبة والمعلمين

- قدرة لجان اولياء الامور في منع فرض المناهج المحرفة على المدارس التابعة للمعارف والبلدية الإسرائيلية وهي تجربة تستأهل البناء عليها .

- بناء مدرسة مهنية في الثوري بتمويل من نرويجي .

- مدرسة اطارات المطاط في الخان الأحمر .

أدت هذه القصص وغيرها إلى حفظ الثقافة الوطنية ، وساهمت العائلة وعلاقات الأنداد والهبات الوطنية كبدائل عززت هذه الهوية وزادت من ثبات الفلسطيني في وطنه وحمت الحقيقة الفلسطينية العربية الاسلامية المسيحية من الاندثار . والمفارقة التي وردت الاشارة اليها هي أن ما يقوم به الاحتلال على الأرض من عمليات تهويد وأسرلة يفسد بشكل كامل كل ما يحاول القيام به من خلال القوة الناعمة ومنها التعليم لخلق أسرلة موهومة أو شخصية مقدسية منفصلة عن فلسطينيتها وقابلة كما يتوهم بالحكم الاسرائيلي. عوضا عن ذلك يجب الاضافة أن المبالغ التافهة التي يرصدها الاحتلال لتطوير التعليم في القدس الشرقية والتي لا تتجاوز ٩٠ إلى ١٠٠ مليون شيكل ( حوالي ٣٠- ٣٥ مليون دولار ) تكفي فقط في علاقات اسرائيل الدولية لاثارة وهم لدى العالم وكأن إسرائيل تهتم بمعيشة الفلسطينيين بما في ذلك تعليمهم في القدس ، ولكن هذه المبالغ لا تغطي سوى النزر اليسير من احتياجات التعليم في القدس ، مما يعني أن هنالك فرصة حقيقية لحماية التعليم العربي الإسلامي والمسيحي في القدس إذا ما توفرت الارادة والمصادر المالية اللازمة والخطط الناجعة لتحقيق ذلك. وفيما يلي عدد من الاقتراحات العاجلة التي لا تلغي الحاجة لتلبية كافة متطلبات تطوير التعليم في القدس الواردة في الخطط الاستراتيجية القطاعية والعنقودية ، وخطة وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ومديرية التربية والتعليم في القدس ، وورقة التدخلات سابقة الذكر التي قدمت من دولة فلسطين لهذا المؤتمر.

اقتراحات للدعم العاجل لتعزيز التعليم الهادف لحماية الحقيقة وتعزيز الصمود والهوية العربية الإسلامية المسيحية للقدس وفلسطينييها

- تطوير صندوق مستقل وشفاف لدعم التعليم في القدس .

- إنشاء شبكة لحماية التعليم الهادف لتعزيز الحقيقة والهوية والصمود تشمل جهات التعليم الرسمي وغير الرسمي في فلسطين ، ووكالات دعم قطاع التعليم الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية.

- تقوية التعليم المهني والتكنولوجي وتوسيع فروعهما من خلال إنشاء ٤ مدارس جديدة في هذا المجال .

- إنشاء مدرسة للطلبة الموهوبين

- إنشاء مدرسة جديدة لذوي الاحتياجات الخاصة.

- توفير ٢٢٠٠ غرفة صفية ، مع البدء بالمواقع المهددة بالترحيل والاقتلاع والجدار .

- الحفاظ على مدارس الأوقاف ودعمها ماليا وفي كافة المحافل من أجل حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة وحماية طابعها الحضاري التاريخي .

- الحفاظ على الأونروا ومدارسها من الإغلاق في المدينة .

- توأمة المدارس وجامعة القدس مع مؤسسات تعليمية وجامعات عربية .

- دعم برامج لجامعة القدس لتدريب المعلمين وحفظ التراث وتطوير السياحة ،ودعم برامج تعليم مهني متخصص تطرحها جامعة القدس لجذب الطلاب الراغبين في التعلم بالكليات الإسرائيلية.

ومراكز الخدمات المجتمعية التي تقدم خدمات قانونية ومجتمعية وشبابية للمقدسيين

ودعم نشاطات تراثية تعزز الرواية الوطنية بين الشباب المقدسي

وانشاء مركز الاقتصاد الدائري في جامعة القدس والذي سيعمل على تأهيل قطاعات الأعمال المقدسي بمجالات تعزيز كفاءة الموارد ودعم القدرة التنافسية.

- تطوير برامج ونشاطات توعوية في كافة مدارس المدينة تهدف لتعزيز الهوية والرواية الفلسطينية ، والتعريف بالتراث العربي الإسلامي والمسيحي للمدينة .

- تنمية سوق العمل المقدسي لجعله قادرا على استيعاب خريجي المدارس والجامعات.

- تطوير برامج شاملة للتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد.

يضاف اما تقدم توصيات ضرورية لتعزيز التعليم الشامل لحماية الحقيقة وتعزيز الصمود والهوية الوطنية يشمل البرامج التعليمية المجتمعية ولمؤسسات المجتمع المدني ومنها المؤسسات المهتمة بالتعليم وحقوق الإنسان والمواطنة خاصة ، وفي الفضاء المجتمعي الجديد .

خاتمة: من محو التعليم إلى تحريره كأحد روافع التحرر

بينت هذه الورقة الموجزة أن هنالك فرصة متوفرة لتطوير التعليم الشامل في القدس الشرقية من خلال كافة قنواته الرسمية وغير الرسمية ، التعليمية والمجتمعية وكذلك من خلال القضاء الالكتروني الجديد . وفي ظل اتجاه دولة الاحتلال لمحو التعليم الفلسطيني العربي في المدينة محوا كاملا ، فإن اتجاه الرد لا يكون دفاعيا يعتمد أسلوب ردود الأفعال وحسب عبر توفير مسكنات للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات تعليمية ضمن سياسة لكسب الوقت حتى يقوم الاحتلال باغلاقها . على العكس من ذلك فإن اتجاه الرد يجب أن يكون فاعلا ، ممسكا بزمام المبادرة من أجل تحرير التعليم الفلسطيني العربي في القدس من الأسرلة وتعزيز استقلاليته عن مؤسسات الاحتلال ، ويكون ذلك عبر توسيع التعليم الفلسطيني العربي في المدينة ومؤسساته وتحسين جودة التعليم فيها وتوفير التسهيلات والمصادر اللازمة والحوافز لها لتصبح المؤسسات الأكثر جاذبية للجيل الشبابي الفلسطيني ، بما يمكنها من مكافحة فرض المنهاج المحرف من قبل الاحتلال ، ويجعلها ذات مناعة في مواجهة مغريات الاحتلال لإقناعها بتدريس المنهاج المحرف والخضوع لوزارة المعارف الإسرائيلية مقابل موازنات تحتاجها تلك المؤسسات . يؤدي تحرير التعليم من الأسرلة الى تحرير العقول وتحرير الإرادة، وتعزيز الهوية الوطنية والصمود الفاعل ، وتثبيت وجود التعليم العربي الفلسطيني ذاته وحمايته ، لا بل وتوفير الممكنات لتطويره نوعيا .

يسهم التعليم المتحرر في تعزيز الاستقلالية الوطنية والقومية عن الاحتلال ، ويبني مداميكها من أسفل من خلال الحفاظ على مجتمع فلسطيني منيع غير قابل للاختراق وذلك رغم كونه خاضعا للاحتلال ، ولبناء هذا التعليم المتحرر من الموصى به اعتماد منهجية التعليم الشامل الرسمي وغير الرسمي في القدس الشرقية وجمع مكوناته كلها معا في هيئة تنسيق مشتركة تشمل جهات التعليم الرسمي وغير الرسمي ومنظمات المجتمع المدني والمحلي العاملة في مجال التعليم مدعومة من شبكات عربية مماثلة ، عوضا عن ضرورة توفير منهاج تعليمي عن القدس في كافة المدارس والجامعات العربية .