تل ابيب- معا- هاجم مسؤولون إسرائيليون السفير الأمريكي توم نيدس، ودعوه إلى عدم التدخل في شؤون بلدهم بعد تصريح له دعا فيه حكومة بنيامين نتنياهو، إلى "فرملة" خطة الإصلاح القضائي التي تدفعها حكومته، وتصفها المعارضة بـ "الانقلاب".
وقال وزير "الشتات الاسرائيلي" عميحاي شيكلي في مقابلة مع هيئة البث الرسمية "أقول للسفير الأمريكي ببساطة ووضح - اهتم بشؤونك الخاصة،. شغل المكابح بنفسك. ليس لديك سيادة للتطرق لاصلاحات القضائية، سنكون سعداء لمناقشة العلاقات الخارجية والشؤون الأمنية معكم. احترموا ديمقراطيتنا".
وقال عندما سئل عن أهمية العلاقة مع الولايات المتحدة "رأينا في إدارة أوباما أنهم لا يعطون إسرائيل ظهرهم فقط، بل أحيانا يغرسون السكين في الظهر.. هذا هو إرث أوباما، تصريح السفير نيدس إشكالي للغاية".
من جانبه، قال عضو الكنيست الاسرائيلي حانوخ ميلبيتسكي من حزب الليكود بقيادة نتنياهو: "مثلما لا نتدخل في الشؤون الداخلية الأمريكي ، كان من الصواب أن يأتي هذا السفير ويعرض مخاوفه على رئيس الوزراء. لكن في اللحظة التي خرج فيها ذلك إلى الإعلام فهو في نظري غير شرعي".
وقالت رئيس "لجنة الدستور في الكنيست" سيمحا روثما "لا أعتقد أنه من الضروري التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد. ما هو مطروح للتصويت غدا هو تغيير أسلوب انتخاب القضاة حتى تصبح إسرائيل ديمقراطية مثل كل الديمقراطيات في العالم. لا أعتقد أن هناك أي شرعية في إسرائيل، وبالتأكيد ليس في الخارج، للقول إن هذا يعرض دولة إسرائيل للخطر".
بدوره، قال عضو الكنيست الاسرائيلي يتسحاق كرويزر من حزب "عوتسما يهوديت" بزعامة إيتمار بن غفير في مقابلة مع راديو Ynet: "إنني أقدر وأحترم صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة. لكني لا أتذكر أننا وللاية اخرى تابعة لها. إسرائيل دولة مستقلة، لدينا نظام حك ديمقراط ومستقلة وقو، لدينا رئيس وزراء ، لدينا وزير قضاء، لدينا هنا نظام إسرائيلي سليم يعرف كيف يدير نفسه ويعرف أيضا كيف يستمع وينصت إلى النقد من دول مختلفة".
وأمس السبت، قال السفير الأمريكي في إسرائيل توم نيدس إن إدارة جو بايدن نصحت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "الضغط على المكابح" لإيقاف محاولة حكومته تغيير النظام القضائي في إسرائيل بشكل جذري.
وأضاف نيدس في محادثة على بودكاست The Ax Files مع المحاور ديفيد أكسلورد معلق "سي إن إن" الذي كان مستشارا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما: "هذا ما نقوم به الآن. نقول لرئيس الوزراء (نتنياهو) كما أقول لأولادي. استخدم المكابح. تمهلوا وحاولوا التوصل الى اتفاق ووحدوا الأطراف".
وتابع نيدس: "الأمر معقد للغاية، فهُم (الحكومة الإسرائيلية) يحاولون القيام بالأشياء بسرعة كبيرة ويجب أن يضغطوا على المكابح، ويبطئون السرعة. هذه هي الرسالة التي قلتها لنتنياهو"، وفق ما أفادت به مساء السبت صحيفة "هآرتس" العبرية.
وقال السفير الأمريكي: "الشيء الوحيد الذي يربط بلدينا هو رؤيتنا الديمقراطية، ولهذا ندافع عن إسرائيل في الأمم المتحدة"، مضيفا "إذا اعتقدنا أن المؤسسات الديمقراطية تتعرض لضغوط وتوتر، فإننا نعبر عن ذلك".
وللأسبوع السابع على التوالي، تظاهر مساء أمس السبت عشرات آلاف الإسرائيليين في جميع أنحاء إسرائيل، فيما انطلقت التظاهرة الرئيسية في تل أبيب، احتجاجا على الخطة التي تمنح الحكومة سيطرة كاملة على تعيين لجنة القضاة، وتحد من صلاحيات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية).
وفيما يقول نتنياهو إن الخطة تهدف إلى إعادة التوازن بين السلطات، تصفها المعارضة بـ "الانقلاب القضائي" وتقول إنها ستقضي على الديمقراطية.
وتشمل الخطة التي طرحها وزير القضاء ياريف ليفين الشهر الماضي، تقليص صلاحيات المحكمة العليا ومنعها من إلغاء قوانين يسنها الكنيست وتتناقض مع قوانين أساس تعتبر دستورية، وتعزيز قوة السياسيين في لجنة تعيين القضاة وعدم إشراك نقابة المحامين فيها، وإلغاء ذريعة عدم المعقولية بنظر المحكمة في قرارات تتخذها الحكومة، وفق قناة"i24news" الإسرائيلية.
والأحد الماضي، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الحكومة والمعارضة إلى التفاوض، معتبرا أن إسرائيل "على شفا انهيار دستوري واجتماعي"، وحذر من أن خطة الحكومة لإصلاح القضاء في شكلها الحالي "قد يكون لها أثر سلبي على الأسس الديمقراطية للبلاد".